تعد الثروة السمكية مصدرآ اقتصادياً مهماً للكثير من الدول التي تحرص على أيجاد ألآليات والأساليب والطرق المناسبة التي تمكنها من النهوض بها وتطويرها وفقآ للأساليب الحديثة التي أثمرت في العديد من بلدان العالم حتى باتت هذه الثروة مصدرآ تصديرياً يملأ أسواق الدول المستهلكة،
لكن الملاحظ لواقع هذه الثروة في العراق انها تعاني صيدآ عشوائياً وغير مشروع أدى الى الفتك بكل ما يوجد في الأنهر والبحيرات.يقول إسماعيل الجبوري/ تاجر اسماك/ محافظة ديالى/ :أحرص كثيراً على صيد الأسماك من بحيرة (سد حمرين) في محافظة ديالى، من خلال استخدام الشباك التي اقوم بتوزيعها على بعض الأماكن في هذه البحيرة، حيث يساعدني عدد من العاملين في نصب "الشباك"وأقوم بعد ذلك ببيعها الى الكثير من التجار الذين يأتون من بغداد ومحافظات الجنوب، ولكن بالرغم من وجود المراقبة الرسمية التي تمنع صيد هذه الأسماك في أوقات التكاثر وعدم استخدام الوسائل "غير المشروعة"، ومنها السموم والمفرقعات، الا ان هناك من يصر على استخدامها كما أن البعض الاخر منهم يستخدم المواد الزراعية السامة التي تؤدي الى قتل الاسماك الصغيرة والكبيرة وحتى الكائنات الحية الاخرى على حد سواء. ويرى داود محمود/ بائع أسماك/ الكراده داخل ،أن أفضل أنواع الأسماك هي الأسماك "الحية" والتي يتم وضعها في احواض خاصة، وهناك نوع أخر هو الاسماك "الميتة" والتي يتم اصطيادها عن طريق استخدام الوسائل غير الشرعية والممنوعة، ومنها استخدام السموم الذي قد يصيب المواطن بالضرر، وتنتشر في منطقة الكرادة داخل ومناطق اخرى في بغداد ظاهرة بيع السمك المسكوف الحي بعد ان يتم اختياره من قبل المواطن 00كما ان الاقبال على السمك المستورد يقل عن السمك المحلي الحي الذي تتراوح أسعاره بين (7-8)ألف دينار للكيلو غرام الواحد. كريم المطلك/ مزارع/ يذكر بشأن ظاهرة صيد الاسماك باستخدام الطرق العشوائية حيث يقوم الكثيرون في العديد من المناطق الريعية بشراء السموم التي تباع في محلات بيع اللوازم الزراعية ومن ثم يقومون بنشرها في المياه ،ما يؤدي الى موت كل الكائنات الحية الموجودة، في حين يستخدم البعض الآخر "الرمانات اليدوية"والمفرقعات ذات الصنع المحلي، التي يقومون بتفجيرها في بعض الأماكن التي يضعون فيها "الفضلات" التي تجعل الاسماك تتجمع، وهذا الحال يوجب تدخل الدولة وفرض الغرامات على المخالفين، حيث ان ذلك يؤدي الى تسمم الكثير من الحيوانات التي تشرب من هذه الأنهر والمبازل. وتحدث المهندس الزراعي حافظ العقابي قائلاً: الكثير من دول العالم فرضت الغرامات والعقوبات الاخرى، على كل من يقوم باصطياد الاسماك بطرق غير مشروعة او في غير أوقات الصيد لانها تدرك جيداً انها تشكل ثروة رافدة للاقتصاد العام لكن الذين يقومون باستخدام السموم مثلآ "الكلورين والزهر" لا يدركون ان هذه السموم تنتقل الى أجساد الذين يتناولون هذه الاسماك، كما ان هذه السموم والمفرقعات تفتك بكل شي داخل المياه، وهذا يؤدي الى إبادة هذه الكائنات ولابد للدولة من ان تحرص على منع هذا الامر، لان الثروة السمكية تحتاج الى ان نديمها ونرفدها بالأنواع الجيدة ونخصص الدراسات والبحوث التي تمكننا من تطويرها نحو الأفضل.
صح النوم!!! ثروتنا السمكية وكوارث الصيد العشوائي
نشر في: 1 أغسطس, 2010: 06:02 م