TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك ..(جار ناجار)

هواء فـي شبك ..(جار ناجار)

نشر في: 11 أغسطس, 2010: 09:44 م

وجار تعني اربعة في الفارسية، وناجار ايضا من الفارسية، وتعني لا حيلة في الامر، اي انه ليس للمشكلة حل ...وهذا المثل يضرب لما يستعصى حله والاصل فيه هو: (دوتا اخوت، سيتا صحبت، جارناجار)،
 اي ان الاثنين من الناس يؤلفون اخوة بينهم، والثلاثة يكونون اصحابا، اما اذا كانوا اربعة فانهم بلوى لا علاج لها، لانهم بطبيعة حالهم ينقسمون الى فريقين، كل فريق يتألف من اثنين . ثقافات الشعوب تشكلت عبر عهود من الاستبداد والجور نحو التمسك بالدكتاتورية، والموروث الشعبي لدى هذه الشعوب يكاد يكون متشابها لوجود مشتركات كثيرة بينها، ما يعني ان هذا المثل الفارسي له ما يناغيه في الامثال العراقية من مثل: (السفينه اذا كثروا ملاحينها تغرك)، وغيرها كثير، وهذا الوعي الذي تشكل عبر سنين طويلة، شكل حاجزا نفسيا لدى الكثيرين من قبول الاخر، والجنوح الى التفرد وهو لايدري بحيث انه من الممكن ان يبرر اخطاءه بكل بساطة، وهو كذلك دعا كثيرا من الثوار بعد الانتصار على الجور الى السلوك ذاته، يرفض الدكتاتورية كثوري ويتصرف بحسبها عندما يصل الى الحكم، او حتى عندما يدير دائرة صغيرة، ولذا ترى رأيه هو الصح، وتوجيهاته سديدة لا يعتريها الخلل، واخطاءه صحيحة برغم انوف الاخرين؛ هنالك من يتعجب من تأخير تشكيل الحكومة، وبحسب ما قدمنا فالامر طبيعي، لحين اكتمال الوعي بالديمقراطية , عندها تكون هذه القاعدة شذوذا. البعض تذمر من زيارة المالكي الاخيرة الى كردستان، والبعض الاخر وصفها باعطاء التنازلات والتفريط بمصلحة الوطن، اي ان الداعي تنازل عن فكرته التي جاء بها على انقاض النظام السابق، وبدأ بالتنظير باتجاه مصالح ضيقة لاتتعدى كرسي رئاسة الوزراء، وهذا الكلام يخالف المشروع الوطني الذي نادى بالعمل من اجل جميع المكونات من كرد وعرب وتركمان وغيرهم، وهذه المغالطات التي تصدر من هنا وهناك ليست جادة وانما هي للتأخير فقط  . اية كتلة في البرلمان لاتبحث عن المساومات منذ شروعها بالعمل داخل العراق، نحن نسميها تفاهمات للخروج من مأزق فرضته الديمقراطية، والاخرون يدعون انه مساومات لبسط النفوذ والحصول على الحقوق المهضومة، وبالتالي فان المصطلحين لايضيران احدا اذا ماساد الجو تفاهم ودي وبسطت الامور بشكلها الحقيقي دون مواربة ولاتدخلات خارجية . ان الديمقراطية النخبوية تعطي للنخب الحق في التفاوض والتفاهم وربما المساومة، وتعطي منظمات المجتمع المدني السلطة في الاعتراض، على اساس ان هذه المنظمات مراكز مدنية تمثل ثقل الرأي العام في الديمقراطية النخبوية، لتبقى تصريحات السياسيين دفاعا عن مصالحهم ومصالح كتلهم، واعتراضاتهم تدور داخل كتلهم بحسب الثقل الذي يمثلونه من خلال الاصوات التي جمعوها، والان وفي ازمتنا الحالية مطلوب من الجميع ان يسمع الجميع للخروج برأي ناضج  وسديد (يعطي كل واحد طينته بخده)، لماذا نورث قضية كركوك كمأزق للاجيال المقبلة لننتهي منها وفقا للدستور والمادة 140.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram