ترجمة:عمار كاظم محمدبعد مرور خمسة اشهر تقريبا على الانتخابات البرلمانية المتنازع عليها يقول القادة السياسيون في العراق ان لديهم كل شيء ما عدا خيبة الأمل في حل المأزق السياسي المتمثل في تشكيل الحكومة قبل الخريف والذي وصل الى طريق مسدود تقريبا. 
ان هذا المأزق الذي طالت مدته هو السيناريو الذي خاف منه الامريكان منذ فترة طويلة، وفي نهاية شهر آب ستعلن الولايات المتحدة نهاية مهمتها القتالية في العراق وتقليل قواتها المتواجدة الى 50 ألف جندي وهو ما يأتي في وسط تعمق الازمة السياسية في البلاد. خلال الاسابيع القادمة ستقوم الولايات المتحدة بتعيين سفير جديد وقائد للقوات جديد ايضا في بغداد ويأمل المسؤولون الأمريكان في ان الادارة العراقية القادمة في مركز جيد قبل ان يتم التغيير في القوة العسكرية للمساعدة على ضمان انتقال سلس للسلطة في وقت حساس ويخشى المسؤولون الامريكيون منذ مدة طويلة في ان يكون اول انتقال للسلطة في العراق كأمة ذات سيادة مقترنا بالاضطراب والعنف. من جهته قال رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وهو احد المنافسين الفائزين" ان شهورا من المفاوضات  بين الكتل لم تجد حلا لمن يكون له الحق في رئاسة الوزراء في البلاد او كم سيخصص من المناصب السيادية الاخرى"، مضيفا ان هذا التغيير لا يحتمل ان يحدث قبل شهر ايلول او تشرين الاول لأن هناك القليل من العمل سيتم انجازه في شهر رمضان والذي سيصادف في منتصف شهر آب الجاري.  ان الانسحاب المرتقب للقوات الأمريكية والغضب المتصاعد بين العراقيين بسبب استمرار الهجمات الارهابية والبطالة وتدهور الخدمات العامة جعلت من المفاوضات المشتركة مسألة معقدة جدا. وشدد  قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو على ان المشاكل السياسية واستمرار العنف  لن يمنعا القوات الامريكية من ترك البلاد في الموعد المحدد على الرغم من قوله انه سيكون معنيا اذا لم تحل هذه القضية في شهر تشرين الاول.ويتفق القادة السياسيون من حيث المبدأ على ان تكون الحكومة شاملة للجميع لكن الكتلتين الفائزتين تختلفان حول فيما اذا كان الدستور يعطي الحق للفائز باكثر عدد من الاصوات في تشكيل الحكومة او ان التحالف الاكبر الذي يجمع اكبر عدد من المقاعد بعد الانتخابات هو من يمتلك ذلك الحق. الكتل السياسية الأصغر يمكن ان تلعب دورا في كسر هذا الجمود الذي يبقى مترددا في الاوساط السياسية بينما دول الجوار في تلك الحال لها وزنها في فرض تشكيلة الحكومة. في هذا الصيف خرج العراقيون الى الشوارع في مظاهرات صاخبة للأحتجاج على عدم قدرة الحكومة على توفير بضع ساعات من الكهرباء في اليوم الواحد وقد تكلم الكثير من العراقيين باستخفاف ازاء قادتهم بينما تحدث ائمة الجوامع في مختلف انحاء البلاد عن الحكم الضعيف في صلاة الجمعة.وبدأ المشرعون الجدد باستلام صكوك رواتبهم البالغة عشرة آلاف دولار شهريا منذ الشهر الماضي لكنهم اجتمعوا فقط مرتين منذ المصادقة على نتائج الانتخابات في شهر حزيران وخلال تلك المرتين تم تأجيلها بسرعة بعد ان اخفقوا في اختيار رئيس لهم. يقول غاري غرابو كبير المسؤولين السياسيين في السفارة الامريكية "كلما طالت الفترة كلما تعقد الامر لذا فان على جميع الشخصيات السياسية النظر بشكل جاد للتسويات الضرورية، حتى فترة قريبة كان هناك نوع من التردد فقد كان من الصعب على اي من الاطراف القيام بالمبادرة الاولى او الخطوة الاولى". ومن الجدير بالذكر ان مجلس الامن سيجتمع يوم الاربعاء القادم لتجديد مهمة المنظمة الدولية في العراق ، القادة العراقيون من جهتهم ارادوا من مجلس الامن  منذ فترة طويلة رفع العقوبات الدولية عن العراق والتي حدثت بعد احتلال الكويت عام 1990 حيث يريد العراقيون سيطرة اكثر على المال العراقي الذي استولى عليه كجزء من العقوبات وهو الآن في حسابات الضامنين بحيث لايمكن الدخول اليها،  ان العملية السياسية الجارية ببطء قد تعطي الفرصة لمجلس الامن في ان يقوم بتوصيات غير مقبولة الى الشعب العراقي. مسؤولون عراقيون تحدثوا عن وساطة اجنبية لحل المشكلة السياسية واعتبروه لسوء الحظ افضل امل للحل بينما يقول مسؤولون امريكيون في انهم يفكرون في لعب دور وساطة اكثر حزما  اذا طلب العراقيون منهم ذلك. عن : واشنطن بوست