وديع غزوانفي منحى خبيث ومخطط له استغلت عصابات الارهاب من القاعدة وغيرها اوضاع العراق بعد 2003 , لتمارس ابشع جرائمها بحق المواطنين , مستغلة ضعف الاجهزة المختصة آنذاك لإحكام سيطرتها على مناطق كانت تمارس فيها سلطتها اللامشروعة ,
ومما ضاعف من مأساوية الوضع وزاده سوءاً , تلك الجريمة الخسيسة بتفجير مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء ومحاولة اشعال نار فتنة طائفية كان مقدراً للهيبها ان يأكل الاخضر واليابس لو لم يتصد لها شعبنا ويخمدها . صور من ايام سود فرضتها علينا جرائم تلك الشراذم التي توهمت بإمكانية التمادي في غيها , غير انها تكاد تتلاشى وتغيب بفعل تضافر عدة عوامل ساهمت بدعم الجهد الامني والعسكري , من ابرزها الوعي بحقيقة اهداف ونيات هذه الزمر التي شوهت مبادىء الدين الاسلامي الذي يقدس الا نسان ويسمو به الى مكانة انسانية عالية بما يشيعه من قيم الحب والفضيلة والتسامح . ولانحتاج الى استذكار اساليب هذه العصابات الارهابية , لكي يتبين لنا , انها لاتختلف في اساليبها عن اية عصابة آخرى امتهنت قتل الابرياء للجمع بين فرض الهيمنة على العزّل بالقوة ومحاولة التغطية على جرائمها بتبريرات واهية سرعان ما دحضها الواقع , متخذة من تردي الاوضاع المعيشية وانعكاسه السلبي على الشباب ستاراً لجرائمها , لذا فان مراجعة سريعة الى ابرز المناطق التي مدت فيها هذه المجاميع الارهابية مخالبها تؤكد هذه الحقيقة . فعصابات القاعدة , ورغم انها نفذت عدد اً من جرائمها في اميركا ودول اوروبا , الا انها تجد ضالتها وحاضنتها في دول تنخر فيها المشاكل كأفغانستان والعراق وباكستان والصومال وغيرها. الذي يتابع تقارير الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى بشأن جرائم عصابات الارهاب المنظمة, لابد من ان تترسخ لديه قناعة , ان الحرب ضد هذه الزمر المضللة , كما اشار احد المتابعين لعمل وانشطة مافيا القاعدة وغيرها ممن اتخذت الدين لبوساً لتحقيق غاياتها الخبيثة ,لاتحسم نهائياً بحل عسكري , بل تتطلب توافر عدة معالجات لاتنفصل الواحدة عن الاخرى نحسب ان من بينها رسم خطوات حقيقية لإنعاش الوضع الاقتصادي والنهوض به ليسهم بحل معضلة الفقر والبطاله , ومحاربة الفساد بكل انواعه , وتوفير فرص عادلة ومتكافئة امام المواطنين , وإشاعة الاجواء الديمقراطية الصحيحة , واحترام حقوق الانسان , وغيرها من العوامل التي اذا ما بدأ العمل بتحقيقها جدياً , ستسهم بتجفيف منابع الارهاب وامداداته المادية والبشرية .في العراق ورغم الجراح التي سببتها لنا زمر الجريمة الطائفية ,فإننا ,كما نظن , قد ربحنا المعركة , كشعب ومواطنين , وافشلنا مخططات هؤلاء الآثمين , غير ان الحرب ما زالت مستمرة وهي تتطلب جهوداً غير اعتيادية من قبل القوى السياسية مجتمعة خاصة الفائزة منها بالانتخابات, من خلال إعطاء نموذج يرسخ امام الشباب صوراً حية وواقعية عن العطاء والتضحية من اجل الوطن ومصلحته .وبصراحة ان المطلوب اكثر من الكتل السياسية , حوارات صادقة تتفق فيها على برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي يعزز مواجهة المواطن في معركته ضد الارهاب , ونحسب ان ورقة العمل التي يعزم الائتلاف الكردستاني على تقديمها لزعماء الكتل لن يخرج عن هذا الاطار .لقد انتصر المواطن في اكثر من موقف , ولكن هل تنتصر الكتل السياسية على خلافاتها وتتفق على تشكيل حكومة تستجيب لحاجات المرحلة ؟
كردستانيات: انتصر المواطن .. ولكن
نشر في: 24 يوليو, 2010: 06:03 م