نيويورك/ وكالاتدعا مجلس الأمن الدولي القادة العراقيين الى وضع حد للمأزق السياسي في العراق عبر تشكيل حكومة جامعة بعد خمسة أشهر على الانتخابات التشريعية التي جرت في آذار الماضي. وطلبت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس في بيان من القادة العراقيين "تشكيل حكومة جامعة وتعكس إرادة الشعب العراقي في أسرع وقت ممكن".
وفي تقريره الأخير حول العراق، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة مماثلة الى العراقيين. ودعا العراقيين الى "البرهنة على شعور اكبر بأهمية المسألة والعمل معا للتوصل الى اتفاق من خلال عملية شاملة وبدون مزيد من تأخير جديد بسبب اعتبارات خارجية او داخلية".وحذر بان كي مون من ان التأخير في تشكيل حكومة في بغداد من شأنه ان يغذي "شعورا بعدم الاستقرار في البلاد"، مشيرا الى ان "عناصر معارضة للعملية الانتقالية في العراق قد تحاول استغلال ذلك".وبما ان أي حزب لم يحقق الأغلبية، شكل تحالف كبير بين الحزبين اللذين جاءا في المرتبتين الثانية والثالثة في الاقتراع، ليطغى على حزب علاوي.لكن توترا أصاب التحالف الوطني اثر إعلان الائتلاف الوطني قطع المفاوضات مع ائتلاف دولة القانون.وتزامن هذا المأزق السياسي مع تصاعد اعمال العنف التي يقوم بها متطرفون وأدت أمس الأول الى سقوط 42 قتيلا.كما أفادت أرقام نشرتها وزارات الصحة والداخلية والدفاع الأحد ان تموز كان الشهر الأكثر دموية في العراق منذ أكثر من سنتين وسجل خلاله سقوط 535 قتيلا بينهم 396 مدنيا.وتشير هذه الأرقام الى تصعيد كبير في اعمال العنف بعد نحو خمسة أشهر على الانتخابات بينما تواصل الولايات المتحدة سحب قواتها تدريجيا من البلاد.وبعد ان استمع الى الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق اد ميلكارت، دان مجلس الأمن الدولي الهجمات "الإرهابية" في البلاد. وحذر ميلكارت أعضاء المجلس من ان "التبعات العملية للانسحاب العسكري الأميركي بدأت تؤثر على عمل" بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق التي ينتهي تفويضها يوم غد السبت.وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما في خطاب الاثنين الماضي ان القوات الأميركية المقاتلة ستخرج من العراق بحلول نهاية الشهر "طبقا للوعود وبحسب الجدول المقرر" على الرغم من تصاعد اعمال العنف.وينتشر في العراق حاليا 65 ألف جندي أميركي، وقد أمر اوباما بخفض عديد القوات الى خمسين ألفاً بحلول الأول من أيلول.وقال ميلكارت انه يجري محادثات مع الحكومة العراقية "لضمان ان شروط وجود الأمم المتحدة في المستقبل سيكون على أسس أمينة وقابلة للاستمرار".وأضاف: ان هذا الأمر يتطلب انجاز الاتفاق حول وضع بعثة الأمم المتحدة في العراق وتعزيز القدرات الأمنية والعملاتية الخاصة بالأمم المتحدة في قطاعات الطيران والنقل والبنى التحتية.