اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فـي مباهج القصة القصيرة.. موت فقير..!

فـي مباهج القصة القصيرة.. موت فقير..!

نشر في: 24 يوليو, 2010: 06:39 م

باسم عبد الحميد حمودي تبدو كتابات بعض المتابعين والنقاد  في العراق وغيره من البلدان العربية عن تاريخية مصطلح ( القصة القصيرة جدا) مجانبة للواقع بل ومثيرة للدهشة بشكل يثير الألم  لقدرة هؤلاء على التغطية على فشلهم في الدرس والمتابعة والاستقصاء، واعتمادهم على الآفة النقدية الكبرى  في هذا العصر وهو الانترنيت دون سواه، وبذلك فهم ينظّرون دون مراجعة لحقيقة وجود النص تاريخيا.
في عام 1931 كتب المحامي العراقي الموصلي ثلاث  قصص قصيرة جدا في جريدة  (البلاد) البغدادية سمّاها  بهذا العنوان – ق ق جدا – وأولها أقصوصة (موت فقير)، وكانت كل قصة من الثلاث تحمل مواصفات القصة القصيرة جدا ومواصفات القصة القصيرة  المتداولة أيامها من مقدمة إلى ذروة الى نهاية،وقد اكتشفت ذلك  أثناء عملي في أعداد أرشيف للقصة العراقية عام 1973، ورغم وجود عدد مرموق من القصاصين  والنقاد في لجنة الأرشيف التي اشتغلت لحساب المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون (يرأسها مالك المطلبي ومن اعضائها غازي العبادي وعبد الجبار عباس وخضير عبد الأمير وعبد عون الروضان وأحمد فياض المفرجي الذي سافرت معه إلى مراكز المحافظات العراقية بحثا عن النادر من النصوص) الا أني احتفظت بكشفي الذي يسبق ظهور( انفعالات) لناتالي ساروت بسنوات .  أعتمد الدارسون على نصوص ساروت لإثبات تاريخية النص الخاص-  ب ق ق  جداً - قبل وصول نصوص بورخس وساراماغو وعزيز نسين مترجمة إلينا . من جهتي فقد قمت عام 1983 اثناء مسؤوليتي  لمجلة الأقلام بنشر نصوص لبورخس ترجمها أحمد سخسوخ على ما أظن, لكن أمر القصة القصيرة جدا كان شائعا تماما قبل ذلك بأعوام ؛ حيث كتب يوسف الشاروني  (قصص في دقائق ) وفي عناوين أخرى وكتب  زكريا تأمر ووليد إخلاصي نصوصاً كثيرة في هذا الاتجاه ..... كان ذلك في الخمسينيات والستينيات – هكذا يكتبون الحقب المفترضة – وفي العراق بدأ خالد حبيب الراوي وعبد الرحمن الربيعي يكتبان هذا اللون من القصص خلال الهياج  الستيني وبعده، لكن الأمر تطلب سنوات لترسخ هذا اللون ونضج تجربته .السنوات تمر وقد وجدنا أكثر من ناقد ودارس ينسبون مجد هذا اللون تاريخيا الى العمة ساروت متغافلين عن تجربة رسام العراقية السابقة لهاولسان حالهم  يقول : أيسبق العراقي المغمور سيدة القصة في عصرها؟السنوات تمر ووجدنا أكثر من دارس او محسوب على النقد يذكر أسماء أخرى محتفياً دون ان يعرّج على دراسات  لكاتب هذه السطور نشرت عام  1974  في (الموقف الثقافي) الدمشقية وفي غير عدد من مجلات ( الأقلام) و ( الأديب  المعاصر ) و(الرواد) بعد ذلك عدا الروائي احمد خلف في عدة دراسات له . هنا يبدو من المباهج الجميلة في تاريخية القصة القصيرة: أن تكون قد امتلكت المعلومة وأن غيرك يتجاهلها لغرض في نفسه،أو انه لا يعرف الحقيقة التي أتعبت حالك في الوصول اليها، أو انه يهرف بما لا يعرف،وهو أمر يثير  الأسى والبهجة معا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram