TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > النساء الحرفيات فـي المكسيك..القمامة لضمان مستقبل الأطفال

النساء الحرفيات فـي المكسيك..القمامة لضمان مستقبل الأطفال

نشر في: 3 أغسطس, 2010: 05:37 م

 دانييلا باسترانا/وكالة الضحكات تغمر القاعة المستطيلة الواقعة في الطابق التحتي لمبني المدرسة التي يقبل عليها 250 طفلا. المساحة تبدو صغيرة -20 متراً مربعاً- تعمل فيها 24 امرأة في قطع وثني شرائط البلاستيك الشفاف المستخدم في تغليف الغذاء ثم تضفيرها بنفس تقنية تضفير سعف النخيل
التي يتبعها شعب ناهوا الأصلي.إنها ورشة جمعية "متز" التعاونية، ومعناها "لك" بلغة شعب"نهواتل" الأصلي، حيث يتم صنع نحو 3000 منتج حرفي شهريا في المتوسط، كالأكياس والحقائب والمحافظ والأجندات وإطارات الصور وزينة الأعياد، وكلها مصنوعة من النفايات الصناعية. تنكب كونشيتا مارتينيز البالغة من العمر 45 عاما بيدين ماهرتين على حياكة الشرائط لصنع حقيبة يد. وتقول لوكالة انتر بريس سيرفس "أفرح عندما أعرف أن هذه الحقيبة ستباع في ألمانيا حتى وأن كنت لا أعرف هذا البلد... الحقيقة إنني لم أذهب إلى أي مكان". تقع الورشة فى سولو بالو، الحي المعروف بارتفاع معدلات الفقر والتهميش، وسط وداي هويكشكيلوكان، على مسافة ساعتين بالسيارة من وسط مدينة العاصمة المكسيكية، حيث توجد مساكن فاخرة بالقرب من بيوت رمادية دون مرافق صرف تؤوي أناساً يناضلون من أجل البقاء على قيد الحياة.  تباع منتجات "متز" في ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا، بأسعار تتراوح بين 15 و140 دولاراً، ويتيح الدخل الاكتفاء الاقتصادي الذاتي للنساء العضوات في 50 تعاونية وأسرهن. هناك مسألة مهمة بالنسبة لهن ألا وهي أن الدخل الذي يحصلن عليه من بيع منتجاتهن يمول أيضا "بيت سولو بالو للطفولة"، المدرسة المخصصة للفقراء التي شيدت منذ أكثر من 20 عاما على ما كان مكبا للنفايات في الماضي. كذلك فقد حصل 2500 طفل من أبناء هذه الجماعة المكونة من 5000 شخص، على منح دراسية من دخل إعادة تدوير أكثر من 40 ألف طن من النفايات الصناعية، بفضل تعاونية "متز" منذ أن تأسست منذ سبع سنوات. تتوقف سانتياغو بياتريس، أم 10 أطفال وجدة 13 حفيدا كلهم تقريبا من طلاب المدرسة، وواحدة من خمس نساء أسسن الجمعية التعاونية، تتوقف عن عملها لدقائق لتؤكد لوكالة انتر بريس سيرفس أن "المشروع يمكّننا من إتباع نموذج مختلف للاندماج في المجتمع". وتشرح "من المدهش أن نرى ربات بيوت بدرجة مذهلة من الذكاء يتأكسدن في بيوتهن، والآن يأتين إلى هنا بنشاط وحماس". وتضيف "الحرفيات يمكنهن مزاولة العمل في منازلهن لكن الكثيرات منهن يفضلن المجيء هنا إلى الورشة". أما كونشيتا مارتينيز، التي سبق أن عملت كخادمة منزلية قبل أن تنضم الى التعاونية، فتؤكد أنها محظوظة لحصولها علي وظيفة تضمن لها الاستقلال المادي وتحسين العلاقات العائلية. " زوجي يعمل، لكنه يساعدني في قص شرائط البلاستك بينما نتحدث عن أمورنا وعن أحوال الدنيا". هذا وتعتبر المعاونة الاجتماعية جوديت اتشار عنصراً جوهرياً في هذا المشروع، فقد نجحت في تشييد المدرسة وتنظيم ندوات عمل للتدريب على الطبخ والخياطة، ما أدى إلى تعرفها على عدد من الحرفيات. وفي 2003، لاحظت اتشار استخدام جماعات الشعوب الأصلية للورق المعاد تدويره، فعزمت علي تأسيس "مؤسسة ميتز" تحت شعار "نسج المستقبل" واجتهدت في إقامة الجمعية التعاونية. ثم جمعت اتشار مجموعة من الأفراد الملتزمين بتخصيص جزء من العائدات لتعليم الأطفال، وركزت على إضفاء الطابع المهني على عملية الإنتاج بغية تحويل "نية إجتماعية إلى شركة اجتماعية". وتقول اتشار "هذا هو سر نجاح ميتز... المشاريع الإنتاجية هي الشيء الوحيد القادر على انتشال الناس من براثن الفقر. الأعمال الخيرية لا تأتي سوى بعادات سيئة. وفي المقابل، تعيد الإنتاجية الكرامة للناس".أما أنخيليكا مارتينيز، المشرفة على تنسيق النساء الحرفيات، فتشرح بدورها لوكالة انتر بريس سيرفس أن نصف الأرباح تقسم بينهن دون أي تمييز، ويتم تسليم 20 في المئة الى المدرسة، و20 في المئة أخرى لتكاليف التصنيع و10 في المئة لتعطية نفقات التشغيل. وأخيرا يذكر أن تعاونية ميتز قد حصلت على جائزة برنامج الأمم المتحدة البيئي والمنظمة الدولة للطاقة العالمية، باعتبارها "أفضل مشروع لإعادة تدوير النفايات الصناعية" التي تنافست عليها 75 منظمة وجمعية من مختلف أنحاء العالم.  انتر بريس سيرفس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram