اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عمره (428) عاماً..فرساي خمسة حروف من الذهب.. كنز حضارة ومروج سحر

عمره (428) عاماً..فرساي خمسة حروف من الذهب.. كنز حضارة ومروج سحر

نشر في: 31 يوليو, 2010: 05:44 م

باريس/ يوسف المحمداويكنا أيام الدراسة نعرف فرساي عبارة عن معاهدة عقدت بين الألمان والحلفاء بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ولم ندر حينها ان تلك المعاهدة وقعت في ذلك القصر.. توجهنا نحو ذلك القصر بقطار صغير يبلغ طوله تقريباً بطول مصلحة نقل الركاب العراقية ذات الطابق الواحد التي انقرضت مع انقراض الوطنية، ولا أقصد الكهرباء بالطبع،
 برهة من الزمن تقودنا صوب ذلك القصر الذي يبعد (25) كم عن باريس.. شاهدنا من خلال تلك البرهة من نوافذ ذلك القطار روعة البناء الباريسي وحجم الرقي العمراني، بنايات تعانق السماء بعلوها وأشكالها البديعة، وبيوت تحتضن الأرض بسطوع ألوانها ومواقعها بين أشجار وبساتين الله على الأرض، توقف القطار لنجد أنفسنا في طابور قطع تذاكر الدخول وكان سعر التذكرة (27) يورو، كما هو مثبت على زجاج غرفة الاستعلامات، أحد الزملاء تذمر بعض الشيء من ارتفاع سعر التذكرة لكن لم يشعر بتذمره غيري، قلت له: هل ستنسحب؟ رد عليّ: وأنت، قلت مستغرباً: بالطبع لا، من يضمن لي العودة الى هذه الأرض مرة أخرى وأنا العراقي الجاهز دوماً للنكبات.انتبه أخي كاظم للوحة مكتوب عليها تخفيضات خاصة للإعلاميين وبالفعل انفرجت أسارير ذلك الزميل بعد أن أصبح سعر التذكرة (8) يورو فقط مع توفير دليل يرافقنا أثناء الرحلة. الحلبي والمصري وأناأثناء تواجدنا في طابور القطع طبعاً قطع التذاكر لا قطع الأرزاق أو الرؤوس أو الكهرباء، تعرفنا على عائلتين عربيتين أحداهما سورية من حلب، والأخرى مصرية من القاهرة، كنا فرحين بالتعارف، ولكن حين سألاني عن بغداد قلت لهم ملتحفة بالسواد وانتم أحد أسباب ذلك، التفتا الى عائليتهما مستغربين قولي وقالوا: لماذا يا أخي؟ نحن نحبكم!!..  قلت: ونحن كذلك وتتذكرون جيداً كم كنا حطباً لحروبكم القومية ودمي كان سباقاً في النزف من أجلكم في سيناء، الجولان، فلسطين، والآن في محنتي وبدلاً من الوقوف بجانبي تردون دين فضل ذلك الدم مفخخات ومفخخين لقتل أطفالنا تحت ذريعة المقاومة، تقاومون من؟ أميركا التي من أراضيكم وبموافقتكم دخلت أرضي؟ قالا وبتجهم: الحكومات وليس نحن.rnفرساي والفلورنسي البيرقطع الحديث مرشدنا راؤول وهو يقول: أن بدايات ذكر هذه القرية ورد عام 1142م وجدت في وثيقة داخل كنيستها واحد الموقعين عليها رجل يدعى (هوغي دي فرساي)، وتقع القرية على طريق مليء بالغابات بين باريس ومنطقتي النورماندي السفلى والعليا اللتين تضمان مقاطعات مصب نهر السين والأوبرا ومقاطعات اورن وكالفادوس ومانش، وكانت في تلك الفترة عبارة عن قلعة صغيرة وكنيسة يمتلكها لورد إقطاعي، وكان من الممكن ان تنقرض بعد اجتياح مرض الطاعون الأسود أوروبا عام 1347 الذي تزامن مع حرب المئة عام بين فرنسا والإنكليز، وهذان الحدثان قلصا عدد سكان القرية بنسبة كبيرة، ولكن عام 1575م كان نقطة تحول في تاريخها، بل في تاريخ فرنسا، ففي ذلك العام قام رجل من مدينة فلورنسا يدعى (البير دي جندي) بشراء هذه القرية وكان لهذا الرجل وعائلته نفوذ وسطوة داخل قبة البرلمان الفرنسي كسطوة بعض المسؤولين ونفوذهم في السيطرة على أغلب مشاريع الدولة التي أصبحت عبارة عن صفقات محتكرة لهذا المسؤول أو ذاك.. المهم أن المتنفذ البير له علاقة حتى مع الأسرة المالكة وهذا الأمر جعله يقوم بتوجيه عدة دعوات للملك لويس الثالث عشر ليقوما معاً برحلات صيد في غابات قريته، ويضيف المرشد أن تلك الدعوات كانت بمثابة النقمة على الفلورنسي، حيث أعجب الملك بذلك الموقع وأمر في عام 1624 بمصادرتها وضمها لصالح العائلة المالكة وكلف المصمم (فليير روى جنيه) بتشييد منزله فيها، ومنذ ذلك التاريخ بدأت عمليات التوسيع فيها.rnأين أخبئ قلبي..؟!واجهنا عند المدخل الرئيسي تمثال كبير للملك لويس وهو يعتلي صهوة جواده، تقدمت خطوة وقلت يا باريس أتأذنين لي بالدخول الى قصر ملوكك فانا هناك مكبل بقيود الممنوع، رد عليّ الجمال -أدخل وتحمل وزر حزنك أمام مشاهد السحر وفيض الإبداع، نصب وتماثيل صبت من عجينة الذهب وأطياف الشمس، لا عدسة عيني ولا عدسة الكاميرا يستوعبان ما أرى، علماً بأني مازلت خارج القصر في الساحة المقابلة له، ومع كل دهشة كنت أنظر الى السماء وأصرخ بكل وجعي.. لماذا نحن؟.. أين ألتفت؟ الى اليمين فاتنة أميركية الصنع وعلى اليسار مسك أفريقي المنشأ وخلفي أصوات غارقة بأنغام الفرح الذي لا تجيده غير البلابل وأمامي طود من الحسن يتمايل مسرعاً بتنورة سوداء غطت نصفها ضفيرة استعارها الحسن من الشمس لأصرخ بكل ذهولي مستذكراً قصيدة (مواويل لسيدة الماء) لشاعرنا حمد محمود الدوخي:أين أخبئ قلبي؟!يلتفت المبنى حين تمرينفلا تمشي مسرعة كي لا أعثر تخرج من بين أغاني فيروزضفيرتها تكنس ما ظل على تنورتهامن نظرات الأمسلي وطن.. بين الثوب وبين البحر.. أراهولي موال حصاد تحت ابطيكاحتاج لأفق أوسع لأطوقكخجلت من شيبتي وأنا اتشظى بين فتنة القصر وقتنة الخالق على أرضه.rnأنا جندي عربيدخلنا القصر وصعدنا طابقه الأول.. الثاني.. الثالث وفي كل طابق ومع صعودك أول عتبة سلم هناك أبخرة مجد وعطور فن وشموع تاريخ لا تنطفئ، السقوف تزينها اللوحات، الجدران مكتظة بالنصب والتحف، الأرض سجاجيد ملونة.. يا الله أين أهرب حتى لا أرى هزيمتي؟ شعرت حينها بأن العالم بأسر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram