عدوية الهلالييرى الكاتب رينيه فاليه ان المرء يصبح شاعرا حين يكون على ساحل البحرويمارس الصيد اذ يعثـر هناك على متع طفولية وسعادة مفقودة ..لااحد ينكر ان سواحل البحار لها سحرها في الصيف لكن لرينيه فاليه فلسفته الخاصة بهذا الخصوص والتي ضمنها كتابه ( اقدام في الماء )
 الذي يشبه قصيدة غنائية لحلاوة النص وطلاوته وسهولة معانية وسلاسة اسلوبه فهو يقود القاريء الى الشاطيء حيث لباس البحر والأحذية الخفيفة وشبكة الصيد وقصباته وبكراته ..ويسرد كل ذلك عبر نثر جميل تختلط فيه السخرية بالحزن وبعبارات عذبة تذكرنا بروح رامبو فتصبح مثل حمام صيفي منعش للقاريء.ويرى فاليه ايضا ان الصيد ليس عبثا كما يراه الناس بل هو افضل ذريعة ليتواجد المرء على حافة النهر اوشاطيء البحر او يرتمي في احضان الماء بينما تحيط به النباتات المائية وعندها يختلف احساسه بالاشياء وقد يصبح شاعرا.يصف فاليه في روايته كيف يستيقظ الصياد قبل الفجر فيشرب قهوته ويهيء الطعم وقصبات الصيد وشباكه ويصبح ملك العالم الذي مايزال يغط في النوم!بعدها يذهب ليكمن في مواضع الصيد متسلحا بالصبر وكانه ذاهب لمواجهة الحوت الشهير موبي ديك ...وتصبح حالة الانتظار التي يعيشها صياد السمك احيانا ذات سمة ماساوية ..فاذا اخفق في صيد سمكة ناضلت طويلا لتتفادى الوقوع في شبكته فكانه اخفق في حياته كلها اما اذا امسك بسمكة كبيرة فهو يشعر بعذابها ويتالم كلما زاد اختناقها بفعل نقص الهواء الذي تتنفسه بل يشعر بحبه لها رغم انها اصبحت فريسته ...الصياد انسان عاطفي اذن وليس قاتلا بالمعنى المفهوم !! انه يعشق الماء ويشعر احيانا وكان النهر هو زوجته الخصبة والمليئة بالوعود ..يقول فاليه على لسان بطل الرواية :"لم اشعر بالسام ابدا ..لكني ساضجر في تلك اللحظة ..حين لايكون الماء حولي ..انثاي المفضلة ..فلاتداعب برودته ساقي ولااشعر بطهارته ..عندما اشعر بالسعادة وباسمى درجات اللذة ..انها متعة الحياة ."ويصف فاليه ايضا كيف يشعر الصياد حين يصيد سمكته الاولى فهي تشبه ابنته الاولى ولن ينساها مطلقا ..الصيد بالنسبة لفاليه هو شيء يكتب عنه ويعيشه معا وعندما تقرا له ستشعرمعه انك ليس على حافة البحر فقط بل على حافة الفردوس وستضحك معه من مغامراته وسترى الجرح في وجنته والذي سببته رمية غير موفقة للصنارة ...انه يشعر بمتع الطفولة وينتشله الماء من اعماق الحزن وتلح عليه فكرة ان الموت سيقتلعه ذات يوم من هذه السعادة الارضية مثل سمكة صغيرة لكنه مازال يتذوق الحياة على اية حال لأنه يدرك انها تجري بسرعة...صدرت رواية ( اقدام في الماء ) التي تقع في 108 صفحة لرينيه فاليه مؤخرا عن دار لوشيرش ميدي الفرنسية للنشر..