كمال لطيف سالم في نهاية العشرينيات عندما ازداد انتاج الثلج بدأ التبريد بوضع قطع من الثلج في كؤوس الشربت او اللبن (الشنينة). وبدأ صنع صناديق الثلج الخشبية في بغداد وكذلك انتاج الدوندرمة تبعا لكثرة وجود الثلج. وقدور الدوندرمة تصنع في بغداد من القانون الكبيرة وتوضع داخل براميل خشبية
كانت تستورد فيها العنبة من الهند، وكانت الدوندرمة تعمل من عصير البرتقال او البطيخ او صبغة الرونبري. اما الدوندرمة الحليب فكان صنعها اشق لانها تحتاج الى سحلب وتيهان لاعطائها المطاطية.ومن اشهر صانعي الدوندرمة في الكرخ (زبالة) ودكانه في محلة الشيخ بشار جوار الحلواتي الحجي جواد الشكرجي ثم انتقل اخيراً الى جانب الرصافة جوار مقهى حسن عجمي مضروب به المثل فقيل (دندرمة زبالة) والآن مشهور بشربت الزبيب. أما الآخر فاسمه (كوسج) ودكانه بجانب جامع الشواف وكان كوسج محتكرا شخصية (حرملة) في مواكب عاشوراء وفي اواسط العشرينيات .وبعد قصف دمشق بالقنابل في سنة 1934 جاء الى بغداد صناع المرطبات ومنهم (عبدو الشامي) صانع الدوندرمة (البوظة) الشامية ودكانه في باب الاغا جوار حمام (كجو) وبقي عدة سنين الى ان خرج من بغداد بقرار من المحكمة والآخر هو الحجي (خيرو) وهو حلبي مختص بصنع الشربت وكان محله مجاورا لمدرسة شماش ومقهى حسن عجمي، وهو أول من باع شربت اللوز في بغداد. وأخيراً افتتح مطعماً بجوار سوق الامانة ثم التحق بشقيقته زكية (برمبوز) في العمارة ومات هناك في اواخر الاربعينيات. وفي اواسط العشرينيات ظهراً في السوق شراب السيفون ففي ساحة الشورجة مقابل جامع مرجان فتح اول دكان لبيع الصودا والسيفون. ومن جملة انواع السيفون هو الجنجر الذي يشبه طعم الدارسين.اما كاسات اللبن (الروبة) فيباع احسن انواعها في دكاكين الارمن المقابلة لشارع باب الشيخ، كما تباع عندهم احسن انواع الباسطرمة والسجق. والحديث عن المرطبات يجرنا الى الحديث عن الحلويات وهي نوعان: نوع يصنع في البيوت لاعضاء العائلة واشهرها واسهلها هو (المحلبي) ثم الحلاوة الطحينية وحلاوة التمر بالجوز، وتعمل من التمر الاشرسي الذي يدق بالهاون والجادن مع الجوز وتسمى (مدكوكة) ثم الزردة والحليب التي تعمل بالمناسبات وكذلك تعمل السمسمية بالدبس اذ يخلط الدبس بالسمسم ويوضع على النار لاعطائه التماسك اللازم وقد يعمل جوز الهند بالسكر على شكل كرات صغيرة. والنساء الحاذقات يعملن حلويات (خاتم كوبكي) أي صرة الخانم وهي عجينة مدورة تقلى بالدهن ثم توضع بالسكر (الشيرة) وقد توضع بعد الانتهاء من عملها قطعة من القيمر، او تعمل العجينة بشكل مستطيل وحينئذ تسمى باصية شكر، وهذه تباع على الاكثر في المدارس الابتدائية للاولاد واشهر محال صنعها في سوق الميدان وتعتبر الكليجة بالتمر او السكر والجوز نوعا من الحلويات. وفي الثلاثينيات بدأ عمل الكيك والكاتو وبقية المعجنات والحلويات التي تباع في الاسواق وهي الزلابية والبقلاوة وشعر البنات. ولم تكن دكاكين الحلويات تعرض هذه البضاعة في غير شهر رمضان الا نادرا. واشتهرت دمشق بصنع (البرازق) و (البادم) كما اشتهرت دمشق بالفواكه المجففة بالسكر والتي كانت تباع بعلب خشبية، واشتهرت طرابلس بحلويات (زنود الست)، كما اشتهرت صيدا بحلويات (السنيورة) واشتهرت نابلس (بالكنافة) والقاهرة بحلويات (عش السرايا). أما في بغداد فاشتهر في صنع البقلاوة والزلابية الحاج جواد الشكرجي في محلة الشيخ بشار وكنا نعرف الحامض حلو والكركري والعنبرلي وبيض اللقلق وجقجقجدر وجعب الغزال وملبس ابو الهيل والمصقول واصابع العروس واللوزينة والساهون والحلقوم ومن السما وغيرها مِن الحلوياْت.
(حرملة) يحتكر المرطبات.. والكركري واليادم ينتشران في أزقة بغداد
نشر في: 13 أغسطس, 2010: 06:14 م