TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن ..نحـــن معكـــــم

العمود الثامن ..نحـــن معكـــــم

نشر في: 2 أغسطس, 2010: 06:23 م

علي حسين من حق العراقيين والكويتيين  ان يستذكروا جرائم نظام صدام ويأخذوا العبر منها في بناء نظام ديمقراطي لا يسمح فيه لفرد مهما علت منزلته بأن يتحكم بمصير الناس.  لكن  ان يتحول الاستذكار الى البكاء على أطلال الماضي لا يفيد،  وكتابات الشجب والإدانة لن تعيد حقاً، ولن ترجع الروح من جديد الى جسد العلاقة بين الأشقاء.
 نظام صدام كان نظاما شاردا  يدوس القوانين الدولية بحذائه، ولا يحترم معاهدات أو اتفاقات، ولا يلتزم بوعود أو تعهدات، ولا يعرف إلا سياسة القوة والبطش والقتل والدماء. ذكرى 2 اب تدفعنا جميعا الى دراسة الأسباب التي دفعت صدام إلى هذه المغامرة، والنتائج التي حصدها العراقيون من ورائها.لقذ ذاق العراقيون الظلم مضاعفا حين حاول الجميع تحميلهم وزر جرائم صدام، وذاق العراقيون  مرارة الصمت العربي حين نكل صدام بالجميع  من شيوعيين إلى قوميين إلى إسلاميين وسط تهليل عربي من المحيط الى الخليج يهتف باسم حارس البوابة الشرقية،  وحين رمى صدام نصف مليون عراقي على الحدود الإيرانية لم يستيقظ ضمير أي حاكم عربي، ولم يبادر المفكرون والمثقفون العرب باستنكار هذه الجريمة بل العكس شاهدنا العشرات منهم يهتفون لبطولات  القائد الرمز،وشهد العراق وصول العديد من قوافل المثقفين العرب لمساندة صدام في حربه المجنونة مع إيران، وفي الوقت الذي كانت زهرة شباب العراقيين  يذبحون من الوريد الى الوريد  في جبهات القتال كانت منصات الشعراء تتغنى بخوذة القائد الضرورة. الثاني من اب كان نتيجة حتمية للصمت العربي والدولي على جرائم صدام التي ارتكبها في حق الشعب العراقي، وحتى هذه اللحظة نجد من يبرر لصدام قتله العراقيين وحربه مع ايران، ولو ان مغامرات صدام لم تقده الى الكويت  وانما قادته الى حرب مع الجارة تركيا لوجدنا الجميع يهلهلون لحامي حمى العروبة، راجعوا الارشيف جيدا وشاهدوا كيف كان صدام ببدلته العسكرية يستقبل استقبال الملوك والأولياء الصالحين في معظم الدول العربية، راجعوا ارشيف الصحف العربية واقرأوا المطولات والقصائد في مديح الفارس المغوار،لا يتحمل العراقيون وحدهم مغامرات صدام وحروبه بل يتحملها كل من كتب وتغنى بالبطل المعجزة، يتحملها من كان يستقبل وطبان وعلي حسن المجيد وحسين كامل وطارق عزيز وعزت الدوري بالأحضان والقبلات، يتحملها القومجية العرب الذين ظلوا حتى اخر لحظة يؤمنون بأن القائد الضرورة سيحرق إسرائيل وسيرفع راية الله اكبر فوق قبة القدس.اما العراقيون فهم يحملون كل الحب للكويت شعبا وارضا، فهذه البلاد كانت منارة الثقافة العربية وهي الدولة التي انطلقت منها شرارة الثورة الفلسطينية،، والبلد الذي احتضن ابرز مفكري العرب بكل انتماءاتهم السياسية والفكرية.فالكويت كانت ومازالت  بلاد العرب بجميع طوائفهم  وهي الدولة التي قدمت الكثير ولكن هذه هي أزمتنا العربية وأزمة مثقفي هذه الأمة التي عاشت الاستبداد وعشقته وكان صدام رمزاً لهذا الاستبداد، فكان هؤلاء يدافعون عن الاستبداد لأنهم يقتاتون عليه، في النهاية ساكتب بمثل ما كتب احد الجنود العراقيين  يوم 2 اب 1990على مبنى خرساني  في قلب الصحراء عبارة (ايها الكويتيون نحن معكم) ولعل هذا لسان حال العراقيين جميعا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram