بغداد / سها الشيخلي بعد اغلاق دام 3 سنوات اثر التفجيرات الارهابية التي حصدت ارواح الابرياء ، تم افتتاح شارع الجمهورية من قبل امين بغداد واللواء قاسم عطا المتحدث باسم عمليات بغداد يوم السبت الموافق 31 تموز، لينساب عذبا من باب المعظم الى الباب الشرقي ،
مرورا بساحة الميدان التاريخية ومتفرعا الى اسواق تجارية قديمة يعود تاريخها الى العصر العباسي حين كانت بغداد قبلة الشرق، ويتصل شارع الجمهورية بعدد من المناطق التراثية منها منطقة الفضل والمهدية والصدرية والخلاني في شارع الكفاح ( غازي سابقا ) الى اسواق هرج والصفافير ودانيال والمستنصرية اكبر جامعة اسلامية في القرون الوسطى . وتعد الشورجة وفروعها المذكورة الشريان الحيوي للتجارة والاقتصاد في عراق اليوم وفي بغداد العباسية قبل قرون. rnالحواجز الكونكريتية كانت فرحة افتتاح شارع الجمهورية بادية على وجوه المارة وعلى اصحاب المحلات ، لم تقو حرارة الطقس ولا اشعة شمس ان تحجبها . لدى تجوالنا في اسواق الشورجة كانت حرارة الطقس تشير الى 50 مئوية في الظل ، الا ان الفرحة كانت بادية على وجوه كل من المتبضعين واصحاب المحلات ، ومع ذلك فقد اورد كلاهما بعض الملاحظات التي اكدت ان الفرحة لم تكتمل للاسباب التالية : -قال بائع الزهور ( الصناعية ) ابو نور ان منطقة الشورجة تشهد يوما جديدا ، فقد عادت الحياة الى الشارع الذي قطعت اوصاله ، ما أثر ذلك القطع تأثيرا كبيرا على انسياب البضائع وعلى دخول الشاحنات وسيارات البيك اب ، وعلى المتبضعين ايضا ، ورغم ذلك فاليوم يعد يوما استثنائيا وجديدا على المنطقة بعد سنوات العزلة ، ثم يضيف ابو نور ان وجود الحواجز الكونكريتية على شكل جدران صماء قد غيرت الكثير من معالم الشارع بل قد طمست هويته حتى انه صار شارعا غريبا لم نشهده من قبل ، بائع القرطاسية ابو سعد ايد ما قاله ابو نور لكنه اضاف قائلا : -رغم صبغ تلك الحواجز باللونين الابيض والاخضر، الا ان ذلك الطلاء لم يستطع ان يجمل الشارع او يعيد له رونقه السابق ، فيما اشار صاحب عربة بيع المرطبات ان تلك الحواجز الكونكريتية العالية الجدران تذكرنا بالسجن ، كما وان تواجد رجال الجيش وبشكل كثيف يطمس معالم الشارع ، واقترح بعض المارة اللذين كانوا يسمعون حوارتنا ان يتم وضع نقاط سيطرة في مدخل الشارع عند باب المعظم وفي نهايته في ساحة الخلاني ، واشار احد المارة ان كل التفجيرات التي حدثت وتحدث كانت قد مرت على عدة نقاط سيطرة ، فما دامت هناك ذمم تشرى بالدولارات فلا خير في تواجد العديد من نقاط السيطرة ، وعندما اردت التأشير الى سيارة اجرة لكي استقلها للذهاب الى منطقة الجريدة، قال لي احد رجال الجيش ان وقوف السيارت العامة والخاصة ممنوع، ولا ادري بماذا اناقشه، فقد كانت حرارة الجو كافية لامتثل لاوامر الجندي ورجل المرور. rnثقافة الاديان ورغم درجات الحرارة اللاهبة تجولنا في المنطقة ووقفنا امام مأذنة جامع الخلفاء والتي يعود تاريخ بنائها الى العصر العباسي المتأخر وتقابلها قباب كنيسة الارمن في تأكيد على ان العراق بلد تآخي وثقافة الاديان فيه قائمة على المحبة والتسامي من اجل عراق جديد ، لا مكان فيه للنعرات الطائفية والدينية، واما سوق الغزل الذي شهد العديد من التفجيرات في الاعوام السابقة وجدنا اثار الدمار ما زالت باقية ورائحة الدمار والبارود التي فجرت على ارضه ما زالت تذكر المارة واصحاب المحلات بتلك الفواجع التي شهدها السوق والضحايا التي قدمت على ارصفته ، كانت الحواجز الكونكريتية قد حجبت معظم الجنابر والمحلات بحيث طمست هوية سوق الشورجة ، الا ان نساء بغداد كن فرحات بذلك التغيير الذي حدث امس وفتح شارع الجمهورية امام العربات والسابلة . وها هي ام حارث جاءت من السيدية لتشتري توابل الشورجة المعروفة بنكهتها المميزة ، تقول ام حارث : -رمضان على الابواب ، والشورجة ورمضان صديقان منذ الازل ، والمرأة البغدادية لا يحلو لها الشراء وخاصة ما يتعلق برمضان الا من الشورجة ، ثم سألتني اذا ما كنت اعرف ماذا تعني كلمةالشورجة؟-وقال بائع المعلبات ان السوق شهد اليوم كثرة المتبضعين وقد يكون السبب هو قرب حلول شهر رمضان، او ربما كان فتح الشارع وانسيابية المرور فيه السبب الاخر لتواجد المتبضعين بشكل كثيف. -واخيرا احتج اصحاب العربات الخشبية التي يجرها الحمالون على عدم السماح لهم بعبور الشارع الى الضفة الاخرى وكثرة وجود الاسلاك الشائكة التي تمنع دخول العربات من والى الجانب الاخر رغم كثرة البضائع والمتبضعين -اما اسواق الصدرية فقدت شهدت هي الاخرى الازدحام وكثرة المتبضعين الا ان اثار التفجيرات والدمار ما زالت بادية على المباني والمحلات والعمارات وقال بائع الفواكه ان السوق عاد الى الحياة بعد تفجيرات عديدة ذهب ضحيتها العديد من الابرياء.
بعد إغلاق دام 3 سنوات ... شارع الجمهورية والصدرية يعودان الى بغداد
نشر في: 1 أغسطس, 2010: 07:25 م