اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > هموم رمضانية.. سياسة واقتصاد وذكريات

هموم رمضانية.. سياسة واقتصاد وذكريات

نشر في: 15 أغسطس, 2010: 08:58 م

  بغداد / سها الشيخلي ينفرد شهر رمضان من دون بقية الشهور بتجمع الأهل الأصدقاء والمعارف والجيران بجلسات سمر قد تطول الى ساعات متأخرة من الليل الرمضاني الساحر .. ولم يعكر صفو تلك الجلسات الحميمة سوى صوت زعيق المولدات لكنه لن يثني اهل الحي من تبادل الزيارات والحديث عن كل ما يشغل العائلة من امور سواء كانت سياسية او اجتماعية ..
 وعادة ما تبدأ الزيارات بعد الإفطار ويشعر الصائم بالتخمة وانه بحاجة الى السير قليلا وقضاء الوقت بالدردشة .. لنتجول في حي الشعب وندخل احد البيوتات فيها وقد تجمع الجيران في بيت (ابو كمال) الموظف في وزارة التخطيط سابقا والمتقاعد حالياً.وبدون سابق تصميم فقد انعزلت النساء عن الرجال ومن دون الرجال أماكنهم في الحديقة الداخلية واحتلت النساء الصالة ربما لمتابعة بعض المسلسلات الرمضانية.. دخلت رفيف بأقداح (البارد) ولم تنس ان تضع في كل واحد منها قطعة ثلج، فهلل الجميع لذلك الكرم من قبل بيت أبو كمال فقالت ام فراس ضاحكة:- الله ما اسعد بيت خالي أبو كمال فلديهم ثلج بكرات كالبلور.فقالت أم كمال: ثلاجتنا جديدة علاوة على ان المولدة تعمل طول الوقت.يتعالى صوت الرجال أثناء الحديث ويحتدم الجدل فهاهو ابو كمال يتحدث بإعجاب عن الانتخابات المحلية معتبراً انها تكرس الديمقراطية في البلد وهي أسلوب ناجح في إدارة الأقاليم وقد سارت عليه دول أخرى قبلنا لكن جاره أبو احمد يرى انها خطوة مستعجلة.. عقب أبو رفيف (مدرس في إحدى الاعداديات) قائلاً:- رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى ولتكن كذلك.. علينا ان نتسلح بالشجاعة ونتقبل السياسة الجديدة.. تدخل أبو أحمد قائلاً:الموضوع يحتاج الى تمهيد يا عزيزي.. أنا معك اننا يجب ان نتسلح بالشجاعة اننا كمن يطالب المريض الذي أجرى عملية كبرى في رأسه وقلبه معا بأن عليه ان يسترد أنفاسه ويتعافى أولا ثم يبدأ حياته الجديدة.قال أبو كمال وهل علينا ان ننتظر دهرا حتى نتعافى؟ لقد أدركنا الوقت يا جماعة وعلينا اللحاق بركب المدنية فقد مرت علينا 5 سنوات ونحن في دور النقاهة فقال ابو زهراء: اجد من العسير ان نطلب من العراقيين ان يتكيفوا ويقبلوا هذا الانقلاب الكبير الجديد في حياتهم فقد تشبعوا تماما بسياسة الحزب الواحد وتعسف الدكتاتورية والحكومة المركزية وتسلطها آنذاك ورفع عينه ابو سعد من على طاولة (الدومينو)، وقال أية حكومة تلك التي تتحدثون عنها.. هي حتى الآن تقف عاجزة عن إيجاد حل لمشكلة مستعصية هي مشكلة الكهرباء.وهنا صاح أبو احمد هذا هو العهد الجديد الذي نتحدث عنه الآن ها أنت تتحدث وتنتقد الحكومة بكل حرية .. هل كنت تفعل ذلك سابقاً؟ كنا نخشى ان تكون للحيطان آذان تتربص بنا وكانت التقارير لا تعرف جارا ولا اخا ... كانت تذهب بسرعة البرق ذلك لان وراءها مكاسب عدة.. هل نسيتم (ابو طه) الذي نام في السجن لان جاره كتب عنه تقريرا بأنه معادٍ للحزب والثورة؟ وغيره.. وغيره.. ظل الرجال يتحدثون بشهية مفتوحة ويطرقون كل الأبواب فمن ذكريات أليمة عن العهد المباد الى ارتفاع الأسعار الحالية الى مشكلة كركوك الى مفردات الحصة التموينية قال احدهم: هل تصدقون ان كيلو العدس الآن بسعر 4 آلاف دينار، عقب آخر والله لقد بعت بيتا في مطلع السبعينيات بسعر 4 آلاف دينار وكان بمساحة 300 متر وضحك ابو كمال وقال ولماذا يأكل الصائم العدس ليطبخ شوربة ماش مثلا ! وضحك الجميع وجاءت رفيف بصينية الشاي وقد فاحت منها رائحة الهيل ورحب الجميع بالشاي وقال احدهم تذكرت أبو مصطفى فهو يحب الشاي كثيرا ولكن أين هو من مجلسنا هذا؟ رد ابو كمال انه موفد من قبل دائرته.. فقال: عجبا لقد عاد تواً وقبل أسبوع من إيفاده لإحدى الدول الأوروبية وضحك الآخرون قائلين : انها فرصة جيدة ان يكون مدير عام دائرته (عديله) فليذهب الى حيث يشاء ...نترك الرجال جانباً يتضاحكون ويحسدون جارهم (أبو مصطفى) على نعمه.ولنستمع الى حديث النساء الجالسات في الصالة اللواتي أخذن يتحدثن عن أسعار الملابس الجاهزة والمعروضة في الأسواق بمناسبة عيد الفطر المبارك.. قالت خولة (معلمة): البضاعة الصينية من الملابس صحيح انها رخيصة لكنها لا تقاوم الغسيل فهي إما تصغر في الحجم او يتغير لونها (تكشف) وعن صينية الفطور أجمعت النساء المجتمعات انهن يبالغن كثيرا في تحضير العديد من الأصناف ولكن عند الإفطار يكتفي الصائمون بشرب اللبن والشوربة.. وأرادت ام كمال تغيير دفة الحديث الى موضة هذا العام من تسريحات الشعر فقالت ان الشعر الطويل لا يلائم المرأة العاملة لانه يحتاج الى عناية كبيرة في تسريحته وصبغه بخلاف القصير الذي لا يحتاج الى عناء كبير قالت أم احمد انا مسرورة جدا لعودة صالونات الحلاقة النسائية ذلك انني لا أقوى على صبغ شعري وحدي.. وقالت ام رفيف عندما اقلب ألبوم صور العائلة اجد صورا عديدة لي ولأخواتي وصديقاتي في الكلية قبل اكثر من ربع قرن لم أجد واحدة منهن تضع الحجاب .. والآن بعد مرور كل تلك الفترة اشتاق الى تلك الأيام، وعن عودة المهجرين من خارج الوطن قالت ام رفيف يا الله ليعود الإخوة والأحباب الذين اتعبتهم الغربة. عقبت ام كمال اغلب الأحياء عادت كما كانت في السابق ولكنها عودة حذرة في بعض المناطق وقالت ام احمد ان شاء الله يستتب الأمن أكثر وأكثر وتعود إحياؤنا زاهية بناسها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram