TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات ..ما زالت الفرصة سانحة

كردستانيات ..ما زالت الفرصة سانحة

نشر في: 1 أغسطس, 2010: 06:22 م

وديع غزوان مع انفضاض جلسة مجلس النواب دون تحقيق اية نتيجة تقرب من حل ازمة تشكيل الحكومة المستعصية , والاعلان عن تأجيل الجلسة الى اشعار آخر , تعلن القوى السياسية الرئيسية , عدا الائتلاف الكردستاني الذي حسم خياره  ,
عن تمسكها بقراءة خاطئة للمشهد السياسي الذي يمر به العراق , وتفتح الباب بارادتها او بدونها للعامل الخارجي سواء الاقليمي او الدولي من التدخل بشؤوننا الداخلية .ومهما تعالت صيحات البعض عن تغليب مصلحة الوطن , فان مجرى الامور يشير الى عكس ذلك لدى البعض ممن ركب قطار الديمقراطية خلسة لتحقيق غاياته , فتراه من اكبر المدافعين عن مبادئها ويتحين كل مناسبة ليعلن تمسكه بها , لكننا لانحتاج الى كثير من الجهد والتفكير لنعرف ان هذا البعض دعيّ وطارىء , وهو في كل تصرفاته وافعاله اساء الى العملية السياسية والى اغلى ما كسبناه منها , هذا الحلم بديمقراطية  كنا نقرأ عنها ونتشوق الى ممارستها , وربما رحنا نبحث عنها في اوقات ماضية عند دول وانظمة اخرى , فاتهمنا ظلماً بالعمالة للاجنبي وتحملنا كل ذلك لنرى خطوات تقربنا من حلم توهم البعض انه عصيّ على التحقق .سنوات سبع وما زلنا ننتظر من بعض اطراف العملية السياسية ان يعيدوا النظر بالكثير من مواقفهم , ومنينا النفس بان تكون الانتخابات الاخيرة محطة يراجع كل طرف موقفه في ضوء نتائجها , الفائز لتعزيز رصيده الشعبي  وثقة الشارع به, والآخر للوقوف على اسباب ما حصل عليه من اصوات قليلة لم تؤهله لحصد مقاعد مرجوة في مجلس النواب , لكن , ونقولها بكثير من الاسى والحزن , فان ما اعقب اعلان النتائج من سجالات ومناقشات اثبت عكس ذلك . صحيح ان نتنائج الانتخابات تحكمت بهاعوامل عديدة غير موضوعية رجحت فوز شخصيات او كتل على حساب اخرى لاسباب معروفة , بعضها ضيق الافق وسلبي الهدف ولا يؤسس لبناء تجربة ديمقراطية منشودة , غير انها في كل الاحوال تتطلب وقفة مراجعة جريئة , تؤكد على ماهو ايجابي وتنتقد بموضوعية ما حصل من سلبيات , وهذا هو ديدن الاحزاب في الدول التي احترمت منذ زمن خيار شعوبها الديمقراطي . ولانظن اننا نأتي بجديد اذا قلنا ان كل واحد منا قد يكون ديكتاتوراً من موقعه في العائلة او الدائرة ويكون مهيأً لممارسة هذا الدور في الحزب او عند تسلمه الحكم , كذلك الديمقراطية فهي سلوك ومنهج يتجسدان في طرق الحوار مع الآخر وكيفية التعامل معه , وهي ليست كلمات واناشيد , وما تمارسه بعض نخبنا السياسية في لقاءاتها و حواراتها لاينم عن ايمان بالديمقراطية او اي احترام لمبادئها  , بل هي أ شبه باسقاط فرض ومجاملات تبدأ بتبادل القبل وتنتهي بكيل الاتهامات بينها مع ما يتخللهما من تصريحات متضاربة لانأخذ منها حقاً او باطلاً .ما حصل في جلسة مجلس النواب الاخيرة نتيجة متوقعة لنهج وممارسة كان فيها البعض يعمد الى محاولة تغطية الاخطاء وتبريرها , تحت وهم الحرص على العملية السياسية , متجاهلاً ان اكثر ما يهددها الزيف والتستر على الاخطاء وعدم المصارحة في تعامل الاطراف السياسية مع بعضها , لذا وتحت هذا الغطاء الهش جرى خرق الدستور وكثرت التآويل بشأن بعض بنوده , واستشرى الفساد وهربت الكفاءات .صورة قاتمة لكنها لاتفقدنا الا مل , فما زالت  الفرصة سانحة للمراجعة , والاستفادة من اخطائنا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram