الموصل/ نوزت شمدين منذ اليوم الأول لشهر رمضان، وأسواق الموصل الرئيسة تعاني من قلة الاقبال خصوصاً في ساعات ما بعد منتصف النهار، وهي ظاهرة جديدة على أسواق الموصل، وقد تكون تحدث للمرة الاولى بحسب تجار في سوق باب السراي والسرجخانة راحوا يعددون الاسباب التي جعلت أكثر اسواق الموصل زحاماً في معظم ايام السنة، مقفرة في ساعات الظهيرة وما بعدها في شهر رمضان.
الحاج ايوب 65 سنة يعمل عطاراً في سوق باب السراي قال بان ارتفاع درجات الحرارة تمنع المواطنين من التجوال في الاسواق، سيما وان معظم الطرق مغلقة امام حركة السير، مما يؤدي الى اضطرار المواطنين الى قطع مسافات طويلة مشياً على الاقدام، وهذا عائق رئيس امام ارتيادهم للأسواق البعيدة عن منازلهم او مقرات عملهم، ويضيف الحاج أيوب: " معظم المواطنين، اقتنوا حاجياتهم الرئيسة قبل رمضان، وكان من الصعب جداً السير في باب السراي قبل يوم واحد من شهر رمضان، بسبب الزحام الشديد الذي كان فيه". باب السراي هو احد اقدم اسواق الموصل،  يبدأ من جهته الغربية بمحال العطارين، تمتد محالهم على شكل سافين متقابلين ينتهيان في عمق السوق حيث يتفرع سوق العطارين الى اسواق اخرى، للبزازين والصفارين، والاحذية والمفروشات والعطور وغيرها، وينتهي بسوق باب الطوب من جهته الشرقية، وبسبب حوادث الاغتيال التي نشطت في المنطقة في المدة الماضية، عمدت قوات الامن الى غلق معظم الافرع والمنافذ المؤدية الى باب السراي، والابقاء على منفذ للخروج واخر للدخول، مما ادى الى زحام غير مسبوق في السوق قبل الدخول في شهر رمضان، بحسب العاملين فيه وحتى مرتاديه، وكان ذلك سببا اضافياً في قلة ارتياده فيما بعد مع الايام الاولى لرمضان. المواطنون بدورهم، شكوا من الارتفاع الكبير في اسعار معظم المواد الغذائية، واكد العديد منهم ان السبب في ذلك هو عدم توزيع مفردات البطاقة التموينية بشكل ثابت، بينما يعزو تجار في البورصة غربي الموصل، سبب ارتفاع المواد الغذائية الرئيسة الى ارتفاع الاسعار من مصادرها، كما ان ارتفاع الطلب اسهم في ذلك ايضاً. عدوى رفع الاسعار اصابت سوق الخضار ايضاً، لترتفع قيمة كل مادة بين 250 الى 500 دينار، وكذلك الحال بالنسبة الى اللحوم البيض والحمر، حيث ارتفع الكيلو غرام الواحد بمقدار 1000 دينار بالنسبة للحوم الحمر(ظان وابقار) و500 بالنسبة للحوم الدجاج والاسماك.ومع ارتفاع معدلات الاسعار ودرجات الحرارة، حافظت محال بيع العصائر والحلويات والمخللات على مستويات قياسية في البيع، خصوصا شربت الزبيب، واشهر المحال التي تبيعها(طه)وهناك عدة افرع لهذا المحل في مناطق مختلفة من مدينة الموصل، وهناك ايضاً محل الاخلاص وسط منطقة الدواسة، مع محال الصبايا والمهند وزينة لبيع الحلويات، بينما يظل طرشي الشفاء الماركة الرئيسة في عالم الطرشي، ولا تكاد تخلو مائدة رمضانية منه، والملفت للنظر ان اسعار هذه المواد لم تتغير في رمضان.   الجديد في رمضان هذا العام في مدينة الموصل، انتشار ظاهرة( الدوش ) في الاسواق، وهي عبارة عن خرطوم مطاطي ينتهي بعبوة مياه بلاستيكية فيها العديد من الثقوب الصغيرة تكفي لتمرير المياه، توضع بشكل عمودي امام محال تجارية تبرعاً من اصحابها للمواطنين الهاربين من حرارة شهر آب. كما ان حظر التجوال الليلي تم تقليصه، ليصبح من الواحدة بعد منتصف الليل حتى الرابعة فجراً، وبحسب بيان اصدرته محافظة نينوى فان قوات من الجيش العراقي والشرطة تقوم بمتابعة مسألة الافطار العلني، وان عقوبات(لم يحددها البيان)ستتخذ ضد من يثبت افطاره العلني في الاسواق، مع ذلك رصدت المدى من خلال تجوالها في عدد من اسواق الموصل خصوصا في شارع الدواسة المكتظ برجال الامن، العديد من حالات الافطار العلني، وابرزها التدخين، ولم تكن هناك اية اجراءات تتطابق مع البيان الذي اصدرته المحافظة. وهذا ما دفع أحد المواطنين وهو شامل عزيز 37 سنة، الى اتهام الحكومة المحلية في نينوى باصدار التعليمات دون تنفيذها، وقال : " كان عليها مراقبة الاسواق ومنع التجار من استغلال المواطنين الفقراء بشتى الحجج والذرائع، او في الاقل تنفيذ وعودها في توزيع مفردات البطاقة التموينية قبل رمضان، لكي لايضطر الناس للجوء الى السوق، ومواجهة جشع بعض التجار".