يقال ان فلاحا من أهلنا البسطاء تقدم إلى مدير الناحية، حيث يسكن هو، شاكيا عسر حاله وحال عياله، وكان لابد له من المرور قبل ذلك بحلقة ( العرضحالجي) حيث يجب ان يدبج له طلبا يتناسب وحجم مصائبه وشكواه، وافترش فلاحنا البسيط تراب الأرض أمام (مكتب العرضحالجي)
المقام عادة في الهواء الطلق، وراح يسرد له ما جثم على صدره من شجون وأحزان، فيما صاحبنا مستغرق متحمس يكتب ويكتب، وبعد وقت سأل العرضحالجي الفلاح: هل انتهيت؟ أجابه الفلاح: لن تكفي أشهر وأسابيع لأنتهي من سرد كل مصائبي.. ولكن كفى إلى هذا الحد.. وأضاف الفلاح: ولكن اقرأ لي ما كتبت، واستجاب العرضحالجي لطلبه، واخذ يقرأ ويقرأ، ومع تتالي الجمل على سمع الفلاح، راح يتصاعد وجده ويتهدج صوته ويعلو نواحه واخذ يهيل التراب على هامة رأسه، ولما سأله العرضحالجي: ماذا دهاك؟ اجابه الفلاح بلهجته الجنوبية الموجعة (يا يابه يابويه .. كل هذا سادي علي وبعدني عدل؟)ونحن هنا في(شؤون الناس) اشبه بحال العرضحالجي إلى حد ما، نتضامن مع مصائب الفقراء والبسطاء، ونطالب معهم بحقوقهم، لعلنا نحظى بمن يسمع ويجيب..المحرر
انتباه
نشر في: 10 أغسطس, 2010: 05:38 م