باسم عبد الحميد حموديتتعدد مشاهد رمضان في ذاكرتي ، وقد لا تختلف مشاهد التوتر السابقة لمدفع الإفطار لكن المدفع هو هو و سواء في الشاميّة الغافيةعلى نهر الفرات –حيث كنت في الخامسة من العمر عام 1942 – أو في السماوة وعلى ضفة نهرها العريض الجميل ،
او في ( أبو صخير ) وفي ( الجعّارة) ،وهذا هو اسم مدينة الحيرة الشعبي ...سابقا ، وفي المدن الاخرى التي عشت فيها أو عايشتها : الدغارة ( في السبعينات) ومدينة عفك ( منذ الطفولة حتى اليوم ) والصويرة ( بين 1960-1963 ) وسواها ...حتى بغداد العظيمة . الصورة الاساسية متشابهة : مدفع قديم على ضفة النهر مع أعداده يقودهم العريف وقد اشرأبت آذان الجميع إلى مصدر التغيير .. المسجد – الحسينية ،وما أن يبدأ المؤذن عند المغرب، بإعلان صوت الخير وهو الاذا ن: الله أكبر .. الله أكبر- حتى ينطلق المدفع مدويّا ، تنطلق القذيفة الى وسط النهرولا تصيب أحدا ، لأنها قذيفة بارود وخرق – هكذا قالوا – لكن رهبة ظهور النار ودوي ّ الصوت تؤّمن لنا نحن الصغار الواقفين المتطلعين لهذه اللقطة نوعا من البهجة المصحوبة بالخوف ، في وقت نكون فيه قد شبعنا لذة من مراقبةا لجند وهم يستعدون ويصيحون على السباحين في أنهار السماوة والصويرة و المسيب وعلى الصيادين لان يبتعدوا عن مجابهة المدفع لحظة إعلان الحقيقة الجديدة ، بدء الإفطار بعد يوم صيام حافل.
رمضان الامس..مدفع الإفطار
نشر في: 11 أغسطس, 2010: 09:05 م