TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > القاصة ليديا ديفز: أسلوبي رد فعل على جمل بروست الطوال

القاصة ليديا ديفز: أسلوبي رد فعل على جمل بروست الطوال

نشر في: 10 أغسطس, 2010: 05:20 م

ترجمة: نجاح الجبيليمعروف عن ليديا ديفز كتابتها القطع الصغيرة التي أحياناً تكون عبارة عن جملة طويلة. وهنا توضح لوليم سكدلسكي من صحيفة الأوبزرفر السبب بأنها لا تتوقف عن إطلاق صفة القصص عليها. ليديا ديفز كاتبة قصة قصيرة أميركية يعيد عملها تعريف معنى الإيجاز.
 وبينما تمتاز بضعة قصص كونها ذات طول تقليدي إلا أن معظمها يتراوح من صفحة إلى ثلاث صفحات والعديد منها أقصر وتشغل في الأقل فقرة أو جملة. هنا مثلاً واحدة من أشهر قصص ديفز وهي "نفي مزدوج". في نقطة محددة من حياتها تدرك أنها لا ترغب كثيراً أن تنجب طفلاً بقدر ما أنها لا تريد أن يكون لها طفل أو يجب عليها أن تملك طفلا.( إن معنى "نفي مزدوج" هي عبارة تحتوي على جملتين منفيتيِن-م).وهنا من مجموعتها عام 2007 " تشكيلات الإزعاج" قصة "فكرة فيلم وثائقي قصير":"ممثلو مصنّعي المنتجات الغذائية المختلفة يحاولون أن يفتحوا رزمهم الخاصة"وكما توحي هذه الأمثلة تظهر قصص ديفز أحياناً في أن تكون أكبر قليلاً من لقطات فوتوغرافية للفكرة ومسجلات للتسلية السريعة، كعائق أو إشراقً. إن قصصها تنقصها ما نتوقعه من القصة – إطار الحدث، السرد الثابت والشخصيات بأسمائها- فمن المغري أن نشك إن كانت كلمة "القصة" هي الوصف الصحيح لها. إلا يمكن أن يكون وصفا "انعكاس فلسفي" أو "قصيدة نثر" مناسباً؟ حين أسأل ديفز – وهي تتكلم من بيتها في شمال نيويورك- توضح بأنها بينما يمكن أن تفهم السبب في أن عملها يجذب مختلف الوصفات فهي سعيدة أن تلصق بها صفة "القصة". تقول:" حين بدأت أولاً أكتب بجدّ كتبت قصصاً قصيرة كنت أنزعج من القول في كل مرة:" أخمن أن ما كتبته هو قصيدة نثر أو تأمل" وكنت أشعر بأني مقيدة في محاولة وضع وصفة لكل عمل فردي، لهذا فمن الأسهل ببساطة إطلاق صفة القصص على كل شيء".إضافة إلى أن ديفز تضيف – وهذا شيء حاسم- أنه حتى لو أن قصصها لا تظهر أنها تحكي أي نوع من القصص إلا أن هناك عادة واحدة تحوم في الخلفية. تقول:" حتى لو أن الأمر يتعلق بسطر أو سطرين فهناك دائماً قطعة صغيرة فيها سرد و يمكن للقارئ أن يرفضها وأن يتصور سرداً أكبر. اعتقد إنه طالما أن هناك شيئاً من السرد أو مجرد موقف فأستطيع أن أسميها قصصاً ".دافيز التي تبلغ الثالثة والستين نشرت أول مجموعة لها عام 1976 ( في الوقت الذي كانت فيه زوجة لبول أوستر) واستمرت في إكمال خمس مجاميع قصصية ورواية بعنوان" نهاية القصة". كذلك ترجمت الأدب الفرنسي وقضت زمناً تصارع "بروست" التي تلقي عليه المسؤولية في تحولها إلى الإيجاز. تقول مستذكرة:" بدأت أكتب قصصاً من جملة واحدة حين كنت أترجم رواية "طريق سوان" هناك سببان. لم أكن أملك تقريباً الوقت كي أنجز كتابتي لكني لم أرغب بالتوقف. وكان ذلك رد فعل على جمل بروست الطوال. الطول الشديد لفكرة له لم تجعلني أتراجع بالضبط- كنت أحب العمل عليه- لكنها جعلتني أرغب أن أرى كيف أن قطعة قصيرة من القصص يمكن أن تحوز الإشارة إليها لا مجرد نكتة مجانية".أحياناً توصف ديفز بأنها "كاتبة الكاتب" – مختصر للقول أنها بالكاد يقرأها أحد. لكن ذلك الوصف بدأ يتغير. حين ظهرت "قصصها المجموعة" في الولايات المتحدة السنة الماضية استقبلت بنوع من الترحيب المدخر عادة لأبطال التيار السائد. فقد قام الناقد "جميس وود" من مجلة "نيويوركر" بمراجعة حماسية لها ودعاها "جوناثان فرانزن "ساحرة الوعي الذاتي". وهذا الشهر نشر الكتاب في المملكة المتحدة. وكان مفاجأة. كانت قصص ديفز تقرأ بصورة أفضل لا الواحدة بمعزل عن الأخرى بل سوية؛ كلما قرأتها أكثر قدرت أفكارها الفريدة. كل الأدب الجيد يلبي مطالب قرائه  ولكن ديفز فريدة من نوعها في عدد من الفراغات التي تتركها لنا كي نملأها. الأمور الأساسية مثل هوية سارد القصة وعلاقته بالشخصيات الأخرى تكون في غالب الأحيان غير واضحة تماماً. قبل أن نبدأ في محاولة " فهم" قصصها يجب أن نقبل أننا ربما لن نعرف الجواب على مثل هذه الأمور.الأمر المهم الآخر حول قصص ديفز – التي تحتاج إلى وقت لتذوقها- هي هزلها. من فنتازيا الانتقام الملتوية في قصة "فكرة لفيلم وثائقي قصير" حتى القطعة السريالية العجيبة "سباق الدراجات النارية المريضة" التي تتخيل سباق للدراجات النارية إذ يتوجب على الدراجة  أن تمشي ببطء ما أمكن فإن سخرية ديفز من النوع التي تجعلك تضحك وتفكر في وقت واحد. أعمالها – مثل كافكا- التي تنسب إليه تأثيرها الكبير عليها- هي تحري شبه هزلي وتراجيدي عن غرابة الوجود. إنها كتابة تجريبية في أفضلها. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram