TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن ..سياسيو العوامات

العمود الثامن ..سياسيو العوامات

نشر في: 1 أغسطس, 2010: 05:45 م

علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه  الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري  احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة تاريخية مهمة جدا لمرحلة مهمة من مراحل التاريخ العربي.
 من بين اغاني الشيخ امام الكثيرة  اتذكر اغنيته الشهيرة عن اغتيال جيفارا، وبالذات المقطع الذي يتحدث فيه عن مناضلي الغرف السرية، الذين يخلطون بين الوطن وجيوبهم،والابيات هي: ما رأيكم دام عزكم يا أنتيكات            يا غرقانين في المأكولات والملبوسات      يا دفيانين ومولّعين الدفاياتيا بتوع نضال آخر زمن في العوامات (والعوامات  بيوت عائمة على النهر فيها كل مالذ وطاب، وما اكثرها هذه الايام على نهر دجلة). ابيات لم اجد افصح منها ولااعمق في وصف  طائفة المناضلين المحترفين المرفهين، مناضلين مزيفين تجدهم يرفعون شعا رات زائفة في كل زمان ومكان. مناضلين يعتقدون بأنهم يملكون صكاً مصدقاً يمنحهم الحق للحديث باسم الشعب،عن احلام الشعب،المستقبل الذي يرسمونه للشعب، دون أن يعرف الشعب عما يتحدثون، أو في الأقل لم يأخذ أحد رأيه فيما ينسبونه إليه،سياسيين مولعين باقتناء الشقق الفاخرة والاتجار  بقضايا الناس، وقد استثمروا في السنوات الاخيرة فوضى غياب القانون فازدهرت تجارتهم وسط  حشد مهول من الكلمات الثورية الزائفة، سياسيين استبدلوا  الشعارات الاشتراكية بشعارات دينية متطرفة، تغيرت الوجوه والأسماء، لكن المشترك الراسخ بينها  هو النضال التجاري،، وأبشع ما في هذه المهنة أن القائمين بها يزايدون علي الجميع، ويطعنون في وطنية من يختلف معهم، لكنهم  يتفقون على شيء واحد، هو التجارة بكل شيء واولها مشاعر الناس سياسيين  استأثروا بخير البلاد واستحوذوا على ثرواته،فازدادت الهوة بينهم وبين الناس،فانعدمت المسؤولية الحقيقية لرجال السياسة، الذين باتوا  لا يدركون أن أمن هذا الوطن واستقراره يكمنان في أن  يذوق الجميع خيرات هذا البلد. لن يتحقق الاستقرار والازدهار إلا إذا تخلص الناس من سياسيي العوامات،الذين أثبتت التجربة في السنوات الماضية أنهم جاءوا لخدمة مصالحهم والكتل التي  ينتمون إليها، فازدادوا ثراء فوق ثرائهم، وتخمة فوق تخمتهم، وشابت تصرفاتهم شائعات كثيرة تمس الذمة والنزاهة فأساءوا للتجربة السياسية الجديدة والتي لن يكتب لها النجاح بوجودهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram