إياد الصالحي مثلما توقعنا في الايام القريبة الماضية ان الهيئة العامة لاتحاد الكرة ستمضي في انشقاقها نحو عدم توحيد موقفها إزاء اقامة الانتخابات في المكان والزمان المحددين لكل من الموالين والمعارضين لمجلس إدارة الاتحاد الحالي .
ففي الوقت الذي استعدت اربيل ظهر امس لإجراء واحدة من اهم الانتخابات التي سيذكرها التاريخ الرياضي العراقي بمزيد من الأسى والحزن لما آل اليه مشهدها من تمزق وضعف وغياب حسن النية ، وقف ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم الأردني نضال الحديد متسلحا بتخويل ( فيفا) مطالبا بضرورة حزم الهيئة العامة كلمتها والحضور الى اربيل لانهاء ملف الانتخابات وفق اللوائح الدولية المعتمدة رافضا بشدة اية ساعة اضافية بعد الاربع والعشرين ساعة الممنوحة قانونا بحسب اشارته الى المادة (27) من اللوائح الخاصة بانتخابات الاتحادات الاهلية .والأمر الآخر الذي صعّد من ضبابية الأجواء هذه ، مطالبة عدد كبير من اعضاء الهيئة العامة كما جاء في استطلاع (المدى) امس في فندق المنصور ميليا منحهم شهراً من التشاور والتنسيق لفك عقد المشكلات الأزلية التي استعصى حلها سابقا سواء من مجموعة اللجنة التشاورية التي درست الأزمة من جميع أوجهها في مدنية النجف اول امس أم من اعضاء آخرين تناخوا بحرية عبر مبادرات فردية رامت الى المحافظة على مصالح العراق التي تتعرض الى المصادرة والمساومة من الاتحاد الدولي لكرة القدم ونظيره الآسيوي بحسب شكواهم ورؤيتهم وتحليلهم باعتبارهم مسؤولين عن اقرار مصير اللعبة لاختبار مجلس جديد ينقذها من التشرذم والانبطاح تحت بنود العقوبات الدولية .اعتقد ان موقف فيفا لن يلين ، ومن خلال إصرار ممثله الحديد على اجراء الانتخابات اليوم إلا في حالة عدم اكتمال النصاب القانوني كما تنص عليه اللوائح ( 50% + 1) ، فانه بعث برسالة بليغة تنطوي على حذر من مغبة التمرد على القانون الدولي مهما كانت الاسباب مشروعة امام الهيئة العامة ، وينبغي هنا التخلي عن سياسة الندية والتحدي التي لا تخدم الكرة العراقية ، بل عرّضتها الى التجميد اكثر من مرة ودفعت ثمن ذلك عناوين مشرّفة للعبة من مدربين ولاعبين وحكام واداريين وجدوا الابواب موصدة امام تطلعاتهم واحلامهم ، مقابل تواري من اسهموا بتأجيج الازمة واشعال الحروب بين رجال الكرة وراء مكاتبهم العاجية غير مبالين بمصير الكرة العراقية .حقيقة لسنا طرفا في اللعبة الانتخابية ، لكننا نرى ان الهيئة العامة باعضائها الأربعين (في الأقل) الذين عارضوا إجراء الانتخابات في اربيل قد فوتوا الفرصة في تحقيق رغباتهم التي لم تعد سرية بالاتفاق على رئيس واعضاء جدد لاتحاد يحقق لهم مصالح اللعبة داخليا وخارجيا مثلما ادعوا ، وعليه فان المصلحة العليا للعراق تحتم عليهم انجاح الممارسة الديمقراطية في اربيل وكتابة اسماء من يرون فيهم نموذج الإدارة الجديدة لتحمل المسؤولية الكبيرة والصعبة لأربع سنوات مقبلة ، ناهيك عن سحب البساط ممن يعتقدون انهم وراء دفع فيفا الى اتخاذ موقف متشدّد ورافض لصوت الهيئة العامة.وفي جميع الأحوال فإن لقاء الاخوة الفرقاء شئناً ام أبينا واقع لا محال ، فالدم العرقي طهور وغيور .. ينبع من قلب كردستان الشماء الى قلب البصرة الفيحاء ولن تسممه الاحقاد والضغائن ، وربما هي الساعة الأخيرة التي سيندم عليها من لم يقل كلمته المنصفة في صندوق انتخابي صغير لن يكون اهم من عراقنا الكبير ، الأغلى والأبقى طوال السنين والعصور.Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة..ساعة لا ينفع الندم !
نشر في: 24 يوليو, 2010: 07:34 م