TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > كينيا.. مساوئ العرف والمعتقدات

كينيا.. مساوئ العرف والمعتقدات

نشر في: 26 يوليو, 2010: 05:40 م

 بقلم اساياه اسيبيسو آي بي أس /كينيا  النساء ينتظرن في ضجر خارج مستوصف كانغاتوثا بعد أن قطعن مسافات تصل إلى 50 كيلومترا للحصول على المعونة الغذائية، ولتسرن فيما بعد عودة لبيوتهن محملات بنصيبهن منها. فتقول ريجينا اكوار،
البالغة من العمر 34 عاما وأم خمسة أطفال، لوكالة انتر بريس سيرفس "نأتي هنا عندما تتوفر المساعدات الغذائية. لكننا عادة ما نعيش على الفواكه والجذور البرية وحليب الناقة بل وحتى لحم الحمير أحيانا... نعيش على الموجود أيا كان".الوضع سيء للغاية. ويكفي الإشارة إلى إحصائيات الحكومة الكينية التي تبين أن 50 بالمئة من الحوامل أو الأمهات المرضعات في إقليم توركانا يعانين من سوء التغذية، وكذلك أن غالبية الأطفال يفتقرون إلى الغذاء المناسب، ما يتطلب الرعاية الطبية في كثير من الأحيان.  كما يكفي سؤال الدكتور جيلكريست لوكيل، مدير رئيس مستشفى "لودور" في وسط إقليم توركانا، ليجيب أن "الظروف المعيشية القاسية تتسبب في معدلات وفيات مرتفعة جدا بين الرضع، تبلغ 66 لكل 100،000 مولود حي". فعلى الرغم من الفيضانات الأخيرة، والتي أغرقت الكثير من الماشية وتسببت في موتها، فإن الغطاء النباتي الوحيد البين هو بقعة خضراء داكنة مكونة من أنواع نباتية دخيلة وشائكة وغير صالحة للطعام سواء للبشر أو الماشية.  هذا ويجري الآن التساؤل عن الأسباب التي تقف وراء هذا الوضع الإنساني المتدهور، ومنها عدم انتظام هطول الأمطار بما يهدد الثروة الحيوانية والنباتات، ولكن أيضا الأنماط المعيشية والأعراف الضاربة عميقا بجذورها، وعلى رأسها التقاليد الخاصة بدور الرجل في دعم زوجاتهم بعد الولادة. فيقول فرانسيس اكتابان من قرية نابتشو بالقرب من بحيرة توركانا ان الأعراف تقضي بأن "يبقي الرجال بعيدا عن زواجاتهم لمدة عامين تقريبا بعد الولادة من أجل إتاحة الوقت لها بكت تحمل من جديد".  ويضيف "إذا كانت هي الزوجة الأولى، يعتاد الرجال الرحيل للرعي بعيدا عنها، على مسافة عدة كيلومترات، حيث يمكن أن يتزوج إمرأة أخرى. وإذا كانت لديهم زوجة أخرى بالفعل، فيعتادوا على البقاء معها خلال هذه الفترة". وفي حالة ريجينا اكوار على سبيل المثال، فهي الزوجة الثانية لزوجها. ويبلغ أصغر أطفالها سنتين من العمر وهي حامل الآن مرة أخرى. فشرحت لوكالة انتر بريس أن معظم قطيع زوجها نفق بسبب الجفاف في عام 2009. والآن نادرا ما يأتي الزوج إلى المنزل. وهي لا تملك الا القليل لإطعام أسرتها، ومن ثم تعتمد على المساعدات الغذائية التي توزعها المنظمات الإنسانية.  أما بريان اكاي المعلم في المدارس الابتدائية فيعرب عن مخاوفه من عدم تكييف الأزواج على الظروف الجديدة. ويشرح أنه جرى العمل بالأعراف والتقاليد المذكورة في الماضي حين كانت الأمطار تهطل في كثير من الأحيان على المراعي وبغزارة. فحتى ولو هجروا المنزل تاركين الزوجات وحدهن، كانت هناك الإبل التي يمكن حليبها. لكن الأمر لم يعد ذلك الآن". ويستطرد "الظروف المعيشية الحالية تدعو لتشكيل عائلات يسهل رعايتها بمساعدة الوالدين، ومع ضمان تكرار الفحوص طبية، ذلك بسبب الأمراض الناشئة التي لم يسبق أن وجدت هنا في الماضي". هذا وتركز منظمات المساعدات الإنسانية على جبهتين أساسا: الاحتياجات الملحة والعاجلة للنساء اللاتي تعانين من سوء التغذية، وبرامج تنظيم الأسرة. فيقول نيك واسونا، من منظمة "ووارلد فييجون، كينيا" أنه من المستحيل السعي لتصحيح كافة الأوضاع سويا وفي وقت واحد، لذا يجري التركيز الآن على أكثر الأهالي تضررا أي الأطفال دون الخمس سنوات من العمر، والحوامل والأمهات المرضعات”. ويكذر جوليوس ايكور مدير مستوصف كانغاتوثا أنه إضافة إلى توزيع الأغذية، يجري توعية المرأة حول تنظيم الأسرة "لكنه نظرا للأمية المتفشية، تعتقد غالبية النساء أن تشجعينا لهن على تناول الحبوب والحقن سيسبب لهن العجز الجنسي، فيما توحي المعتقدات بأن إستعمال الواقي الذكري يتنافى مع الأخلاق".  لاشك أن التغلب على المعتقدات والتقاليد والأعراف الراسخة سوف تكون مهمة شاقة للغاية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram