نصير العوام يضطر( محمود رحمن ) الذي لايتجاوز عمره (15) عاماً الى تغيير ملابسه مرتين بعد الافطار خلال شهررمضان . محمود الذي يقود مجموعة من الاطفال تتراوح اعمارهم من السابعة الى عشرسنوات ، هذه المجموعة اعادت الى المناطق الشعبية هذا العام (الماجينه )
 وهي من الفلكلور الشعبي المشاع بشكل كبير في الستينيات في العراق ، حيث يحمل الاطفال بعد الافطار (الفوانيس) ويرتدون الملابس البغدادية المميزه ، ويرددون بصوت عالٍ (ما جينه ياماجينه حلي الجيس وانطينه) فالعوائل منهم من يعطيهم مبلغاً رمزياً ومنهم من يسكب الماء من الاعلى عليهم. محمود رحمن يقول لـ (المدى) التي تجولت في منطقة الفضل، تلك المنطقة الشعبية المشهورة "بالمقام " وحمام السوق ، ولعبة المحيبس ، انا واصدقائي وبعد الافطار نطرق الابواب منادين باسم صاحب الدار او باسم ابنهم المدلل مع (كدك الطبله او الدف ) الذي نشتريه من السوق ، فبعض العوائل تعطينا المبالغ الرمزية التي لاتتجاوز ألف دينار عراقي والبعض الآخر يسكب علينا الماء من فوق، وهذا ما يجعلني انا واصدقائي نستبدل ملابسنا مرتين في اليوم بعد الافطار بسبب (الماجينه).ويتابع :" بعد ساعة او ساعتين من الدوران في المنطقة نجمع ما نحصل عليه ونتقاسمه على المجموعة ، ومن ثم نشتري الحلويات . وهكذا كل يوم . محمود يقول ايضا ان اصحاب محال بيع الحلويات والمحال الأخرى يقدمون لنا المساعدة، فبعض الأيام يقدمون لنا الحلوى مجانا. فيما يقول ابو عمر الكبيسي( 45) وهو احد الذين يشجع الاطفال على ديمومة (الماجينه): أنا يوميا أخصص لهم مبالغ واعرف التوقيت الذي تدق به مجموعة" محمود "ابواب منزلي ، واشجعهم على ديمومة هذا الفلكلور الشعبي الذي يعيدني الى ذكريات الطفوله. ويضيف هذا العام وبالاخص شهر رمضان اختلفت فيه الاوضاع الامنية كثيرا واتجهت نحو التحسن الكبير ، وذلك واضح من خلال عودة اغلب العوائل ، والمباراة بلعبة المحيبس تقام اليوم بين الفضل وابو سيفين . يذكر ان هناك مشاكل أمنية كبيرة قد حصلت بين منطقتي الفضل وابو سيفين اللتين تقعان وسط العاصمة بغداد ، فيما تقول ام علي (40) عاماً: الأطفال أعادوا لنا تراثنا العراقي الاصيل و(الماجينه) هي جزء من اعادة الامن للبلاد ، فعندما تشاهد الاطفال في اوقات الليل في ازقة وشوارع المنطقة تشعر بالامان ، وتضيف لابد من ان نحافظ على هذا التراث من خلال تطبيقه كل عام. اما العاملون في حلويات الباشا في المنطقة ذاتها تعاطفوا جميعهم مع الاطفال الذين يقومون بـ (الماجينه) وبالاخص مجموعة محمود الذين قالوا عنها انها مجموعة تصلح ان تكون فرقة شعبية للمقام البغدادي في المستقبل . واشاروا الى انهم يقدمون الحلوى لها مجانا . فيما يقول سعد رحيم وهو بائع حلويات دائما ما نقدم الحلويات لاطفال الماجيه بشكل مجاني بالرغم من اصرارهم على دفع ثمن الحلوى . ويضيف :" زوجتي تقدم الطعام والمال الى أطفال الماجينه عند وقوفهم امام المنزل بعد ان يرددوا الكلمات الجملية (ما جينه ياماجنه حلي الجيس وانطينه) و(الله يخلي ابو احمد ) وانا المقصود به . وبعض الكلمات الاخرى ( تنطونه او ننطيكم لبيت الله نوديكم ) وهذه الكلمات على شكل دعاء لاصحاب المنزل بزيارتهم لبيت الله الحرام ، مكة المكرمة ، ولاسيما هذه امنية جميع المسلمين والعراقيين بشكل خاص . (المدى) حضرت أمس جانباً من لعبة المحيبس بين فريقي الفضل وابو سيفين التي اقيمت في ساحة زبيده ، بعدان كانت تلك الساحة الخط الحدودي للمنطقتين قبل عام . وعبر بعض لاعبي المحيبس من الفريقين عن سرورهم لعودة التلاحم بين ابناء الفضل وابو سيفين . وقال علي الفيلي وهو من فريق ابو سيفين ، رمضان اعاد علينا الخير والامان ، ونحن اليوم نلعب "المحيبس "مع خصماء الامس وهم احباب اليوم في ساحة زبيدة التي كانت الخط الاحمر لكلا الفريقين . ويضيف :"سندعوفريق الفضل للعب في منطقة ابو سيفين بعد ان قدموا لنا الدعوة للعب عندهم ، ويشير الى ان الاجندة الخارجية لاتفرق العراقيين . اما عماد العزاوي من فريق الفضل فيقول الغرض من اللعبة اليوم في ساحة زبيدة لكي يعرف الجميع ان العراقيين لايفرقهم الغرباء .ويضيف سنلعب حتى الصباح وليس المهم من سيفوز.