TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (كال له:عمي خبزك طيب .. كال له من كرد عمك)

هواء فـي شبك: (كال له:عمي خبزك طيب .. كال له من كرد عمك)

نشر في: 7 أغسطس, 2010: 08:57 م

 عبدالله السكوتيوهذا المثل يضرب للرجل يتساهل في بعض الامور، ويعين الناس بمايقدر عليه، فيطمع الناس في ماعنده من عون، وبمايبدي من مساعدة، وفي هذا يحكى ان رجلا كان على سفر، فنزل ضيفا على رجل كان يسكن في احد الاحياء، وكان مملقا ضعيف الحال، ولما رأى الضيف حل بساحته اخرج بعض رغفان الخبز، كان يحتفظ بها له ولولده، فراح الضيف يأكل رغفان الخبز بشهية عجيبة،
 وشراهة حتى اتى عليها جميعها والرجل ينظر اليه ولايستطيع الكلام، عندها التفت الضيف الى رب البيت وقال :(عمي خبزك طيب، فرد عليه رب البيت:من كرد عمك)، والكرد هنا سوء الحظ، اي ان الخبز كان طيبا لسوء حظ صاحبه وشقائه، اذ لو لم يكن طيبا لما اكله الضيف كله . والعراق ليس مملقا ولافقيرا ولكن خبزه طيب، ولذا نرى توثب شركات الاستثمار، وانتظارها الذي طال، فكان لزاما ان يكون الاستثمار احدى نقاط الربح في تنافس الكتل على بناء دولة قوية ، والاستثمار الحقيقي هو ما يدعو الى تكوين اصول انتاجية، ليؤسس بعد ذلك الى استخدام المكننة وتشغيل الايدي العاملة من البلد المستثمر فيه، ولكن في ايامنا هذه يلعب الاستثمار المالي دورا كبيرا، ماحدى برجال السياسة للمناداة ان مرشح كتلتهم او مرشح القائمة الفلانية يمتلك علاقات اقتصادية جيدة مع المحيط العربي ، وبالتالي فان مسألة الاستثمار في عهده القريب ستكون قاب قوسين او ادنى؛ مشاريع الاهداف التي يتقدم بها رؤساء القوائم او الكتل، لاتلبث ان تتبدد على صخرة الواقع الامني المزري  كما يصوره البعض، وانا على يقين ان الشركات العربية والاجنبية تطمح جميعها للاستثمار في العراق، واستقدام هذه الشركات ليست منقبة تحسب لفلان وفلان. ومع هذا الذي حدث ومع الاجواء السياسية غير المستقرة والملبدة والدعوات التي جعلت من قضية تشكيل الحكومة (ازمة دولية ) تتناوب الدول والشخصيات السياسية الدعوات الى تدويلها ووضعها في برنامج مجلس الامن، مايزال هناك الكثير من الوقت لتشكيل الحكومة، اما ماجاء بشأن الاستثمار اساسا  فهوموجود فقد خطت الحكومة خطوات جادة في هذا المضمار ولكن النقل غير الحقيقي والمبالغ فيه من قبل بعض وسائل الاعلام جعل الكثير من الشركات تتخوف في وضع اموالها الطائلة ومعداتها الحديثة للاستثمار في داخل بلد كما يعبرون تتقاذفه امواج كثيرة دولية ومحلية،  في حين بات  الاستثمار  احد مميزات الدولة المستقرة القوية والتي تستطيع عبر هذه القوة بسط نفوذها اقليميا والسيطرة على الامن مايؤدي الى ثقة الشركات ومن ثم قدومها الى العراق، لكننا نقول ان خبز (عمنا) طيب وهذا من سوء حظه ، اذ لو لم يكن كذلك لما تهافت عليه المتهافتون، وهو بعد حتى هذه اللحظة يحلم بحياة اقلها الاستقرار والطمأنينة بعيدا عن البذخ الذي يحياه الاخرون. لم يزل خبز العراق طيبا وماتزال العافية تملؤه على الرغم مما مر من ظرف قاهر وبالرغم مما اثير ويثار بشأن وضعه الامني، وهذا الذي اقوله يعرفه من سافر خارج العراق ويرى نظرات الاستغراب لدى الكثيرين هناك من مجرد التفكير بالسفر الى العراق، لقد صوروا الامر غاية في الصعوبة وان الحياة هنا مستحيلة وهذه من المغالطات التي ساهمت كثيرا في عزلة العراق وزيادة التشويش على وضعه الحقيقي الذي لايخلو من توترات سياسية وواقع امني يتميز بالهشاشة بعض الشيء ، لكنه لم يصل الى ما يثار حوله في الدول الاخرى، ليبقى خبزه طيبا وشعبه كذلك، والاستثمار فيه لايمثل خسارة لاحد، والدعوة الى الاستثمار تبقى دعوة لان الجميع يريد ذلك والشركات تتنافس فلاداعي ان نعتبرها سبقا سياسيا من اجله نرفع من شأن هذا ونحط من شأن ذاك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram