حازم مبيضينتبدو صورة العراق للناظر إليه من الخارج بحياد غائمة ومشوشة،ولعلها كذلك بالنسبة لغالبية العراقيين أيضاً،ففي حين يحث الرئيس الاميركي باراك أوباما القادة السياسيين العراقيين على التصرف بمسؤولية وتحمل مسؤوليتهم الدستورية والإسراع في تشكيل الحكومة،
ويتهم الجنرال أوديرنو إيران بدعم ثلاث مجموعات شيعية متطرفة في العراق تخطط لمهاجمة قواعد أميركية، وفي حين يهاتف نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن نوري المالكي وإياد علاوي لحثهما على تشكيل حكومة تمثل أطياف الشعب العراقي، كافة فان المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني يحذر من تدخلات أجنبية وإقليمية في الشأن العراقي في حال استمرار التلكؤ في تشكيل الحكومة العتيدة، ويؤكد أن تحقيق الانفراج السياسي لا بد من أن يكون نابعاً من إرادة عراقية بحتة وأنه لا يصح أبداً توفير الفرصة والمجال لأي تدخل إقليمي.يتباحث علاوي مع الصدر في دمشق،والمتنافسون يتوجهون صوب أربيل،بحثاً عن دعم الكرد الذين يقال إنهم سيقدمون ورقة عمل تتضمن مقترحات وآليات تطرح لاول مرة في الساحة السياسية على زعماء الكتل الكبيرة، ومتوقع أنها ستؤكد حكومة شراكة وطنية وكذلك على الاستحقاقين الوطني والانتخابي. والسيد عمار الحكيم يطالب المالكي بإفساح الطريق أمام آخرين لتشكيل الحكومة،وإنهاء حالة الفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد منذ الانتخابات التي جرت منذ أربعة أشهر،وأسفرت عن أزمة بدلاً من أن تقود إلى حالة استقرار تحتاجها البلاد،عادل عبد المهدي يزور القاهرة،والجعفري ينتظر الفرصة لطرح اسمه كمرشح تسوية،وجلسة البرلمان المفترض أن يتم خلالها انتخاب رئيسي البرلمان والجمهورية باتت على الابواب وبما يستدعي التوصل إلى حل قبلها،لأنه لم يعد هناك مجال لتأجيل آخر لانعقادها بعد أن اعتبر الكثيرون تأجيلها الاول خرقاً للدستور. تشكلت ائتلافات بعد الانتخابات،كان واجباً أن تتشكل قبلها،والتفاوض مستمر لفرط هذه الائتلافات وتشكيل أخرى بديلة لها،وهناك تسريبات ليست بعيدة عن الواقع،بأن الائتلاف الوطني أمهل المالكي أسبوعا لتسمية مرشح غيره لرئاسة الحكومة،والتهديد بشكل مبطن بتكوين تحالف مع العراقية والتحالف الكردستاني،ينضم اليه الصدريون الذين رسموا في دمشق مع علاوي معالم الطريق نحو هذا التحالف الجديد.والكتل النيابية تتبادل الفيتو على الاسماء المرشحة لرئاسة الحكومة،حتى ليخيل للمتابع استحالة الاتفاق على إسم ما،وفي الأثناء فان التدخلات الاقليمية بغض النظر عن مصدرها تستهدف تحقيق مصالحها دون التفات لمصالح العراقيين وتركز بقصد مشبوه على مصالح الكتل التي تدعمها وبما سيؤدي في نهاية المطاف إلى وضع حقوق العراق ومصالحه بيد جهات إقليمية تتلاعب بها وتوجهها باتجاه تحقيق مصالحها،وتنفيذ اجنداتها.كل ذلك والعراقيون الذين غامروا بشجاعة في الذهاب إلى صناديق الاقتراع،يتعرضون لانفلات أمني ناجم عن حالة الفراغ السياسي،وهو انفلات مرشح للتفاقم،وهم يعيشون حالة بائسة ناجمة عن تدني مستوى الخدمات وخصوصاً في قطاع الكهرباء،في بلد ترتفع فيه درجات الحرارة صيفاً إلى ما فوق الخمسين درجه،وكانوا ينتظرون من الساسة الذين انتخبوهم أن يكونوا على قدر المسؤولية،هنا نفهم أصول اللعبة الديمقراطية،والمناورات الممكن أن تنطلق بعد أية انتخابات،لكننا نضع سؤالاً ينتظر إجابة من نواب الشعب العراقي،هل يعتقدون أن ظروف العراق الراهنة تسمح بترف هذه المناورات؟.
من خارج الحدود: العراق .. نظرة محايدة
نشر في: 24 يوليو, 2010: 05:47 م