بغداد / الوكالاتحلّت امس الاثنين، الثاني من آب، الذكرى العشرون لاجتياح النظام السابق دولةَ الكويت الذي وصَفه وزير الخارجية هوشيار زيباري بأنه "خطأ كارثي" ما زال يلقي بظلاله على العلاقات بين الدولتين.العراق خضَع لعقوبات اقتصادية دولية فرَضتها الأمم المتحدة بسبب الاجتياح عام 1990.
وبسبِبه يواصل العراق دفعَ تعويضاتٍ للكويت عما لحق بها فيما لم تُحلّ الخلافاتُ الحدودية بين البلدين بشكلٍ نهائي بعد. يُذكر أنه منذ 1994 حينما أنشأت الأمم المتحدة صندوقاً خاصاً لتعويضات الغزو، دفع العراق للكويت 30,15 مليار دولار ويتعين عليه أن يدفعَ تعويضاتٍ إضافيةً تبلغ 22,3 مليار دولار أخرى.إلى ذلك، تراوحُ تقديراتُ ديون الكويت على العراق بين 8 مليارات 13.2 مليار دولار إضافةً إلى نحو مليار دولار أخرى كتعويضاتٍ تطالب بها شركة الخطوط الجوية الكويتية عن الأضرار التي لحقت بها جراء الغزو. زيباري قال في تصريحاتٍ أدلى بها لوكالة فرانس برس للأنباء إن غزو الكويت "كان أحد أكبر الأخطاء المروّعة التي ارتكبها صدام على الإطلاق" مضيفاً أن العراق "عانى وما زال يعاني من ذلك القرار، ومن العقوبات التي فرَضها بسببه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة."أشاد سفير العراق لدى الكويت محمد حسين بحر العلوم بافتتاحية رئيس مجلس ادارة مجموعة الراي الاعلامية جاسم بودي، والتي نشرت الجمعة الماضية في جريدة الراي بعنوان "عشرون".وقال السفير بحر العلوم ان هذه الكلمة كانت صريحة وواضحة وتميزت بالشمولية في تناولها للأوضاع السائدة بين البلدين الشقيقين، وتصويرها الصحيح لهذه الأوضاع، وبضرورة المعالجة الاخوية لمجمل التراكمات التاريخية التي سببها العدوان المشين للنظام الصدامي البائد على دولة الكويت.وقدم السفير بمناسبة هذه الذكرى الأليمة التعازي لذوي الشهداء الكويتيين "شهداء الاجتياح الذين ذهبوا ضحية جرائم صدام حسين".وأضاف "نحن أمام عزم ثابت على تجاوز ما حدث خلال العشرين سنة الماضية، وهذا يجعلنا أمام خيار واحد فقط بين جمهورية العراق ودولة الكويت العزيزة وهو خيار العلاقات الطيبة، وخيار المستقبل الطيب القائم على الخير والمحبة والذي سوف يكون قائماً بين البلدين، وعلينا ألا نتألم لما يحدث هنا وهناك بين فترة وأخرى، لأن ما يصدر من اراء لا تعبر الا عن أشخاصها ومن يقولها فقط"، مشيراً الى ان الرأي اليوم هو رأي القيادات والنخب السياسية التي تدير مفاصل هذين البلدين، ويتمثل بالقيادة السياسية في الكويت، والقيادة السياسية في العراق، اللذين عزما على انتهاج خط العلاقة المستقبلية، والرأي الحقيقي يجب أن يصدر منهما، لا من اي شخص يتكلم في زاوية من زوايا الكويت، أو آخر يتكلم في زاوية من زوايا العراق".من جهتها، قالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الكويتي معصومة المبارك إن "العلاقات بين العراق والكويت ستبقى موضع جدل إلى أن يحقق العراق الاستقرار الداخلي وتستطيع حكومته تحقيق علاقات خارجية موحدة". كما نُقل عنها القول إن "الجروح عميقة" مضيفةً أنه "من الصعب أن ننسى لكننا نحاول أن نفتح صفحة جديدة في العلاقات الكويتية العراقية"، بحسب تعبيرها.من جهته، قال المحلل السياسي الكويتي سامي النصف لإذاعة العراق الحر أنه "رغم حجم الصدمة التي حدثت في الثاني من آب 1990 إلا أنها في النهاية ليست أكبر، على سبيل المثال، مما حدث في أوربا إبان الحرب الكونية إذ نعلم جميعاً ما قامت به ألمانيا النازية في فرنسا وبريطانيا وغيرهما.. ومع ذلك تم تجاوز الحدث، وأتصوّر أنه لا منهاج آخر إلا أن يتناسى الشعب الكويتي، وكذلك على الأخوة في العراق أن يقدّروا حجم ما أصابَ الشعب الكويتي، ويصبح هذا الملف خلف الجميع...". وأضاف النصف "أن جريمة صدام في الكويت لم تكن غريبة إذ أن الشعب العراقي عانى أيضاً من جرائمِه"، مؤكداً ضرورةَ أن تبدأ الدولتان الجارتان لمناسبة هذه الذكرى نهجاً جديداً "خاصةً وأنه لا بديل للعراق من صداقة الكويت ولا بديل للكويت من صداقة العراق".من جهته، أعرب الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق عن اعتقاده بأن التوترات الحالية بين العراق والكويت سوف "تتضاءل تدريجياً" مضيفاً أنه "للمستقبل، نرى أن الكويت لن يكون لها من سَنَد إلا العراق الذي تربطه معها علاقات تاريخية".
بغداد والكويت تتطلعان الى صفحة جديدة فـي العلاقات الثنائية
نشر في: 2 أغسطس, 2010: 07:59 م