TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: حقوق وواجبات

كردستانيات: حقوق وواجبات

نشر في: 8 أغسطس, 2010: 05:33 م

وديع غزوانمنذ تطور المجتمعات الانسانية ونشوء مفهوم الدولة المدنية، كان الصراع يدور بشأن الحقوق التي من حق افراد المجتمع ممارستها بحرية من دون قيد، وواجباتهم في الالتزام بالقانون والحرص على احترام الانظمة والتعليمات التي تصدرها الحكومة التي ارتضى الافراد طواعية التنازل لها عن جزء من حقوقهم لكي تمارس دورها في عملية تنظيم المجتمع.
 وبغض النظر عن النظريات الاجتماعية بشأن هذا الموضوع، فان المتفق عليه بشكل عام ان هنالك حدوداً ًللحريات وان على المواطن الحريص على التمسك بحقوقه، الالتزام بواجبات تختلف من دولة الى اخرى بحسب النظام السائد. في  العراق، بل في الواقع العربي بشكل عام، اصاب معادلة الحقوق والواجبات الكثير من الاختلال، بعضها يرتبط بالموروث الثقافي والفكري، الذي حكم هذه العلاقة، التي كانت في مختلف عصور الحكم التي اعقبت الخلافة الراشدة محل نقاش ونزاع مطول بين الحكام والعلماء الذين لم يبيعوا دينهم بدنياهم فانحازوا لقيم السماء التي تمجد الانسان،من خلال المحافظة على حريته وكرامته، المرتبطة بمسؤولية الدولة عن ابرز جوانبها المتمثلة بالامن والتوزيع العادل لثروات الامة، المبتلاة في اغلب حقبها التاريخية بحكام سخروا السلطة  لتحقيق مآربهم دون سواها، وامتهنت حقوق المواطن والاوطان على حد سواء. وظل هذا الوضع في العراق، سمة العلاقة بين اغلبية مسحوقة ومحرومة من ابسط حقوقها، وفئة حاكمة استحوذت على كل شيء. ولأن الموضوع يحتاج الى دراسة مطولة ليس هنا مجالها، سنكتفي بهذا العرض السريع والموجز لواقع المواطن العراقي، للتأكيد على احد اهم اسباب تلهفه لما حدث من تغيير في نيسان 2003، وتعشطه الى استعادة حق ضاع منه منذ سنوات طويلة تحت ذرائع ونظريات سلبته ابسط حقوقه وهي التمتع بجزء من ثروته حاله حال بقية خلق الله، ناهيك عن حرمانه من حرية التعبير عن ابسط حقوقه وهي الاحتجاج على ما يلاقيه من امتهان لحقوقه. وما عقد الموقف اكثر هو حالة التعثر التي غطت ساحة العمل السياسي  وعجز اغلب القوى السياسية عن الاتفاق على ستراتيجية عمل لسنوات ما بعد 2003، وانشغالها عن هدف بناء نموذج عراقي سليم بمصالح وامتيازات ضيقة وآنية. واذا قربنا من الخاص اكثر، يمكن القول ان ازمة تشكيل الحكومة التي نعيشها حالياً، لاتنفصل عن مجمل تراكمات وعقد السنوات الماضية بكل مآسيها التي يبدو انها ما زالت تعشش في عقولنا وتطغى على اساليب عملنا وحكمت  بفشلنا في تجاوزها.في إقليم كردستان الوضع يختلف قليلاً، حيث عملوا منذ 1992 على تجاوز شيء من عقد الماضي بكل آلامه وعذاباته، من اجل المستقبل. واعتزازاً بهذه الروحية يقول رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في رسالة الشكر الجوابية التي بعثها الى الرئيس طالباني بمناسبة الذكرى 27 لتغييب البارزانيين (إن عظمة شعب كردستان تبرز في انه بالرغم من كل تلك المآسي لم يفكر بالانتقام، بل اختار التسامح، لذا من الجدير أن يأخذ من هذا السلوك القويم لشعب كردستان انموذجا ومثالا للعالم أجمع) ويشير الى إن خير جواب للاوساط التي ما زالت لا تقدرتضحيات هذا الشعب   هو(حماية قوة و وحدة صف الشعب الكردستاني وتثبيت أسس التعايش وتقديم خدمات أكثر الى عوائل وذوي المؤنفلين، وكذلك حماية المكتسبات التي تحققت بدماء شهداء الكرد وكردستان ونضال البيشمركة الأبطال.)فما أحرانا ونحن الاقرب الى هذا الشعب الاستفادة من تجربته؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram