بغداد / نورا خالدتصوير / احمد عبدالله (التنكة) و(الحب) اسماء لطالما سمعناها في المسلسلات التلفزيونية القديمة،الا انها عادت للتداول اليوم، بل وزاد الاقبال عليها ولم يعد اقتناؤها لمجرد الاعتزاز بها، لكن فشل جميع اجهزة التبريد الحديثة لتوفير ماء بارد يطفئ لهيب شهر آب أعادها الى الصدارة وبلا منافس.  
 الشيخ السبعيني احمد كريم يقول عن شربه ماء الحب اني اتلذذ به لانه يحمل نكهة خاصة وتعودت على شرب الماء من(الحب) من طفولتي ولحد الان. ولم تغرني التكنلوجيا على شرب الماء البارد من الثلاجة طوال هذه السنين، كما ان انقطاع الكهرباء المستمر جعل الكثير من الناس يلجأون الى الاواني الفخارية لتبريد الماء.  بينما يضع محمد علي (الحب) امام باب داره ليشرب منه السابلة في هذا الصيف القائظ ليقرؤا الفاتحة على روح ولده الذي استشهد في احد التفجيرات الارهابية كما قال لي واضاف: على الرغم من اننا في القرن الحادي والعشرين، لكن الناس مازالت تستخدم  هذه الأواني لشرب الماء خاصة في المناطق الشعبية الذين يعتمدون بشكل كبير على(التنكة) ليلاً وهم ينامون على سطح الدار.في أحد الاسواق الشعبية التقيتها امراة في الستين من عمرها تجلس على الارض وامامها عشرات  (المهافيف) تبيعها للمارة اقتربت منها وسألتها عن بضاعتها:هل هناك اقبال عليها فأجابت ام هادي قائلة: اقوم بتصنيع المهفة من خلال سف مجموعة من الشرائط الخوصية الصغيرةوالقصيرة وأرصها الى جانب بعضها البعض وتكون مصبوغة بألوان عديدة وتتم عملية السف بعد رش الخوص بالماء وبعد الانتهاء من عملية السف يربط الخوص المسفوف ويخاط بعود مأخوذ من النخلة ايضا، واضافت: هناك اقبال كبير على المهفة صيفاً اذ ابيع يوميا من (10 – 15) وبسعر 1500 للمهفة الواحدة.في لقائنا مع السيد  جعفر علي صاحب محل لبيع الاواني الفخارية في سوق الصدرية سألته عن مدى اقبال المواطنين على شراء الاواني الفخارية فأجاب: خلال السنوات الماضية ازداد الطلب عليها  كثيرا بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء مثل الزير (الحب) والجرة (التنكة) وان اكثر المتبضعين يأتون من المناطق الشعبية والمحافظات حيث يعتبر سوق الصدرية من اهم الاسواق لمثل هذه البضاعة، اما عن اسعار الاواني الفخارية فهي متفاوتة حسب الحجم فبالنسبة (للحب) يتراوح بين (8-13) الف دينار اما الجرة (التنكة) بين (3 -6) آلاف دينار اما عن المعامل التي تجهزنا بالأواني الفخارية فهي عديدة واغلبها توجد في منطقة العبيدي.