يوسف العاني كانت السينما بالنسبة لنا ونحن صغار، واحدة من احلام سعادتنا، ان لم تكن هي سعادتنا نتفرج علي شاشتها الصغيرة اولاً والتي كبرت واتسعت وتجسمت.. ثم تلونت.. نتفرج لكي نفرح ونضحك واحياناً نبكي لكن بكاءنا ذاك يأخذ تعبيراً مريحاً للنفس معبراً عن مشاركة نقية لمن تخنقه الازمة او المصيبة!
هذه الحالة تبدلت بعد سنوات، وتبدلها كان ينساق مع تبدل الوعي ومعرفة حقيقة الحياة،ثم حقيقة (السينما) فنا وثقافة وصناعة.. وتجارة عند الكثيرين من منتجي تلك الافلام. في البـــــــدء ونحن صغار كنا نريد ان (نتونس) حـــــــين نذهب الى السينما، وكل ما نــــــــرغب فيه ليس بعيداً عن تقــــــــــــديراتنا وادراكنا، ولهذا السبب كانت السينـــــــما وافلامها واحدة من هذه (الونسة) في ايام العيد السعيد..! لم يهمنا منها الا ان تضحكنا وتبهجنا.. وان (نقتل) بها وقتنا الذي لاهم لنا فيه الا (الفرح) و(اللعب(.وكان اصحاب دور السينما يهيئون الافلام المستهلكة المعروضة من قبل.. وكنا نذهب اليها برغم اننا شاهدناها من قبل ، لكنها بتقديرنا (حلوة) نستعيدها، او نستعيد بعض مشاهدها بصوت عال يثير حفيظة الاخرين احياناً.. واننا - احياناً أيضاً- نشاهد أكثر من فيلم واحد في عرض واحد.. بل ان بعض اصحاب دور السينما، يقطعون اجزاء من الفيلم، كي لا يكون مملاً وان لا يستغرق وقتاً طويلاً..المهم في الامر ان ماكنا نبحث عنه من مستوى ومحتوى .. بعد ان نضج تفكيرنا وادراكنا معنى ومبنى السينما، ما كان يؤخذ بالحسبان، وان افلام العيد لم تكن تعنينا لان الكثير الكثير منها افلام مستهلكة فارغة ، وهي عتيقة مضى زمنها .. لتصير مجرد بضاعة في سوق لها من يتعامل معها من السذج .. ومن الاطفال الصغار الذين يأتون من اجل ( الونسة ) و (اللعب) كما أشرت!بصراحة اقول .. والقياس مع الفارق.. ولأنني شبه متفرغ الان علي (التفرج) بمرارة وأسى.! كنت أتابع المسلسلات التي قدمت في شهر رمضان المبارك، الماضي.. فقد ملأت قنوات العرض وراحت تلوح بنجومها واسماء المشاركين فيها..متابعتي لهذه المسلسلات .. هي التي أعادت الي تصور افلام العيد مع الفارق - طبعاً، ومع الاعتذار عن هذا التشبيه الذي يبدو مبالغاً فيه.. لكنه من حيث المقارنة بين ما اعتادت مسلسلات رمضان على تقديمه في هذا الشهر الفضيل من اعمال كبار كتابها ومخرجيها .. وما شاهدناه في رمضاننا هذا العام يجرنا الي حالة تشاؤمية تسهل علينا تشبيهها بأفلام العيد - السيئة الذكر . استطيع بادئ ذي بدء ان استثني الي حد ما مسلسل يحيي الفخراني(فقد شاهدنا فارقاً من الجودة وقدرة علي الاقناع برغم الافتراضات الكثيرة، مما قرب العملين الى نفوس المشاهدين .. واستمتعوا بالعرض.. اما المسلسلات الاخرى فقد اجتمعت كلها بمواصفات توزعت بنسب مختلفة بعض الشيء من السردية المملة الي حد الترهل والافتعال.. والتشابه في كثير من مشاكل في هذا المسلسل وذاك.. وكان تكرار الوجوه من الممثلين والممثلات سمة اوشكت ان توقع - بل أوقعت - بعضاً منهم في تكرار أدائي - ان جاز لي هذا التعبير - بحيث كان الضياع واضحاً وبعيداً عن هذه الشخصية الممثلة هنا ، والممثلة هناك.. واذا اردت تعداد (التكرار) في الوجوه للعديد من النجوم. هذا التوجه اضعف اداءهم جميعاً برغم محاولات الامساك بالشخصية هنا بعيداً عن الشخصية هناك، والغريب ان الممثلة التي لم تشارك الا في مسلسلة واحدة (لقاء علهوا) واقصد يسرا كانت سائبة لم تضف الى شخصياتها ما يرفع مستواها وكأنها تقوم بعمل (إضافي) خارج الصيغ الجادة العميقة التي تعودنا عليها.وكذلك كان حال ( الهام شاهين).. خارج الاداء المتزن والحميم الذي تعودناه منها.. ويؤسفني ان أشير الي الصديق والفنان الكبير نور الشريف .. الذي مثل في مسلسلين والتي نقص فيها وما زاد..!!ولا ادري هل عدوا مسلسلات رمضان كافلام العيد ، تقدم كما يشاء المنتجون ما دام المشاهدون يقعدون امام الشاشة متفرجين يقبلون بما يقدم اليهم، كما كنا نفعل ونحن صغار في عروض افلام العيد؟هذا امر اخشى ان يعاد في القادم من عروض رمضان.. فقد تعودنا مع الاسف .. على التقدم الي الوراء .. وليس إلى امام وهذا ما يدعونا الى تشاؤم بات يلاحقنا في امور كثيرة..منها الحديث عن مسلسلات رمضان الذي مر .. والعيد الذي تبعه .. وعذراً ان أخطأت.. !!
تلفزيونيات ..نجوم يكررون انفسهم
نشر في: 11 أغسطس, 2010: 09:08 م