TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من خارج الحدود: الحوثيون واستمرار الصراع

من خارج الحدود: الحوثيون واستمرار الصراع

نشر في: 23 يوليو, 2010: 07:22 م

حازم مبيضينمرة أخرى تتصدر أنباء الحوثيين صدارة الاخبار القادمة من اليمن، وذلك نتيجة اشتباكاتهم مع بعض القبائل في منطقة حرف سفيان، حيث اضطرت قوات الجيش للتدخل بعد سقوط ما يزيد على سبعين قتيلا، وتعكس هذه المواجهات ارتفاعاً كبيراً للتوتر وتهديداً لجهود إرساء الاستقرار، بعد أكثر من خمسة أشهر على دخول اتفاق وقف إطلاق النار الهش حيز التنفيذ بين صنعاء والحوثيين،
 وبما يثير المخاوف من الدخول في أتون حرب سابعة، جراء استمرار المواجهات المتنقلة والدامية بين الحوثيين والقبائل الموالية للحكومة.معروف بالطبع أن الحوثيين يستغلون الوضع القبلي ويتلقون دعماً من قبائل كثيرة معارضة للنظام الحاكم، بصرف النظر عن الدين أو المذهب، كما أنهم يستفيدون من الطبيعة الجبلية التي تجعل سيطرة الجيوش النظامية على الأوضاع أمرًا صعبًا، إضافة إلى أن انشغال صنعاء بمسألة المناداة بانفصال الجنوب منحهم الفرصة للتمدد، معتمدين على دولة ولاية الفقيه، وهم يسعون لإقامة حكم رجال الدين، وإعادة الإمامة الزيدية، وهم على استعداد اليوم للحرب مع السعودية التي كانت عام 1962 تخوض حرباً شرسة لاعادة أمامهم المخلوع على يد جيشه والجيش المصري، وليس سراً تلقيهم دعم حزب الله اللبناني باعتباره ذراعاً لثورة الخميني وخامنئي. الحوثيون وان أعلنوا اعتناقهم المذهب الزيدي فانهم على خلاف مع الكثيرين من معتنقي هذا المذهب على خلفية فتوى تاريخية،  تقضي بأن شرط النسب للإمامة لم يعد ملزماً وأن هذا كان لظروف تاريخية، وأن الشعب يمكن له أن يختار مَن هو جديرٌ لحكمه دون شرط أن يكون من نسل الحسن أو الحسين رضي الله عنهما. ولم تعجب الفتوى بدر الدين الحوثي، فبدأ الدفاع صراحة عن المذهب الاثني عشري، وهاجر إلى طهران ومكث فيها عدة سنوات، قبل أن يعود بعد وساطة قبلية مع الرئيس، ليقود ابنه حسين مظاهرات ضخمة مناهضة للوجود الأمريكي في العراق، وواجهت الحكومة هذه المظاهرات بشدَّة، وأسفرت المواجهة عن مقتل حسين ، وليعود والده العائد من طهران لقيادة الحركة المتمردة.الحروب المتتالية التي خاضها الحوثيون كانت تحت عناوين مختلفة، أولاها كانت تحت عنوان الدفاع عن النفس وعن حرية التعبير، ما أكسبهم بعض التعاطف، ووصولاً إلى حربهم السابعة التي بدأت ملامحها في الظهور فإن تصرفاتهم تشير إلى أنهم دخلوا مرحلة جديدة، حيث استفادوا من حالة السلم فأخذوا في التوسع وبسط نفوذهم على المزيد من المناطق، وأصبحوا فيها بديلا عن الدولة، مع استمرارهم في القول بأنهم يدافعون عن أنفسهم وأنهم يطالبون بحرية التعبير، وأنه لا غرض لهم في السعي إلى السلطة وتغيير النظام، لكن من المهم ملاحظة أن أهدافهم السياسية غامضة، وتتغير حسب المراحل والأحوال، ولكن الإطار الديني يظل واحداً لا يتغير، ويظل حاضراً بقوة في أدبياتهم التي يقاتلون بها ولأجلها.لا يؤمن الحوثيون بالنظام الجمهوري، ولا بالدستور والقانون اليمني، لكنهم يتعاملون مع ذلك على أنه أمر واقع، ولا يخفون رغبتهم في تغيير النظام لو تمكنوا من ذلك، وتمددوا خارجياً فاقاموا علاقات مع ايران وهم مستعدون للقيام بدور لصالحها ما دام يتناغم ذلك مع كيانهم المستقل وليس مع أمن الوطن واستقراره، وفي كل الاحوال ومهما تعاظم شان الحوثيين الاعلامي فانه ليس من المتوقع أن يكون لحركتهم مستقبل لأنها تنطلق من خلفية مذهبية طائفية، تقيدها ولا تسمح لها بتجاوز نطاقها المذهبي، ولانه ليس لديها مشروع إصلاحي واضح المعالم ولا تمتلك آلية قادرة على تنفيذ مشاريع إصلاحية وخدمية، والاهم لان الحوثيين يعتمدون فكرة أن الحق واحد وهو معهم، وأن البقاء للأصلح وقد تعين فيهم، وسيغرقهم هذا في مواجهات مستمرة وتصفيات دائمة مع خصومهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram