TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (آنه اعدد وانتي كومي فلفسي )

هواء فـي شبك: (آنه اعدد وانتي كومي فلفسي )

نشر في: 9 أغسطس, 2010: 09:27 م

 عبدالله السكوتيوكومي تعني قومي، بينما فلفسي تعني التفتيش والتحري، واصل هذا المثل فيما زعموا ان بعض دوارج الارض وهوامها، من نحو (ابوبريص، وام سبعه وسبعين)، مات لها عزيز، فجاءت اثنتان من زميلاتها للعزاء، ولكنهما كانتا تنويان السرقة، فاتفقتا على ان تعدد احداهما (اي تندب وتنعى بلحن شجي)، وبينما يكون القوم منشغلين بالبكاء والنحيب تقوم الاخرى بالتفتيش والبحث في حوائج البيت عما عسى ان يصلح للنهب والسرقة، فقالت احداهما للاخرى:( آنه اعدد وانتي كومي فلفسي).
ولان الشعب العراقي منشغل بعزائه الذي طال، لعدم تشكيل الحكومة، ولوجود الحيرة التي يرجح بعض السياسيين انها ستطول، تقوم القاعدة واشباهها بتنفيذ مآربها لانشغال القوم بالازمة الحالية، ويقوم معها بعض الذين يستغلون الظروف غير الطبيعية، وبعضهم يعد العدة لحين اكتمال انسحاب القوات القتالية الاميركية من العراق، ويتكلم عن حواسم ثانية، يثري من خلالها ثانية، بل ان هناك من هاجر خارج العراق ليقوم بغسل اموال السرقة، عاد ثانية بانتظار الفرصة السانحة، اما عموم الشعب فهو متفرج وكأن الامر لايعنيه. وهذا الامر مرهون بحنكة السياسيين، الذين يعلمون ان الوطن لم يتعاف بعد، وهو احوج مايكون الى الاصطفافات الوطنية، والى تقوية اللحمة بين ابناء الشعب والشروع بتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية ومصلحة الكتلة او القائمة، كي لانعطي فرصة لدوارج وهوام الارض ان تسرقنا ثانية وتقتل وتعيث في الارض فسادا، ولانأخذ الامور على ظواهرها لان هناك من يبكي ويتباكى ويعدد واتفق مع اخرين للفلفسة وخلط الاوراق والتنقيب عن الثمين الثمين من الثروات، لوضعها في جيبه ويكون قد حقق هدفه تحت انظارنا وبحسب القانون ايضا. وحواسم هذه المرة ستعطي العصابات زخما وقوة وهي اخطر من سابقتها، اذ انها ستفقد الشعب ثقته بكل شيء ولن يصدق احدا بعد الان مايؤدي الى انهيار صناديق الاقتراع وتحويلها الى تحميل (الطماطه او الخيار )، في حين يتكلم البعض عن الفراغ الدستوري، ونحن ننتقل بسرعة خاطفة الى احوال ماقبل صياغة الدستور، وتناسى المتكلم ان الفراغ الامني والسياسي اخطر بكثير، فلطالما تعطل الدستور في بلدان كثيرة اثناء نشوب الازمات، فيصار الى تجميده لفترة من الزمن، ومن ثم العودة اليه بعد اخماد الفتن او الخروج من الازمات، حيث اعطوا لهذا الحال اسما يليق به هو (اعلان الاحكام العرفية )، وكلنا يعلم ان الامن تراجع سريعا، في حين بان التصدع وانفصمت عرى كثير من التحالفات والائتلافات ؛ وفي لقاء تلفزيوني مع احد السياسيين الكبار، رجح هذا السياسي ان تشكيل الحكومة سيأخذ وقتا طويلا، ربما امتد الى سنة اخرى، وهذا التأخير مع عدم استقلالية القوات الامنية، وولاءاتها لمختلف القوى المتنازعة سيؤدي بالضرورة الى طمع القاعدة واعوانها والعصابات بالفراغ الحاصل وسيوقظ الكثير من النائمين وعودة اليائسين الذين غادروا العراق بعد استتباب الامن فيه والضربات المتسارعة التي تلقتها القاعدة في الشهور السابقة والتي افقدتها السيطرة تماما، اضف الى ذلك الاداء المتميز للقوات الامنية العراقية التي اذهلت المراقبين، ولكن للاسف وكما يقولون : (الحمى تأتي من الرجلين )، مايعني ان تقصير السياسيين اسس لعودة العنف، في حين اعطت القوات الامنية دماء زكية، ومع هذه العودة اللامحمودة فان الحزن يعتصر النفوس للانجاز الامني الكبير والذي كان من المفترض ان يعطي القوات زخما جديدا للسير الى الامام، ومع هذا  فنحن نقول كما قال الشاعر وهو حائر بين امرين  وهو يشابه مايمر به الشعب العراقي: قومي هموا قتلوا اميم اخي         فلان رميت اصابني سهمي ولان صفحت لاصفحن جللا     ولان سطوت لاوهنن عظمي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram