بغداد/ زهير الفتلاويتفاجأ طلبة الدراسة الإعدادية من نتائج الامتحانات الوزارية حيث كانت نسبة الرسوب عالية جداً، وساد الشارع التربوي الاستياء والحزن، خاصة بعد سماع ما قيل عن انتحار احد الطلبة بسبب رسوبه، وهناك الكثير من الطلبة ابدوا استياء كبيراً من جراء نقص الخدمات والكهرباء أثناء الامتحانات
والأغلاط النحوية فضلاً عن الأسئلة المطولة. يقول الطالب احمد كاظم/ السادس الادبي/ لم يكن هناك اي انصاف في دراستنا طوال العام الدراسي، إضافة الى معاناتنا من الظروف الامنية والمعيشية الصعبة، ومن عدم اكتمال تدريس المناهج من قبل مدرسينا الاعزاء، بسبب ضيق الوقت وكثرة العطل الاجبارية الخاصة بالمناسبات الدينية وغيرها، بالاضافة الى كل ذلك جاءت اسئلة الامتحانات بالغة الصعوبة، وكأن هناك حقدا مبيتا ضد الطلبة..فيما ترى الطالبة سارة سعيد/ السادس العلمي/ ان الظروف الامتحانية كانت صعبة للغاية خصوصا للطالبات اللواتي تكون مناطق سكناهن بعيدة عن مراكز الامتحانات حيث تضطر الطالبة الى مكابدة  التعب في الوصول من خلال وسائط النقل وعبر خطين او اكثر، وبعض المراكز تكون بعيدة عن مكان النزول من الخط، ما يضطر الطالبة الى المسير مسافة ليست بالقصيرة، تحت لهيب شمس الصيف التي لاترحم، ويكتمل المشهد المأساوي حين تكون الطالبات تحت سقف المركز الامتحاني حيث لاماء بارد للشرب، ولاهواء لمراوح حتى..الدكتور عبد جاسم الساعدي/ ناشط تربوي طالب باستقالة وزير التربية بسبب البؤس المستشري في عمل وزارته وانعدام التقدير الواقعي للتركة الكبيرة المتوارثة من زمن النظام السابق، وكذلك  ليست هناك أية هوية ووضوح لعمل وزارة التربية او إعداد وتأهيل المدارس . مضيفاً ان مدارس مكتظة بثلاثة دوامات ويصل عدد الطلاب في بعض الصفوف الى (110) طلاب للصف الواحد في بغداد، فكيف وضع مدارس المحافظات وخصوصا مدارس الريف فيما المدارس الموجودة أمست حاضنة لشتى الأمراض والأوساخ كما ان معاناة الصغار من ممارسة العنف التي لاحظناها أثناء جولة لنا لبعض المدارس،  وما زال العراق خلوا من مظاهر التعليم المتقدم لا في طرائق التدريس ولا في المناهج ولا في الممارسات التربوية والتعليمية.واشار الساعدي الى عدم وجود نقابة للمعلمين ولم تجر أي انتخابات من اجل ذلك، وبات الجميع يعرف بأن التعليم في أدنى المستويات، كما ان التعليم في رياض الاطفال في العراق يعد شبه معدوم اذ يصل تعداد هذه المدارس الى 5% ،بينما في المغرب ومصر ولبنان وهي دول فقيرة يصل عددها الى 75% .. وفضلا عن كل ذلك تغيب بنحو كبير استراتيجية طويلة المدى لمعالجة الوضع التربوي والتعليمي المتردي. فيما وصف الساعدي ظاهرة انتشار فضيحة الشهادات المزورة بالظاهرة المؤلمة والمسيئة وخاصة في مجال التعليم في كل أنواعه . وكشف، ومن خلال مسح ميداني، ان محافظة بغداد وحدها تحتاج الى ثلاثة آلاف مدرسة، كما  توجد في بغداد وضواحيها حتى اليوم مدارس طينية لا تتوفر فيها  ابسط الوسائل الصحية والبيئية، وهذه أزمة أخلاقية كبيرة .وبين الناشط التربوي عبد جاسم الساعدي ان هناك رشاوى وفساداً مالياً وإدارياً كبيراً في العديد من مفاصل وزارة التربية، ينبغي لنا ان نوجه اصابعنا لها وننقدها، ومن دون فضح مواطن الخلل ومن دون ثقافة النقد لن يكون بمقدور البلاد ان تنهض وتتطور.