علي حسين 'منذ تأسيسها سعت (المدى) لتبنّي منهج الدفاع عن قضايا المواطن البسيط ووقفت بصلابة وهي تحارب امراء التطرف سواء كانوا من الإرهابيين أم المفسدين.. وكانت اول من تصدى لبعض قضايا الفساد الكبرى، ورفع شعار الحرية والامان للمواطن العراقي..
حاربت شيوخ التطرف وتصدت حينما حاولوا خلط الدين بالسياسة.. انها صحيفة مفتوحة الرئتين لكل هواء نظيف.. واذا كان البعض قد نسي فإن علينا ان نذكرهم بالمعركة التي خاضتها (المدى) حين فضحت سراق الشعب العراقي في قضية كوبونات النفط والتي كان مجرد الحديث عنها يعد خطا أحمر خاف كثير من السياسيين الاقتراب منه.. من هذا المنطلق كانت (المدى) ولا تزال جزءاً من عقل الصحافة العراقية النظيف..العقل الذي يحدد كل يوم أجندة الكتاب والأقلام من خلال القضايا التي تطرحها من دون هوادة او خوف.- المدى صحيفة تعلمنا فيها جرأة الكاتب وفروسية القلم، والاشتباك العنيف مع الأفكار الخاطئة، التي ينبغي هدمها وإفساح الطريق أمام عالم جديد. المدى الصحيفة القادرة علي اكتشاف المواهب الجديدة وإفساح الطريق لها.. دروس ودروس ودروس، يجب أن تتعلمها بعض الأجيال الجديدة، التي تتصور أن القلم مجرد سهم، ترشقه في الأجساد والسمعة والشرف، بدون وازع من ضمير. دروس في النقد السياسي العنيف الذي يحقق الهدف، بدون أن يجرح أو يدمي، ومن يقرأ مقالات رئيس التحرير وهو يشرّح الواقع السياسي العراقي، يتأكد من ان القلم الصحفي الحقيقي يمكن ان يصبح سلاحا في مواجهة الفساد، وباقة زهور لمن يخدم الوطن والناس. دروس تجيب عن السؤال المهم: لماذا أطلقوا علي الصحافة لقب «صاحبة الجلالة»؟.. فقد كانت وما زالت (المدى) بالفعل أميرة متوجة يحرسها صحفيون بدرجة أمراء ونبلاء. هذه هي المدى المؤسسة العريقة التي تحتفل اليوم، بالذكري السابعة لصدور احد ابنائها (صحيفة المدى)... احتفالية في المكان الجميل نفسه الذي يعشقه جميع العاملين، وكان شاهد عيان علي معاركها وانتصاراتها واشتباكها الدائم مع قضايا المجتمع وهمومه ومشاكله من يتسلح بأخلاق المدى وجرأتها وشفافيتها وقلمها العف ولسانها النظيف هو الذي يكتب له البقاء. التسامح السياسي هو الذي جعل المدى الساحة التي تضم في جنباتها كل ألوان الطيف السياسي العراقي، يتحاورون ويتعاركون، وفي النهاية يدشنون ثقافة الاختلاف والاحترام . الاحترام .. تلك الكلمة الرائعة التي اختفت من القاموس السياسي والصحفي، وتم استبدالها بـ"الإهانة ".. وأصبحت حرية الصحافة هي حرية الإهانة والتطاول والتخوين. المدى.. ما أروعك ونحن نلتف حول مائدة عامرة بالحب والحرية والجرأة والإقدام والشجاعة والمواقف النبيلة والجملة النظيفة والنقد الذي لا تحركه مصالح شخصية ولا دوافع ذاتية. ما أروعك.. وأنت تقودين كتيبة الوعي والتنوير، التي تحارب التطرف والغلو والظلامية ستبقى المدى منارة تكتشف مزيدًا من المواهب، الذين يضخون في عروق المجتمع دماء جديدة متدفقة، تعيد الدفء والسعادة لروح الصحافة العراقية..انها(المدى) التي لا تحتاج ملايين العراقيين للاحتفال معها، لكنها تحتاج اليهم لتحضنهم بقلبها العامر بالحب والمفعم بالامل. ان المدى فخر لكل كاتب في هذه الصحيفة.. فخر ان تكون وان تبقى.. جريدة ذات أشواك..فخر ان تكون واجهة المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان.. فخر ان يكون صوتها قويا صادحا بقضايا الناس.. يعلو ويعلو فوق أصوات الخائبين والخائفين.أيتها الصحيفة الحبيبة نحن نحتفل بك لا بأنفسنا فما أروعك وأنت تدشنين من جديد احتفالية الحب والتألق والإصرار على رفع راية الصدق والحقيقة.
العمود الثامن ..إنهــا المـــــدى
نشر في: 4 أغسطس, 2010: 06:16 م