TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > المدى فـي عيدها

المدى فـي عيدها

نشر في: 4 أغسطس, 2010: 06:20 م

حسين علي الحمداني يمكننا أن نقول بأن سقوط النظام الشمولي فـي نيسان 2003 قد فتح الباب واسعا للصحافة العراقية بصورة خاصة والإعلام بصورة عامة لأن يكون بالفعل السلطة الرابعة ويمارس دوره المتوقع منه في بلد ظلت وسائل الإعلام بكافة أشكالها مسخرة لأفكار شخص واحد يمارس جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في مصادرة واضحة ليس لحرية الاعلام فقط بل لجميع الحريات ،
وكما قلنا شكل التاسع من نيسان نقطة التحول الكبيرة في الاعلام العراقي وبالتحديد الصحافة مما جعل مفهوم الإعلام كسلطة رابعة  أمراً واقعاً في ظل الدولة العراقية القائمة على فصل السلطات ، وكما هو معروف فإن الاعلام في الدول الديمقراطية لا يمكنه أن يتنفّس الحقيقة ويكتب الصدق وينقل الرأي والرأي الآخر الا عندما يكون جزءاً من الشعب بكل شرائحه وأيدلوجياته الفكرية ومكوناته، وليس جزءاً من منظومة الدولة أو الحكومة لأنه سيكون بمثابة «التابع» للحكومات وجزءاً من سيطرتها على وعي الشعوب عبر وسائل الاعلام التي تمتلكها الدولة وتسخر للحكومة والأحزاب المشكلة لها.ويعرف الجميع إن للإعلام الحر والنزيه أعداء كثر في مقدمتهم الأنظمة المعزولة عن شعوبها أو الأنظمة الدكتاتورية والبوليسية، إذ تحاول هذه الأنظمة السيطرة على أجهزة الإعلام ومنعها من القيام بدورها الوطني، فإذا لم تطرح الرأي والموقف الذي يوافق عليه النظام الحاكم، فسيواجه المنتسبون إليها في مثل هذه الدول التهديد بـ «غياهب» السجون وربما الاغتيالات، وإغلاق الصحف ومصادرتها ومنع توزيعها.والإعلام الحرّ الصادق هو بمثابة مرآة «ناصعة» تستفيد منه الحكومات في خططها المستقبلية بما يعبّر عن رغبات الشعوب وطموحاتها، بل يشكل عندما يكون مستقلاً قوة دافعة في التأثير على الرقعة الجغرافية التي يوزع فيها ويطل منها على القراء عبر توجيه الآراء والأفكار وتنظيم الخطط في المجالات كافة.والإعلام لا يغيّر القوانين، لكنه قادر على رصد السلبيات وتحويل القارئ إلى أداة «فاعلة» لاختيار الأصلح والأنضج للمجتمعات والحكومات، ووفق هذه المعطيات بات العراق الآن يمتلك إعلاما حرا ونزيها يتعاطى مع الشأن العراقي بحيادية ومهنية ناقلا الحقيقية للشعب بشكل يومي وتقف في المقدمة جريدة المدى التي شقت طريقها بثقة لتحتل مكانا بارزا في الصحافة العراقية ، وشكلت نقطة تحول في الصحافة العراقية منذ اعدادها الأولى  وحظيت بمتابعة القارئ في عموم العراق  وخارجه عبر إدامة التواصل  التكنولوجي واستقطبت عدداً كبيراً من الكتاب العراقيين الذين وجدوا في صفحاتها متنفسا لهم بعد أن عاشوا سنوات طويلة ينتظرون التغيير ، وهذا التغيير كما إشرنا فتح آفاق العمل الصحفي على مصاريعها أمام الجميع واكتظت المكتبات العراقية والباعة المتجولين بعشرات بل مئات الصحف الحزبية منها والمستقلة  وبدأت بعض رؤوس الأموال تستثمر في ميدان الصحافة حتى بات العراق أكثر البلدان العربية في عدد الصحف اليومية، إلا إن ما يميز المدى إنها صحيفة مستقلة لا تمثل أي اتجاه سياسي بقدر ما هي صحيفة تأخذ مداها وسعتها من نبض الشارع العراقي المتطلع للخبر الصحيح والتحليل الصادق  . لذا نجد بان القاعدة الواسعة  من المثقفين الذين كانوا ينتظرون صدور جريدة بحجم ومستوى المدى التي  تطورت كثيرا عبر إصدارها ملاحق يومية شكلت نقلة نوعية وتحولت من جريدة  يطالعها فرد واحد إلى جريدة العائلة العراقية ، خاصة وإن الكثير من ملاحقها تمثل مادة دسمة للمختصين في ميدانهم لما تحتويه من دراسات وأبحاث في مجالات عديدة  .هي مشروع ثقافي ناجح أكتسب مقومات نجاحه من التواصل الكبير واليومي بين الجريدة والقارئ ، وهذا النجاح لم يكن من فراغ بقدر ما هو تأكيد حقيقي على أن المدى تخطو خطوات واثقة لتشكل علامة مميزة في الصحافة العراقية  عبر دعمها لمسارات الديمقراطية والتغيير في عراقنا الجديد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram