TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > بصمة الحقيقة: أول الغيث .. قطر

بصمة الحقيقة: أول الغيث .. قطر

نشر في: 9 أغسطس, 2010: 06:22 م

 طه كمــرلا يختلف اثنان على ان فريق الزوراء في الآونة الأخيرة لم يكن بمستواه المعهود الذي رسم من خلال مسيرته الطويلة خطأ انتهجته النوارس على مر السنين وحلقت من خلاله عالياً في سماء عراقنا الحبيب وتغنت بأدائه الجميل جماهيره سواء في داخل أو خارج العراق لا سيما انه يمتلك اكبر قاعدة جماهيرية، وما يشد الانظار اليه هو ذلك الثبات في مستوى الأداء بالرغم من تعاقب الكثير من المدربين
 والهيئات الادارية عليه وكذلك اللاعبين الذين يتبدلون كل موسم الا ان ذلك لم يغير من طريقة لعب النوارس التي يطرب لها الكثير من عشاق الكرة .ما لفت أنظارنا ان الموسم الماضي ظهر الزوراء فيه بمستوى بعيد جدا عما معروف به هذا الفريق وتفاقمت المشاكل الادارية والتدريبية عليه خصوصا من الناحية المادية التي جعلت أبناء النادي الذين نشأوا وترعرعوا داخل أروقة هذا العش الجميل لسنين طوال يهجرون عشهم بحثا عن مأوى يضمن لهم سبل العيش الرغيد وسط معترك الحياة الصعب مابين توفير وسائل الراحة من ماء وكهرباء والخدمات الاخرى، فشاهدنا كيف عصفت بالنوارس ريح عاتية هوجاء جعلتهم يتشتتون بعيدا عن بيتهم الجميل الذي طرزته سواعد أبناء النادي البررة أمثال فلاح حسن وعلي كاظم وحساني علوان وعدنان حمد ورائد خليل ومحمد حمزة ومحمد جاسم وعبد الامير ناجي ونجم العراق احمد راضي، لكن ما بين ليلة وضحاها وجدنا هذا العش الجميل تحول الى أطلال يقف عندها محبو النادي يرثون حالهم ويمنون أنفسهم بالعودة الى أيام زمان، فكل الامور تشير الى ان ضبابية تسود طريقهم من خلال التقاطعات والتجاذبات مابين اعضاء ادارة النادي ورئيسه سلام هاشم وكانت نتائجها هروب لاعبي النادي صوب الاندية الاخرى بحثا عن ايجاد أنفسهم وصورتهم الحقيقية فالميزانية خاوية والاجواء حزينة والنتائج لا تبشر بخير لاسيما عند بداية الموسم الحالي تعثر الزورائيون أول المشوار لكن نخوة أبناء النادي جاءت لمحبيه ببشائر الخير فعاد حيدر محمود وعصام حمد وغيرها ولملموا الاوراق المبعثرة وحاولوا اكمال المسيرة بصمت وتركيز عال لتأتي النتائج ملبية لطموح محبي النوارس وحققوا طفرة نوعية من خلال عملهم الجدي وتفانيهم واخلاصهم حيث نقلوا الفريق من المركز الثامن الى المركز الرابع بجدارة مستحقة وهذا يعد انجازا بحد ذاته ليتأهلوا الى دوري النخبة بعد ان كان صعب المنال .واليوم نرى الزوراء بحلة جديدة وأداء مختلف تماما ليبهر الجميع بذلك المستوى العالي الذي ظهر به لاعبوه الذين على ما يبدو ان الوضع النفسي لهم قد استقر نتيجة عودة الأب الروحي للنوارس بعد ان اختطفته الغربة وكادت تنسينا ثعلب الكرة العراقية اللاعب والمدرب الكبير فلاح حسن الذي خدم هذا الصرح الكبير لاعبا ومدربا بمهارته وكفاءته التدريبية واخلاقه العالية وحرصه واخلاصه للعراق ليدخل اليوم بيته الاثير وهو رئيس لإدارته لينتشله من الضياع ويعيد ترتيب أوراقه مجددا. وما شاهدناه خلال دوري النخبة خير دليل على وجود هذا العملاق الكبير الذي أضفى بوجوده ثقة عالية للاعبي فريقه الذي انتزع الفوز من فريقي الطلبة والصناعة وكان الاقرب للفوز على بغداد ليصبح مرشحا ساخنا لخطف اللقب. فهنيئا للزورائيين هذا الانجاز ومبارك لهم هذه الفورة الكبيرة ومبارك لنا جميعا عودة رياضيينا الكبار الذين أعادتهم غيرتهم وضمائرهم الى أرض الوطن حاملين معهم أفكارا تجسدت على أرض الواقع فبهم سنضاهي بقية البلدان التي سبقتنا بتطورها وانجازاتها فأول الغيث قطر وسيكون المستقبل مشرقاً بإذن الله .Taha_gumer@yahoo.com 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram