عامر القيسي هذا سؤال نوجهه الى المتصدين لقيادة العملية السياسية في البلاد ومن دون استثناء، وهو ليس سؤالاً نخبوياً، بكل وضوح وصراحة وشفافية ، انه السؤال الذي يشغل بال المواطن العراقي البسيط الذي تتلاعب الأحلام في رأسه عن عراق الاستقرار والرفاهية. ونحن نشاركه التساؤل والأحلام معا . قولوا لنا ايها السادة الكرام ، أين تكمن مشكلتنا؟
هل هي فينا؟ هكذا افتراضاً، باننا لم نحسن الاختيار "ولا نقول أسأنا الاختيار حتى لانجرح احدا " فأتت بكم اصابعنا البنفسجية الى مواقع المسؤولية.هل هي فيكم ؟ وافتراضا ايضا ، وهو افتراض يشتمل على قلة الخبرة السياسية أو اللهاث وراء المناصب فقط أو ضيق افق في فهم مجريات ومستقبل العملية السياسية أو في الشكوك التي تراود الجميع من الماضي وعن المستقبل أو في اشياء اخرى تعرفونها ولانعرفها!!هل هي في الأميركان؟ الذين كسروا الجرّة وتركوا الحبل على الغارب لفلان وعلان، الذين لايعرفون ولا يريدون ان يعلّمهم احد ولا يريدون أن يتعلموا، وبذلك تنطبق عليهم " بالتمام والكمال " كلمات الاغنية الفولكلورية العراقية التي غناها الفنان الراحل عباس جميل "اكله الدرب يكلي الدرب لاذاك لايندل ولا يخليني ادليه"!هل هي في الجيران ؟ وهم الذين جعلوا الكثير من العراقيين يرددون المثل الشعبي البغدادي، بقناعة لاتتزحزح، "كومه حجار ولا هذا الجار "! بعد هدايا المفخخين والمفخخات بالموت!هل هي في ازدواجية الشخصية العراقية ؟ وهو تشخيص للبحاثة الراحل علي الوردي ، فهي شخصية تتحدث عن الديمقراطية بكل قوّة وقناعة في نفس الوقت الذي تستقتل من اجل السلطة ، مخلفة وراءها تعاليم ميكافيلي عن الغاية والوسيلة باعتبارها جزءا من تراث متخلف جدا عن السلوكيات الجديدة!لاأحد يدري صراحة ، فالسياسي العراقي والقيادي في نفس الوقت، يشخص المشكلة في كل فضائية بطريقة مختلفة ، ولا تستطيع كمتابع أو مواطن ان تمسك رأس الشليلة من هذا السياسي، فهنا المشكلة تكمن في المحاصصة ، وفي مكان آخر في التشبث بالسلطة، وفي مكان ثالث بسبب الروس واليابانيين.. وهكذا نجد انفسنا في دوامة البحث عن السؤال المقلق والمؤرق:ماهي مشكلتنا الآن؟أحد البرلمانيين الجدد قال في ندوة حوارية عن السياسة والاعلام، ان الكتل السياسية في مشاورات سرّية لحل المشاكل ! وهذا يعني ان هذا الجديد من جماعة تحويل المواطن الى "اطرش في الزفة "! وعلى ما يبدو فانه لايعرف شيئا عن الشفافية وهي القاعدة التي تقوم عليها الديمقراطيات الحديثة ، فكيف تستطيع مثل هذه العقلية ان تحل مشاكلنا وتؤسس لنا عراقا جديدا غير عراق المافيات والصفقات السرّية! المشكلة الحقيقية هي اننا مختلفون في تشخيص نوع مشكلتنا الأساسية، لذلك لانستطيع الاجابة على السؤال "ماهي مشكلتنا الآن؟" ولاننا حتى الآن مختلفون على تحديد المشكلة فسنبقى نختلف على الحلول. لذلك علينا البحث في وسائل جديدة تدلنا على الطريق السليم وتمكننا من معرفة مشكلاتنا ووضع الحلول الصائبة لها بعيدا عن الابواب المغلقة والصفقات المشبوهة والاجابات الملتبسة على الأسئلة المصيرية!
كتابة على الحيطان ..ماهـي مشكــــلتنــا الآن؟
نشر في: 24 يوليو, 2010: 09:24 م