صبيح الحافظباحثفي العالم العربي تصدر عشرات المجلات بمختلف أشكالها ومسمياتها ، ففي مصر مجلة الهلال وهي من أقدم المجلات في الوطن العربي وكانت تصدر من مؤسسة الهلال التي أنشأها جرجي زيدان ومجلة المختار والمصور وأخر ساعة وطبيبك وكتابي لحلمي مراد وغيرها ، لا يسعني المجال لتعدادها وفي العراق أيضاً صدرت أعداد من المجلات منها مجلة الرواد ومجلة الحكمة وهي تصدر من مؤسسة بيت الحكمة ومجلة الأقلام ومجلة المعلم الجديد وغيرها
والمجلات الحديثة التي صدرت في العراق الجديد منها مجلة (المدى) التي تصدرها مؤسسة دار المدى للصحافة والنشر ومجلة الإسلام والديمقراطية وتصدرها منظمة الإسلام والديمقراطية ومجلة أوراق عراقية ويصدرها مركز الفجر للدراسات والبحوث العراقية وغيرها.كل هذه المجلات يطلق عليها بالدورية ويعني انها تصدر في مواعيد منتظمة ثابته كأن تكون شهرية او نصف شهرية أو أسبوعية او فصلية والى غير ذلك .والدوريات بصورة عامة تختلف عن الكتاب والتقارير في الشكل والنوع وتاريخ الصدور ، ولكن هناك دوريات متخصصة في الأبحاث العلمية والتطبيقية وهي التي نبحثها في موضوعنا هذا.منذ ان صدرت الدوريات وهي تحتل المكانة الأولى في قمة قائمة مصادر المعلومات وهذه المكانة اكتسبتها من انها مصدراً للمعلومات والأفكار الأكثر حداثة من الكتاب والتقارير وغيرها من المصادر الأولى. المهم ان الدوريات تعتبر مصدر معلومات حديثة متجددة دوماً باعتبارها الأوعية التي تستطيع ان تحمل بحكم ظروف نشرها ودوريتها المنتظمة غالباً ما يمكن ان يكون الباحث قد وصل اليه او مازال يفترضه ويفكر فيه ويريد أثباته، وهي أيضاً بحكم هذه الظروف تواكب الأبحاث العلمية والتطبيقية ، كما تواكب الأحداث اليومية أولاً بأول وخطوة بخطوة ، ولذلك فهي إلى جانب مهمتها في الإعلام العلمي مصدر هام من مصادر التاريخ سواء في ذلك التاريخ السياسي والاجتماعي او تاريخ العلم.ثم ان الدوريات كأوعية لمقالات متعددة ومتنوعة حتى ولو كانت دوريات متخصصة ليست لها هذه الوحدة الموضوعية التي للكتاب الذي يكشف عنوانه الى حد ما ، ذلك ان دورية في الهندسة المعمارية مثلاً قد تحتوي على مقالات في تخطيط المدن وأخرى عن مواد البناء او مادة واحدة من هذه المواد كحديد التسليح مثلاً او نوع من الطابوق الجديد كالثرمستون السمنتي، وقد يكون فيها مقال ثالث عن الإضاءة الحديثة او التكييف المركزي ...الخ .. ومن الطبيعي ان يأتي العدد الثاني لهذه الدورية بمقالات أخرى بعضها قد يتناول موضوعات عالجها العدد الأول في نشرها وبعضها قد يكون مجرد حلقة من موضوع بدأ فيه العدد الاول ثم تلاه العدد الثاني وسوف يستمر نشر باقي الحلقات في أعداد أخرى متتابعة او غير متتابعة وبعضها الآخر قد يكون جديداً وينشر لأول مرة . ومع كل هذه التغييرات فان عنوان الأعداد المتتابعة للدورية واحد ، ونادراً ما يتغير ، واذا تغير فالغموض يكون اكثر وقد يكون عنوان الدورية يشير عن مجالها الموضوعي بعض الشيء وأحياناً لا يشير العنوان كثيراً عن ذلك وقد نجد دورية يظن من عنوانها او المجال او المجالات الموضوعية التي تغلب على سياسة نشرها أنها غير مختصة بالعمارة مثلاً فتنشر مقالاً او أكثر في الموضوعات التي يعرف أنها من اختصاص العمارة فدورية عن الصناعة مثلاً يمكن ان تنشر مقالاً او أكثر عن صناعة او أكثر من مواد البناء ودورية في مجال التجارة والاقتصاد مثلاً يمكن ان تفعل نفس الشيء ودورية الفنون الجميلة يمكن ان يوجد فيها مقال او أكثر في الديكور الداخلي للمنزل.وهكذا ناهيك عما هناك من فيض معرفة وتنوع واسع وتغيير سريع في الدوريات العامة والصحف اليومية.
أهمية الدوريات فـي الأبحاث العلمية والتطبيقية
نشر في: 11 أغسطس, 2010: 06:21 م