بغداد/ اياس حسام الساموكشكا عدد من الشباب المسؤولين السياسيين بابعادهم وتهميشهم ومنعهم من الاشتراك في صناعة القرار السياسي اضافة الى مشاكلهم والتي تتعلق بالبطالة والفقر، شباب تحدثوا لـ"المدى" عن امال كانت لديهم بعد التغيير الذي حصل في 2003 وطموحات ورغبات، الا انهم اصطدموا بسياسات تعسفية تعمل على ابعادهم من اجل الانفراد بالساحة السياسية رغم انهم يشكلون اكثر من 60% من سكان العراق.
بعثة يوناميصدر مؤخرا تقرير عن بعثة يونامي في العراق بمناسبة اليوم العالمي للشباب يتحدث عن ان الشباب العراقي ما زالوا يواجهون صعوبات وتحديات كونهم ولدوا تحت وطأة البطالة والعقوبات الدولية التي يمر بها البلد اضافة الى قلة الفرص والاقصاء، كما جددت الامم المتحدة من خلال البيان دعمها للشباب العراقي من خلال وكالاتها المتخصصة العاملة في العراق كما ان الامم المتحدة تعمل حاليا مع الحكومة العراقية لوضع استراتيجية لحل مشاكل الشباب.كما ان المنظمة تعمل على إشراك الشباب في عمليات وضع السياسات والبرامج وصنع القرارات التي من شأنها أن تعود بالنفع على البلاد في المستقبل.المسؤولية مشتركةالنائب عن كتلة التوافق محمد اقبال يشير في حديث لـ"المدى" الى ان القيادات التاريخية التي دخلت العراق بعد 2003 وكذلك الكتل والاحزاب قامت بتهميش دور الشباب، فلم تبذل أي جهد من اجل تطوير الشباب واستغلال طاقاتهم خدمة للمجتمع العراقي .اقبال يشدد على ان ازمة البطالة والعاطلين عن العمل والاعتقالات التي نفذت بحق الشباب حالت دون تقديم جيل جديد قادر على القيام بالمهام السياسية، عادا ان المسؤولية هنا تقع على عاتق الحكومة وقادة الاحزاب السياسية ومؤسسات المجمتع المدني والرأي العام، اقبال يرى ان هنالك سياسيين من فئة الشباب استطاعوا تجاوز جميع العواقب التي مرت بهم وهم بهذه الحالة تقع عليهم مسؤولية كبيرة في خلق التواصل مع اقرانهم لتكوين جيل يملك ثقافة سياسية وافية. برلمان الشبابمديرة إعلام وزارة الشباب والرياضة د.عاصفة موسى تقول لـ"المدى" ان الشباب العراقي كان له اهتمام بالوظيفة والعمل اكثر من الاهتمام بالجانب السياسي لذا فان الشباب الان يطالبون الحكومة بتوفير فرص عمل لهم. وأضافت د.موسى: فالوزراة وضعت إستراتيجية يتم تنفيذها بالاشتراك مع الوزارات ذات الاختصاص، مستدركة ان الامر يحتاج الى عمل وجهد واموال وتخطيط، مشددة على ان الشباب عانى في الفترة السابقة من اضطهاد كونه شكل وقودا للحروب التي خاضها النظام السابق، وبالتالي فان المهمة التي تقع على عاتقنا الان هي الانتهاء تلك الفترة من عسكرة المجتمع. موسى تشير الى ان الشباب بحاجة الى أيادي الدولة من خلال مؤسساتها وبرامجها الصحيحة كونهم الحاضر والمستقبل، منوهة على ان معظم شرائح الشعب هم قريبون من السياسية بمن فيهم الشباب فقد كانت هنالك مطالبات عدة من اجل تقليل الحد الأدنى لأعمار المرشحين إلى 25 عاماً، أما وزارة الشباب والرياضة ممثلة بالسيد الوزير فقد كانت لها فكرة إنشاء برلمان للشباب مكون من 275 شاباً وهو برلمان تأسيسي لتكوين قاعدة من السياسيين ونواب المستقبل، وخلال المرحلة القادمة سوف يشكل برلمان شبابي يتكون من 325 شاباً يتم إقحام بعضهم بدورات خارج البلاد من اجل انضاج أفكارهم ليقوموا بمهامهم بالشكل الصحيح.صراع الاجيالد.حميد فاضل الأكاديمي في جامعة بغداد يصف في حديث لـ"المدى" أمس الشباب الذين يكونون نسبة 60% من المجتمع بأنهم سلاح ذو حدين أما ان يكونوا عامل بناء إذا ما أحسنا التعامل مع هذه الفئة المهمة من المجتمع أو ان يكونوا عامل هدم اذا ما همشت او لم يحسن توظيفها، د.فاضل يضيف ان صراع الأجيال هو السبب الأكبر للتهميش كون الأحزاب الكبيرة في العمر تضم قيادات قضوا القسم الأكبر من أعمارهم خارج العراق وبالتالي أن هذه القيادات ليست لها الثقة الكاملة بفئة الشباب، إضافة إلى غياب الديمقراطية داخل الأحزاب فقياداتها والتي وصفتها بالكبيرة في العمر لا تسمح للشباب بالدخول كونها تعتبر ان الحق في القيادة منوط بها شخصيا والسبب يرجع في ذلك –حسب اعتقادهم- إلى أنهم من قادوا المقاومة ضد النظام السابق، بالإضافة عدم اقتناع الاحزاب بخبرة الشباب كونهم تربوا على افكار النظام السابق.د.فاضل ينوه الى ان الدستور العراقي لايسمح لمن هو اقل من 30 سنة بالترشيح الى مجلس النواب والمجالس البلدية ومجالس المحافظات، ويذهب الى ان الحل يكون من خلال تعديل الدستور بخفض الحد الادنى للترشيح في هذه المجالس مع ضرورة ان تكون هنالك ديمقراطية لدى الاحزاب من خلال اعطاء هذه الفئة دوراً كبيرا مشددا على اعادة الثقة للشباب من خلال معالجة ازمة البطالة التي يعاني منها الشارع العراقي عموما وفئة الشباب خصوصا كونهم في المرتبة الاولى من هذه الجيوش العاطلة عن العمل، د.فاضل يعتقد ان الشباب كان يأمل بنظام ديمقراطي يفتح الافاق لتحقيق الامال الا انهم اصطدموا بواقع مرير فالوظيفة الان تمنح من خلال المحسوبيات والفساد الاداري على حساب الكفاءة مما جعل الشباب يعيشون حالة من اليأس والاستسلام ويكونون اكثر عرضة للعناصر المسلحة والجريمة، وفق ما تقدم ينبغي على الحكومة التي سوف تشكل ان تضع الحلول كافة لهذه الشريحة المهمة.شباب مغيبالاعلامية فيروز حاتم ت
الشباب العراقي بعد التهميش بات يعيش حالة من الإحباط وفقدان الثقة بالدولة
نشر في: 13 أغسطس, 2010: 08:32 م