تحظى الولايات المتحدة الأميركية بأعلى نسبة من مجموع السيارات في العالم، ففي عام 1948 بلغ عدد السيارات المسجلة في الولايات المتحدة الأميركية نحو 41.1 مليون سيارة او حوالي 73.3% من جملة ما يمتلكه العالم من سيارات في ذلك العام .. في حين وصل عدد السيارات في أوروبا إلى 130 مليون سيارة أي ما يوازي 32.1% من جملة سيارات العالم ...
حيث تعد السيارة احدى وسائل النقل التي بات من غير الممكن الاستغناء عنها فهي احدى سمات العصر الحالي .. و هي تؤثر على سمات الحياة كافة و لها تأثير على الانشطة الاقتصادية و الحياة الاجتماعية ، حيث ظهرت الكثير من المشكلات و الازمات جعل البعض يعتبرها نقمة في الكثير من الحالات .مع زيادة اعداد السيارات برزت ظاهرة لم تكن على درجة كبيرة من الخطورة كما هي عليه اليوم و هي ظاهرة التلوث حيث تعد السيارات من المصادر الرئيسة للتلوث، فأذا استطعنا ان نخطط للمواقع الجديدة للصناعات و نبعدها عن المدن مثلا (صناعة الطابوق) فليس بأمكاننا ان نبعد او نفصل السيارة عن المدينة فلا يمكن التقليل من التلوث الناجم عن السيارات و اخطاره و آثاره على الحياة .و عوادم السيارات الناتجة عن حرق الوقود ليست وحدها التي تسبب التلوث بل ان هناك اشياء اخرى مثل الابخرة المتصاعدة من ارتفاع حرارة زيوت السيارات و احتكاك العجلات و الذي يظهر على شكل مواد مطاطية في غاية الدقة و تسبب عوادم السيارات في رفع درجة الحرارة و الدخان المتصاعد في الجو الذي يحتوي على ملايين الذرات الكاربونية التي تسبح في الجو و تختلط مع الاتربة و الرطوبة المحمولة في الهواء فتجلب الاوساخ و تحدث التهيج في اجهزة الجسم فتصيبها بمختلف الأمراض و منها الحساسية التي لم يكشف الطب الا القليل منها و تسبب هذه الاضرار للنباتات و الثمار و مختلف انواع الحيوان ، و تحوي عوادم السيارات غازات سامة أخطرها غاز اول اوكسيد الكاربون و قد ثبت ان لهذا الغاز آثاراً في منتهى الخطورة على خلايا المخ فتدمرها و تصيبها بالاذى الشديد . ولو القينا نظرة على حوادث المرور و الوفيات، لوجدنا ان السيارات تسبب رفع نسبة الوفاة في عصر تقدم فيه الطب و ارتفعت معدلات عمر الانسان، و لا شك في ان هناك ارتباطا قويا بين زيادة اعداد السيارات و بين زيادة اعداد الوفيات الناتجة عن الحوادث، فقد بلغ مجموع السيارات في محافظة بغداد لوحدها مليوناً و نصف المليون سيارة في حين عدد السكان فيها لا يزيد عن الستة ملايين و لك ان تتصور الحجم الكبير لهذه السيارات .. و قد كان مجموع الوفيات في بغداد عام 1973 نحو 250 حالة وفاة و في عام 1982 بلغ حوالي 450 حالة و في السنوات الاخيرة ازداد العدد بشكل لافت للنظر ... و الامر الاخر هو ان الكثير من سواق السيارات لا يلتزمون بقواعد السير و غير حائزين على اجازات السوق و هذا الجانب واجب المتابعة و واجب الانتباه من اولياء الامور خصوصا حيث يسلمون سياراتهم الى صغارهم دون ان يفكروا في عواقب ذلك .
صح النوم!!! حشود غفيرة من السيارات تغزو بغداد
نشر في: 2 أغسطس, 2010: 05:50 م