TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > فـي عيـدهــا السـابـــع.. المدى صدق الكلمة ووضوح المنهج

فـي عيـدهــا السـابـــع.. المدى صدق الكلمة ووضوح المنهج

نشر في: 4 أغسطس, 2010: 06:18 م

طارق الجبوري شهد العراق وانسجاماً مع التغييرات الكبيرة التي حدثت فيه بعد 9 نسيان 2003  ، ظهور عدد غير قليل من الصحف والمجلات ، وتوسع غير مسبوق بعدد الفضائيات التي ارتأت بعضها ان تكون مكاتبها الرئيسية خارج العراق بسبب الاوضاع الامنية  وغيرها،
 والاكتفاء بفتح مكاتب لها في بغداد . وبقدر ما كان لفضاء الحرية ،الذي فسح المجال لهذا الانتشار الواسع في وسائل الاعلام اثاره الايجابية ، فانه لم يكن يخلو من سلبيات من ابرزها استغلال هذه الاوضاع للترويج لافكار كانت السبب في كثير من تعقيدات المشهد السياسي ، خاصة ان تمويل البعض الخارجي يجعل الوسيلة الاعلامية اسيرة جهة الدعم وتوجهاتها التي في الغالب كانت على الضد من مصالح العراق وشعبه. غير ان الايجابي بحسب اعتقادنا اكثر من السلبي لانه اتاح لطاقات كثيرة معطلة ان تنطلق لتمارس دورها في وسائل الاعلام المختلفة .وحتى لانتشعب في هذا الموضوع الشائك سنقتصر في موضوعنا على الصحف ودورها ما بعد 2003 ونركز على توجهات جريدة المدى التي نحتفي بعيدها السابع ، ورسالتها الاعلامية خاصة في مجال ترسيخ االنهج الديمقراطي الذي هو عماد العملية السياسية الجديدة ، وقربها وبعدها من هموم المواطن وتطلعاته ، ومع ان الانحياز مشروعاً بعض الاحيان اذا ارتبط بقضية او هدف نبيلين ، الا اننا مع ذلك سنحاول ان نكون موضوعيين في هذا الجانب وبعيدين عما يمكن ان تجرفنا اليه العاطفة كوننا من عائلة المدى نفسها.وقبل الخوض مباشرة في هذا المضمار لابد اولاً من المرور سريعاً على نوعية الصحف التي انتشرت بعد 2003 ، لكي يتبين لنا مقدار الجهد التنافسي المشروع و المطلوب من كل جريدة تضع في رأس صفحتها الاولى انها مستقلة ! ويعلم الله ان كانت هي حقاً كذلك ام تتبع اجندات خارجية دولية كانت ام اقليمية ام عربية.وبشكل عام يمكن ان نحدد ابرز ملامح الصحف التي ملأت مشهد ساحة العمل الاعلامي بـ :*ـ صحف حزبية ومن الطبيعي ان تكون من اولى مهماتها الترويج لافكار وتوجهات الحزب التابعة له .*صحف مستقلة وهي قليلة نوعاً ما، حيث آلت على نفسها ومنذ البدء الاعتماد على مواردها لتغطية نفقاتها لكي لاتكون ذيلاً لجهة التمويل ومن هذه الصحف المدى .*صحف تجارية وذات صبغة نفعية : ومهمتها كانت منذ تاسيسها تحقيق غايات ابعد ما تكون عن الاعلام الرصين الهادف ، ويقع في خانة هذا النوع ما دأب البعض ، من راكبي موجة العمل السياسي ، العمل عليه حيث انهم يسعون الى اصدار صحف هدفها تسهيل ترشيحهم للانتخابات النيابية من خلال الولوج في حاضنة واحدة او اكثر من النخب المؤثرة في الكتل السياسية واعرف احد النواب في مجلس النواب السابق صرف الكثير لاصدار صحيفة سرعان ما اغلقها عند انتهاء الانتخابات وفوزه .*نوع اخر حكومي وتابع الى وزارات او صدر بتمويل من الادارة الاميركية في عهد بريمر ، ومثل هذه الصحف تستنزف الكثير من المال لاصحابها دون ان يكون لها تأثير وكانت توزع مجاناً من خلال نقاط التفتيش .وعذراً اذا فاتتنا نماذج اخرى من صحف ظهرت وانتهت معظمها بعد صدور اعداد منها ، غير ان كل الاحصاءات تشير الى ان عدد الصحف يتجاوز المئة بكل الاحوال . وسط هذا الكم الهائل من الصحف، كان على المدى ان تشق طريقها لرسم معالم نهج اعلامي جديد سمته البارزة صدق  الكلمة ووضوح الهدف و الاستقلالية وجرأة الطرح و حرية التعبير عن الرأي دون خوف من ملاحقة، مع اعتماد اعلى درجات المهنية المنسجمة ورسالة الاعلام  ، في مرحلة تتطلب تظافر كل الجهود من اجل ترسيخ قيم الديمقراطية في المجتمع وفي مقدمته العاملين في وسائل الاعلام .ويمكن ان نحدد ابرز الملامح لهذا النهج في : اولاً : الحيادية والاستقلالية في نشر الاخبار وتحليلها ، وعدم الانسياق وراء الصراعات السياسية واعتماد خطاب متوازن في ذلك مهمته الحفاظ على العملية السياسية الوليدة في العراق من خلال التنبيه على الاخطاء التي رافقتها . ومن يراجع مقالات رئيس التحرير الافتتاحية منذ بدايات التأسيس والتي جمعت بكتاب، يلمس معالم ذلك بوضوح.ثانياً : ترسيخ قيم المواطنة في التعامل مع المواطنين واعتماد الكفاءة في شغل المواقع في مؤسسات الدولة   ، بعيداً عن المحاصصات بكل اشكالها .ثالثاً : الانفتاح على الرأي الآخر وفسح المجال للمناظرات وتبادل الاراء في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل وحتى الامنية من خلال ندوة نحاور وغيرها ، ودعوة المسؤولين وذوي الاختصاص والمواطنين للمناقشة بشأن القضايا المطروحة . رابعاًً : الجرأة والشجاعة في فضح الفساد ، الذي نهش مؤسسات الدولة وكان سبباً في الكثير من معاناة المواطن وحرمانه من فرص التمتع بالخدمات الضرورية ، مع تعزيز ذلك بالوثائق .رابعاً : اشاعة مبادىء حقوق الانسان والحفاظ على كرامته، وتكريس قيم التعايش بين مكونات الشعب العراقي ونبذ الطائفية والعنصرية . ونحسب ان متابعة متأنية لما يخرج من ( مطبخ ) المدى سواء ما يتعلق منه بالاخبار السياسية اواراء وافكار او الثقافية و غيرها، يمكن ان تعطي صورة عن مقدار الحرص على ترسيخ هذا المبدأ الذي قد لايرضي بعض ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram