بغداد / علي ناصر الكنانييتميز سوق الصدرية الشهير وسط بغداد بكثرة محال بيع لحوم البقر والغنم التي صارت علامة مميزة له، وبات مصدراً اساسياً لتغذية بقية الاسواق باللحوم العراقية ذات الجودة العالية.ولمعرفة المزيد من التفاصيل التقينا احد العاملين القدامى فيه وهو القصاب حسن فارس من مدينة الكاظمية الذي قال:
بدأت مع القصابة منذ الستينيات في سوق العاصمة القديم الذي يقع ضمن سوق القصابين حيث كان لدي محل للقصابة هناك. وبمرور الزمن توطدت علاقتي بالعديد من الزبائن والشخصيات التي كانت تعرفها مدينة الكاظمية ومنهم د/علي الوردي والشيخ محمد الخالصي والشيخ فاضل الشيخ على الكليلدار في الحضرة الكاظمية المقدسة، كما كان من بين زبائني عدد من الاسر البغدادية المعروفة ومنهم أسرة السادة (ال عطيفة) وأسرة (الدباغ) وأسرة (الخالصي) وأسرة (السيد الصدر). ويضيف القصاب (ابو ليث): وكنت أقوم بتوزيع اللحوم على عدد من القصابين المعروفين بقدمهم في هذه المهنة ونزاهتهم امثال الحاج رسول حميد فارس والحاج حسن شومان ودعبول القصاب وغيرهم.rnوعن الفارق الكبير في أسعار اللحوم بين ما كانت عليه في الامس وما هي عليه اليوم، وكيف كان وضع الرقابة الصحية بهذا الخصوص؟ قال:هناك فرق كبير جدا في هذه الاسعار حيث كان سعر الخروف ايام زمان لا يتجاوز ديناراً وربع دينار في الستينيات اما في الخمسينيات فكان سعره اقل من ذلك. وكنا نبيع كيلو اللحم بخمسين فلسا (درهم) فقط وكنا نعطي (المعلاك) الكبد و(الباجة) مجانا للفقراء من الناس، لان القدرة الشرائية ضعيفة في ذلك الوقت. اما بخصوص الرقابة الصحية فانها تكاد تكون معدومة على الرغم من وجود المجازر الصحية التي كانت تابعة لأمانة العاصمة وكان يتم تأجيرها الى الاهالي،اذ كانت في بغداد ثلاث مجازر موزعة على مناطق الكاظمية والشيخ معروف في الكرخ والشيخ عمر في الرصافة،ويروي لنا القصاب حسن فارس ابو ليث ما كان يصنعه القصابون في تلك الفترة عندما تبقى عندهم كميات من اللحم حيث يقول:- بسبب عدم وجود البرادات والمجمدات الحافظة للحوم مثل ما موجود اليوم كنا نتخلص من اللحم الذي يبقى احيانا بكميات كبيرة في اليوم التالي خوفا من تعرضه للتلف فنقوم برميه في نهر دجلة، لاننا لا نقبل بيعه الى الناس خوفا عليهم من التعرض للاذى، وهنا اود ان اذكر لك ان اللحوم العراقية هي افضل انواع اللحوم في العالم بحكم النباتات التي تتغذى عليها الاغنام والابقار لذلك تكون معرضة دائما للتهريب الى الدول الاخرى لرخصها ولجودتها.
فـي سوق الصدرية..قصابون وحكايات امتياز اللحم العراقي
نشر في: 3 أغسطس, 2010: 05:25 م