اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > محنة الدولة القوية ومأزق العقل

محنة الدولة القوية ومأزق العقل

نشر في: 6 أغسطس, 2010: 05:07 م

علي حسن الفوازكاتب عراقي هل يملك الخطاب العقلي العربي موجهاته الفاعلة في اعادة ضبط تاريخ طويل من اللاعقلانية التي استغرقت مفاهيم عميقة الاثر مثل النص والدولة والمجتمع والامة؟  وهل ادرك مروجو هذا الخطاب ازمات التعاطي مع اشكالات  السياسي  والايديولوجي 
 والثقافـي تلك التي ارتبطت بازمة السلطة العربية؟ وهل تحولت الافكار والتصورات التي بدأنا نقرأها  في العديد  من مدونات وطروحات بعض المفكرين الاسلامويين المعاصرين الى مناطق فاعلة للجدل والتنوير، ام انها اضحت مناطق لانتاج المزيد من الاوهام؟ وهل يمكن ان نجد مخرجات مقبولة لهذا الخطاب وهو يواجه المزيد من الازمات والصراعات، والمزيد من  الاسئلة التي تستغرق ماهو معرفي وانساني واخلاقي؟ وهل يمكن ان نجد ما يضع هذه الاسئلة ازاء المعطيات التي يمكن ان تذهب به بعيدا باتجاه الوقوف عند محنة الدولة التي تتجاذبها سرديات التاريخ ومدوناته  وازمات الايديولوجيا والمرجعيات الفقهية للمدارس الاسلاموية التقليدية؟ لقد تحولت هذه الاسئلة الى مواقف باعثة على الريبة، واضحت الكثير من معطياتها مناطق جدل واحيانا مناطق صراعات دامية بين اقطاب العقلانية واقطاب النقلية ،وبين مريدي المعرفية الواقعية وبين اصحاب المثالية المفرطة، اوبين اصحاب التأويل  واصحاب الجمود النصوصي وغيرها من الثنائيات المتقاطعة. فضلا عن ان تاريخ خطاب العقلانية رغم اهميته ظل في صناعة هذه الاسئلة، ظل بعيدا عن التعاطي مع الازمات المباشرة للدولة ومايتعلق بمفاهيم الحريات والحقوق، لانه انشغل باجراءات بالتعاطي مع مشكلات فكرية هي اقرب للمثالية في مفهومها الفلسفي والمعرفي، خاصة مايتعلق بقيمة العقل المعرفي، وباهمية الفلسفة كسؤال وجودي، وبحقوق الانسان الشرعية والوضعية، ناهيك عن القضية التي اثارت الكثير من الجدل المفرط، وهي  قضية خلق القرآن، والاحكام المتعلقة بها، الا ان هذا الخطاب اصطنع له فضاء صاخبا، ومريدين من الذين انشغلوا بالدرس المعرفي والفلسفي، خاصة من الذين تعرفوا على التراث اليوناني والفارسي والمسيحي، مثلما ارهص لاشكالية مبكرة وهي مايتعلق بنقد النص في سياق فهمه المباشر والظاهر، والذي هو تمهيد لنقد السلطة، ونقد الاستبداد.  تلك الاسئلة الثقافية تؤشر في جوهرها  حقيقة الازمة التي عاشها ويعيشها  تاريخ الثقافة العربية، عبر ازمة مؤسساتها  المعرفية والفقهية، اذ  تحمل هذه الازمة  الكثير من التشوهات التي اصابت بالعدوى تشكلات الجسد الثقافي، والجسد السياسي، فضلا عن انعكاساتها على وضع المعايير  التي من شانها ان تجعل هذا الخطاب العقلاني  بمستوى السؤال الذي يؤشر  في جوهره وعي اشكالات الصراع بين الاتجاه العقلاني التنويري وبين الانماط اللاعقلانية التي اقترنت بانماط هيمنة الايديولوجيات السلطوية، ناهيك عن ان معرفة هذا السؤال، يعني حيازة الوعي النقدي الذي يتلمس بمعطياته الاسئلة الثانوية، لكنها  أكثر اسئلته اثارة في التعاطي مع خطورة تداعيات الازمة /المحنة، وانعكاستها على صناعة مشروع الدولة  المعاصرة الكافلة للحقوق والحريات ونظام الرفاهية والمعيش،  والذي ينحني على مواجهة  فاعلة لكل المجالات الخلافية التي عاشتها الدولة القديمة، والتي لم تكن الاّ دولة للعصبية  كما وصفها ابن خلدون، دولة للجبرية وللقوة المفرطة، والتي تحولت فيها مؤسسة العقل الى(صندوق) لحفظ النمط  وتكريسه او سياق فقهي يبرر الحاكمية عبر شروط وقياسات الفقه التقليدي. خاصة اذا افتقد العقل النظري  اية مرجعيات اجرائية تستند الى اصول(العقل الموضوعي) سوى ماتقترحه النظرية ذاتها من دواع تتخلى  عن البواعث التي تفترضها  ضرورات استنبات ماهو اشكالوي في الوعي،  وماهو نظري ينبغي ان يعزز في  الفلسفات والجدل والتصورات الفكرية، وما يمكن ان تؤثره على معطيات الفاعلية السياسية والثقافية،  والتي تنعكس دائما في السياقات  القرائية التي تداولنا  نماذجها  المعروفة في التاريخ بدءا من النموذج  الافلاطوني  وانتهاء بالانكشاف على الكثير من نماذج العصور الوسيطة التي اثارت الكثير من الجدل حول العقلانية، وحول الحاكمية، وحول الايمان، وعن العلاقة الاشكالية مابين العقل والحاكمية، والعقل والايمان، فضلا عن  الاشتغالات حول الجدل الفلسفي  وطروحات التصور الصوفي في مواجهة النمط الاشعري لمفهوم الفقه، والتفسير، ناهيك عن مايتعلق بادراك المعقولات الحاصلة عبر ما اشاعت له  الاثار العلومية التي اقترنت بالتثاقفات الفاعلة،  والتي استدعت اعادة قراءة الكثير من شروحات ماعلق بالتراث اليوناني والبيزنطيني والهرمسي، واستقراء كل الاشكالات الفلسفية بين الشرق والغرب او بين الاسلام والمسيحية والتي جسدها بشكل عميق ابن رشد  في قراءة معطيات  التجربة والاحساس والتخيل والتي تحول الى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram