إيمان محسن جاسمنعرف جميعا بأن مفهوم الإعلام بصورة عامة يتمثل في التعريف بقضايا المجتمع ومشكلاته والتحديات التي تواجهه، وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة لديها ،
هذا في ما إذا كانت الدولة تسيطر سيطرة مباشرة على وسائل الإعلام ، لكننا حين نبحث عن دور للإعلام العراقي وخاصة فيما يتعلق منه بالصحافة في ما بعد نيسان 2003 نجد بأن الساحة الثقافية العراقية ازدهرت بالعديد من الصحف في وقت مبكر جدا من التغيير الذي حصل في العراق وشمل مجمل مناحي الحياة وباتت تشكل علامة بارزة في العراق الجديد .والصحافة في العراق قديمة وتشكل جزءاً مهماً من حياة ويوميات المثقف العراقي ، وشكلت جريدة المدى بحضورها والتزامها المهني بمبادئ الإعلام الحر والنزيه والمتطلع لبناء الإنسان العراقي وأخذت دورها ومسؤوليتها الأساسية والبارزة في معالجة قضايا المجتمع وتعريفه بنفسه ومحاولة إعطاء المجتمع الاندفاع للقيام بالأسلوب الحضاري في تجاوز صعوباته والتغلب عليها وفق رؤية بعيدة كل البعد عن التخندق ، وبطريقة تعتمد على أساليب حضارية راقية من خلال استقطاب عدد مهم جدا من الكتاب والباحثين الذي رفدوا الجريدة بكتاباتهم التي عززت من دور الكثير من القيم التي حاول البعض تغييبها عن التصرف العراقي اليومي ومن هنا نجد بأن رسالة المدى تتعدى كونها صحيفة يومية تتخطى مبيعاتها رقما معينا بل إنها باتت تشكل وهي تدخل عاماً جديداً أسما مهما في الصحافة العراقية والعربية خاصة وان من يطالعها من المتابعين ممن هم خارج العراق وعبر الموقع الالكتروني يجعلنا نشعر بالفخر لما وصلت اليه المدى من نجاحات لم تكن لتتحقق لولا العمل المهني المثابر والحرص على بناء الفكر العراقي الجديد وفق أسس مهنية وعلمية صحيحة وسليمة ، ونجد بان القائمين على جريدة المدى حريصون على مخاطبة المتلقي في العراق وخارجه على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية .‏ يضاف إلى ذلك بأننا نجد في جريدة المدى إعلاماً واقعياً في أسلوب معالجته لمسائل المجتمع وطرحها، معبراً عن هموم الناس وتطلعاتهم، وقابلاً لمسايرة القضايا المستجدة ومواكبة كافة التطورات التي حصلت في العراق ونقلها للمتلقي مع التحليل والاستنتاج بعيدا عن التسقيط والتشهير .‏ وهذا متأت من إن المدى أدركت مهمتها المتمثلة بنقل الوقائع والأحداث الدائرة داخل المجتمع، وبالتالي فهي تعمل على نقل رأي عام، مستمدة مشروعيتها من المواطن ، وهذا الأخير هو مركز ثقل في مسلسل أي مجتمع يعيش حراكا ساخنا من اجل إثبات حقوق أو انتزاع حقوق وكلها آليات مؤسسة للرأي العام . لذا فان صناعة الرأي العام واحدة من مهام الإعلام وهذه المهمة وجدت المدى نفسها تنهض بها من خلال مشروعها الثقافي الحضاري القائم على استنهاض مرتكزات الثقافة العراقية وصهرها في بودقة الإبداع من خلال نقل التراث الثقافي من جيل إلى آخر والمحافظة على الهوية العراقية في زمن الغزو الثقافي الذي يتطلب بالتأكيد نوعاً خاصاً من الإعلام لكي يحافظ على الهوية ، و تنمية الحس الوطني وتعزيز قيم المواطنة التي غابت سنوات طويلة، وأيضا كشف الأفكار الهدامة والداعية إلى تعميق التخلف في المجتمع وتكريس هذا التخلف بممارسات مرفوضة تصل إلى حد استخدام العنف بدل الحوار السلمي الهادئ .‏ ولا يمكن أن ننسى الدور الكبير في تنمية الحس الديمقراطي وممارسة الديمقراطية كخيار إستراتيجي للشعب العراقي يتم من خلالها تأسيس وبناء الدولة العراقية ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية .‏ من هنا علينا جميعا كتاب ونقاد ومتلقين بأن نقف مع الاعلام الحر والنزيه ونسانده لأنه يمثل أبرز خياراتنا في مشروعنا الثقافي المتمثل ببناء الإنسان العراقي القادر على حماية المكتسبات التي تحققت واستكمال عملية النهوض الشامل في كافة مجالات الحياة والتي تحتاج لإعلام يدعمها ويقف معها .
المدى ... الإعلام الواقعي
نشر في: 4 أغسطس, 2010: 06:20 م