TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات ..نخبنا السياسية والتصريحات النارية

كردستانيات ..نخبنا السياسية والتصريحات النارية

نشر في: 2 أغسطس, 2010: 06:39 م

وديع غزوان منذ انتهاء عملية الانتخابات التي جرت في السابع من آذار واعلان نتائجها ومصادقة المحكمة الاتحادية عليها في الثامن عشر من حزيران حتى الان, فرضت القوى السياسية على المواطن, حالة من القلق والخوف
وهو يتابع بلهفة ما ستؤول اليه حوارات ومناقشات الكتل السياسية بشأن تشكيل الحكومة، دون ان يخطر بذهن احد ان هذه الكتل قد عقدت في ما بينها اتفاقاً غير مكتوب على ان لايتفقوا, على طريقة  تمسك الاشقاء العرب بالقول المأثور (اتفقوا على ان لايتفقوا). فنخبنا السياسية ومنذ ذلك التاريخ امطرتنا بوابل من التصريحات النارية , فتراها احياناً تجعل الاتفاق في ما بينها قريباً, وان خبر تشكيل الحكومة (قاب قوسين او ادنى) من الاعلان عنه, واوقات اخرى تصوره شبه مستحيل, وهم بين هذا وذاك لاينفكون من إلقاء اللائمة على طرف دولي او اقليمي  وتدخلاته المعرقلة لتشكيل الحكومة, في محاولة خائبة لدفع مسؤولية ما يجري عنهم, وحجب الحقيقة التي تفصح عن نفسها في اكثر من موقف, الحقيقة التي تعري وتفضح الدوافع الحقيقية لاختلافات هذه الكتل وزيف شعاراتها, وعذراً لهذا التعبير الذي لم نجد غيره مناسباً لحال كالذي نحن فيه.مشهد سياسي مثقل بخلافات حلفاء قبل نيسان 2003, وواقع مر لم يجد رئيس حكومة إقليم كردستان الدكتور برهم صالح عند حضوره مراسيم احياء الذكرى 27 لجريمة الابادة الجماعية للبارزانيين, بدّاً من وصفه بالحرج والخطير عندما قال (العراق اليوم يمر بمرحلة حرجة, ومشكلة تشكيل الحكومة وصلت الى مرحلة خطرة). ومن منطلق ايمان إقليم كردستان بأهمية ما تحقق من مكتسبات لشعب كردستان ولبقية المكونات فقد دعا (جميع القوى المخلصة والديمقراطية في العراق الى ان تتعاون من اجل حماية النظام الديمقراطي والفيدرالي والدستور الضامن للتعايش بين الشعوب العراقية).ورغم خطورة الموقف فان البعض ما زال مصراً على ان يكون في واد مع مصالحه الضيقة, ومصلحة العراق وشعبه بكل مكوناته في واد آخر, فأعطت لنفسها استراحة من استمرار مناقشات وحوارات باعدت اكثر مما قربت بين وجهات النظر, لان كل طرف بقي متمسكاً بموقفه من منصب رئيس الحكومة, ولم يبد اي مرونة ازاء الموضوع, وما يثير الغرابة اكثر هي هذه التسريبات الاعلامية, التي نحسب انها مقصودة لجس النبض, بشأن اعادة الانتخابات. ولاندري بأي منطق يمكن ان يطرح مثل هكذا رأي, وعلى اي اساس او ارضية. لانريد ان نبدو هنا اننا منحازون لموقف دون آخر, حيث ان انحيازنا الاول والاكبر هو للعراق بكل مكوناته ولمستقبله, غير اننا كمواطنين نشعر بالمرارة والخيبة من تعامل بعض الكتل السياسية مع موضوع تشكيل الحكومة بهذا الشكل الذي يفصح عن عدم فهمها لخطورته على مستقبل العملية السياسية التي نحرص جميعاً على انجاحها ,وطمأنة المواطن بان تضحياته لم تذهب سدى.ورغم الاخبار التي تشير الى شبه توقف للحوارات بين القوى السياسية, فاننا ما زلنا متفائلين بقدرة الطرف الكردستاني, على ممارسة دور اكبر, استكمالأ لكل مبادراته لتقريب وجهات نظر القوى السياسية الفائزة والاتفاق بأاسرع وقت على تشكيل الحكومة, ويأتي اعلان ائتلاف الكتل الكردستانية  عزمه (الاجتماع مع رؤساء القوائم الفائزة وعرض مشروعهم المتعلق بتشكيل الحكومة) خطوة  ايجابية باتجاه الحل, خاصة وان التأخير ينعكس سلباً على علاقة القوى السياسية بالمواطن الذي هو المتضرر الوحيد من كل ما يجري .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram