اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الحديث عن مشاريع ضخمة والمواطن مازال يعتمد على "الحرامي " وابو الغيرة

الحديث عن مشاريع ضخمة والمواطن مازال يعتمد على "الحرامي " وابو الغيرة

نشر في: 11 أغسطس, 2010: 06:28 م

وائل نعمة  تصوير / احمد عبد اللهخطوات بطيئة وبصوت خفيض،قدم تسير على اطرافها تنزل السلالم بهدوء كي لاتلفت انتباه احد، وصلت الى اسفل السلم توقفت امام مجموعة من الانابيب والخراطيم المتشابكة، بعدها صدر صوت يتحشرج ويرن في داخل الانابيب الواصلة الى اعلى البناية، اطمأن على تدفق الماء ومسح العرق من على جبينه وقال " اخيرا جاء الماء".
السرقة هي ان تاخذ ماهو ليس حقك، ولكن في يومنا هذا قد تختلط الامور، فقد تسرق ماهو من حقك وقد تاخذ ماهو من حقك وتعتبر سارقا! الامر محير! المياه الصالحة للشرب "لو صح التعبير " تعد من ابسط حقوق المواطن في بلده ولايمكن ان تصبح ورقة ضغط او منة او منحة، المواطن  يملك حقوقا وعليه واجبات، ومن ضمن واجبات الحكومة ان توفر له مجموعة من الخدمات البلدية والصحية وغيرها من البديهيات التي اصبحت لاتشغل بال المواطن في دول الجوار في اقل تقدير، لكي لانتهم باننا نتحدث عن دول غريبة تسبقنا بقرون! من المؤكد ان الصيف اصبح يحمل معه مجموعة من الاشكاليات وتتراكم الازمات فيه، حرارة مرتفعة، ازدحامات الشوارع الخانقة، تزاحم على طوابير الوقود، شحة كهرباء، وشحة ماء، والحديث عن الماء له شجون كما يقول " سجاد " " يمكن ان اتحمل الحرارة واصبر على القطع غير المبرمج للتيار الكهربائي، لكني غير مستعد ان ابقى بدون ماء". rnمياه متعثـرة في الانابيبكنا نتحدث عن السرقة وماهو لك وعليك، حيث اصبحت المياه المتعثرة  في  انابيب صدئة اكل الدهر عليها وشرب لايمكنها ان تصل الى منزلك او شقتك مالم تحتل عليها وتحتل على الجيران، وبالمراوغة وبقدرة "ماصة " يمكن ان يصلك.  في بداية ازمة الماء في السنوات الخمس الاخيرة  استعمل "البغداديون الاوائل!!" طريقة بدائية وهي " المص " عن طريق الفم، يقول "ابو حسام " " كنا نقضي ساعات ونحن نستجدي الماء من الانبوب ونضع افواهنا الواحد تلو الاخر لسحبه "، هذا العمل كان ينطوي على مشاركة جماعية، فمن غير الممكن ان تقضي ساعة بسحب الماء عن طريق فمك دون معيل، الاسرة تتعاون على شفط الماء، والاوفر نصيبا من يبتلع اكبر كمية من مياه المجاري التي تكون بداية الغيث من رشقات الماء المتدفق في الانابيب القديمة! ومع تدهور حالة التجهيز بالماء في المناطق السكنية، تطورت بالمقابل الوسائل المعتمدة لتأمينه، فعمد البعض على شراء "شفاطة " بلاستيكية تقوم مقام السحب من الفم البدائي! "الشفاطة " رحمت افواه الاسر وقللت الجهد، ولكن عليك ان لاتنسى عامل الوقت الذي يجب ان تختاره بدقة  لصيد الماء وان لاتغفل دور الجيران الذين قد يسبقونك الى سحبه.  على مايبدو ان شحة المياه قد اضافت سلوكيات غير موجودة وغيرت انماطا، فالسهر والاستيقاظ مبكرا كانا رفيقين لايلتقيان ابدا لدى "ام مريم " ربة بيت، حيث تقول " اسهر الى وقت متأخر لكي احصل على الماء، وقد اصحو في وقت مبكر فاسارع الى سحب الماء بالشافطة ". rn"الحرامي" أفضل من "أبو الغيرة" أما آخر صيحات الموضة في الحصول على الماء المفقود هو مايسمى " الماطور ابو الغيرة "، واطلق عليه هذا الاسم بحسب قول احد البائعين "الماطورات "  في منطقة الباب الشرقي " لانه يسحب الماء في ظروف صعبة والمواطن لايجد من يقف بجانبه في ازمته غير هذا الماطور الذي سماه مستخدموه "ابو الغيرة!". واخيرا يوجد اختراع جديد في الاسواق وفي محال بيع المضخات "ماطور " يسمى "الحرامي "، وهذا النوع اكثر فعالية من سابقه، حيث يقول " خالد بستم " مصلح "الماطورات " " في اعلى حالات شحة المياه يمكن لهذا النوع ان يسحبه ولكنه بالمقابل يحتاج الى فولتية عالية ". وفي حوار دار بين شخصين حين كنا نتساءل عن هذه "الماطورات "، الاول كان زبونا والاخر بائع "مضخات " في منطقة "سيد سلطان علي "، حيث تساءل  الاول عن افضل الانواع من "الماطورات "، فاجابه البائع "اخذ الحرامي افضل "، في حين استغرب الزبون حيث كان يعتقد انه من الافضل ان يأخذ "ابو الغيرة "، فيما كان البائع يملك الحجة والدليل على ان "الحرامي " افضل من  "ابو الغيرة " لان الاخير سعرة 25 الف دينار بينما "الحرامي " بـ 45 الف دينار،وتسائل الزبون بدهشة هل الموازين قلبت بحيث اصبح  "ابو الغيرة " ارخص من "الحرامي " في هذا الزمان؟!  البائع يذكر انه يبيع من هذه "الماطورات " بين 2 -3 يوميا، والمحل يقع ضمن عشرات من المحال المشابه التي تعمل بالمهنة نفسها ولكم الحساب في عدد "الماطورات" التي تباع يوميا، وهذا يعكس حالة شحة المياه المجهزة للمواطن التي تجعله يعتمد على جهوده الفردية في توفيره. ويشير "البائع " الى ان تأمين وصول المياه الى المنازل من قبل الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram