عباس الغالبيشهدت البصرة خلال الاسابيع القليلة الماضية حراكاً استثمارياً لافتاً للنظر ، ولاغرو أن هذا الحراك لم يأت من فراغ بقدر ماهو تعبير عن الاهمية الاقتصادية التي تتمتع بها البصرة كموقع تجاري وتسويقي ونفطي غاية في الاهمية .
واذا تجاوزنا الموقع النفطي للبصرة فأن موقعها التجاري المهم يجعلها محط انظار الشركات الاستثمارية العالمية وفي مختلف القطاعات الاقتصادية ، فضلاً عن انها سوق تجارية واعدة ، وهي بحق عاصمة العراق الاقتصادية .ولذا فأن اقبال الشركات الاستثمارية على العمل في البصرة لم يكن اعتباطاً ، ذلك ان الفرص الاستثمارية فيها من المغريات لهذه الشركات مالم تجدها في مدن اخرى ، حيث تتجه الانظار الى الموانئ الخمسة الموجودة فيها ولاسيما ميناء الفاو الكبير الذي يعد من المشاريع الستراتيجية الكبرى ليس في العراق فحسب بل في دول المنطقة الذي يتوقع له المراقبون ان يساهم في تنشيط حركة التبادل التجاري، واقامة مناطق التجارة الحرة التي ستنتعش بوجود ميناء عملاق كهذا الميناء .ولم يقتصر الحراك الاستثماري خلال الاسابيع الماضية على مستوى أو محور واحد بل شمل قطاعات اخرى سياحية منها واخرى ترفيهية واخرى خدمية ، حيث ان الواقع الاقتصادي الحالي في البصرة لايتناسب وامكاناتها واهميتها الاقتصادية ، فهي بحاجة الى ثورة عمرانية وتنموية تجعل منها العاصمة الاقتصادية المهمة ، حيث يتطلب الامر توفر التخصيصات الاستثمارية الكافية فضلاً عن الادارات التنفيذية الكفوءة القادرة على التعاطي مع هذه الاهمية التي تمتلكها البصرة تترجم على وفق معطيات ملموسة على أرض الواقع ، وكذلك الامكانات الفنية المتطورة القادرة على التعاطي مع التطور التكنولوجي والتقني الحاصل في العالم .ومع ان البصرة تمتلك البعد النفطي الاكثر اهمية الا انها تمتلك ابعادا اخرى تجعل اقدام الشركات عليها منطقياً وموازياً لحجمها الاقتصادي الذي لم يكن وليد الصدفة ، أو جاء تحت ضغط المرحلة ، انما هو بعد أزلي موغل بعمق موقعها التجاري والستراتيجي، حيث يتوقع المراقبون ان تشهد حركة استثمارية اكثر عمقاً خلال الفترة المقبلة لاسيما بعد دخول الشركات النفطية التي فازت بعقود جولتي التراخيص الاولى والثانية للحقول الواقعة في تخوم البصرة والتي ستنعكس على القطاعات الاقتصادية الاخرى بشكل ايجابي . والدعوة موجهة الى اصحاب القرار السياسي ان يأخذوا هذه الاهمية الاقتصادية للبصرة بنظر الاعتبار في وقت تمتلك هذه المدينة من الامكانات المادية والفنية ما يجعلها عاصمة العراق الاقتصادية، والمركز التجاري الاول المعول عليه في ادامة زخم التجارة الداخلية والخارجية سعياً لانعاش الاقتصاد العراقي الذي يعاني من الازمات.
من الواقع الاقتصادي ..حراك استثماري
نشر في: 25 يوليو, 2010: 07:07 م