اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > ضريبة عراقية ثقيلة: العنف يسكن ضحاياه الصغار

ضريبة عراقية ثقيلة: العنف يسكن ضحاياه الصغار

نشر في: 15 أغسطس, 2010: 09:09 م

 عن موقع N.P.Rاخذت الحرب في العراق ضريبة ثقيلة على الاطفال، فالعديد منهم قد رأى افراد عائلته وقد تعرضوا الى الخطف والتعذيب اثناء الصراع الطائفي الذي امتد ما بين عامي 2006 – 2008 وقد امتلأت مؤخرا ملاجئ الايتام بالاطفال الذين تركوا بلا ابوين بعد هجمات قامت بها المجاميع الارهابية بما فيها القاعدة . هناك القليل من الخدمات المقدمة لما يتراوح عددهم بين 4 الى 6 مليون طفل يتيم
 على الرغم من المصادقة على خطط تتضمن انشاء اولى عيادات طب الاطفال للأمراض العقلية لكن المشروع قد توقف بسبب عدم وجود حكومة لحد الآن وسط الخلافات السياسية  الحاصلة منذ نهاية الانتخابات التي جرت في آذار الماضي. rnالحياة بعد خسارة مؤلمةحامد عبد علي طفل صغير ولطيف يبلغ من العمر 12 عاما وجهه مليء بالنمش وذو شعر بني لامع لكنه في الوقت ذاته لديه العديد من الجراح على احدى جوانب وجهه حيث يقوم بخدش وضرب نفسه حينما يغدو عصبيا او حزينا. يقول حامد ان امه خرجت للتنزه يوم 21 شباط قبل بضع سنوات وانتهى بها المطاف في احد الاحياء الساخنة في بغداد وبعد ايام قليلة رن جرس الهاتف في بيت حامد وكان المتصل احد الارهابيين الذي سأل والد حامد " هل انتم من السنة ام من الشيعة"،  ولما لم يجبه قال الارهابي "حسنا اذا لم تأت لأخذ زوجتك فسوف نفجرها مع الاخرين"، وقد حدث ذلك بالضبط بعد ايام قليلة حين اخبر احد اقرباء حامد ان الارهابيين قاموا بربط  حزام ناسف بوالدته وقاموا بتفجيرها اضاف حامد " ان والدي الذي كان يعاني من مرض الربو كان يبكي كثيرا لفقدان امي وقد خرج من البيت ولم يحتمل الجو المترب مما استدعى اخذه الى المستشفى ولم يك هناك شيء يمكن ان يفعلوه له هناك فقد توفي هناك ". حامد يعيش الآن في مجمع الجواد لرعاية الايتام ، وهو ملجأ يقع في شمال بغداد تم افتتاحه منذ اربع سنوات ويتم ادارته من قبل رجل الدين السيد حسين الصدر، يقول حامد انه سعيد بالعيش في الملجأ فهو يستطيع ان يضحك ويلعب مع اصدقائه هناك لكن في الليل حينما يبقى لوحده فانه لا يستطيع النوم دون ان يبكي .  rnمحاولة النسيان ...برشان عادل يبلغ من العمر 17 عاما ، لديه ايضا مشكلة عند النوم فقد كان يشاهد الموقف حينما قام الارهابيون بخطف والده ووالدته واخيه ولم يرهم بعد ذلك ابدا . كانت اجابات برشان على اسئلتنا فاترة ووجهه جامد يقول انه لم يحس ابدا بفقدان والديه لكن مدير ملجأ الايتام ابو جعفر يقول ان لديه نوبات من العنف حيث يقوم بضرب الاطفال الآخرين وشتمهم ، لذا عندما نراه في حالة كهذه نحن بالطبع نقوم ببعض التقنيات لتهدئته وامتصاص غضبه مثلا ان نقوم باحتضانه ومعانقته او في احيان اخرى نقوم برواية قصه له او نصرخ معه فقط من اجل ان نجعله يفكر في شيء آخر من اجل التخفيف عنه وامتصاص غضبه ، فبالنسبة لبعض العراقيين ان هذه هي الطريقة الوحيدة  للتعامل مع الصدمة فحينما يحصل امر سيء لشخص ما فان افضل شيء هو محاولة نسيانه. اطفالنا وحتى عوائلنا تكيف مع هذه الحالة فهم قد يرون شخصاً ما يقتل او يصاب بجرح او يتم تهديده وبعد بضع دقائق تعود الامور الى حالتها الطبيعية . يقول الدكتور حيدر المالكي  وهو واحد من بضعة اطباء في العراق متخصصين في الطب النفسي للأطفال " هناك سبب آخر حول لماذا لا يتعامل الاطفال مع العنف ، لأنه لايوجد احد متدرب لمساعدتهم" مدير الملجأ نفسه يعترف بان موظفيه يفتقرون الى التعليم المناسب ذلك ان الملجأ الذي يقوم بخدمة 60 طفلا هو بالكاد يمس السطح في بلاد فقدت بضعة ملايين من الاطفال آبائهم بسبب اعمال العنف . هناك مكان واحد يمكن ان يجد فيه الاطفال معالجة وهو ردهة في مستشفى الطفل المركزي الحكومي في منطقة الاسكان ويترأسه الدكتور حيدر المالكي المتخصص في الطب النفسي للأطفال حيث يجيء الاطفال الى المستشفى من اجل تقييم حالتهم للعلاج وفي بعض الاحيان من اجل الدواء . يوحي بحث الدكتور حيدر بان ثلاثة ارباع الاطفال في العراق تقريبا يعانون من اعراض تتعلق باجهاد واضطرابات ما بعد الصدمة  قائلا ان العنف شائع جدا لدرجة ان الناس يعتقدونه امرا طبيعيا ومضيفا ان لديه خطة لتدريب المزيد من الاطباء النفسانيين والمستشارين وفتح عيادة منفصلة متخصصة بالامراض النفسية لطب الاطفال . الحكومة صادقت على افتتاح العيادة الجديدة ولم تصادق على التمويل بعد، حيث يقول الدكتور ان المال مازال معلقا لأن القادة العراقيين لم يقوموا بتشكيل الحكومة على الرغم من مرور خمسة اشهر على نهاية الانتخابات البرلمانية مضيفا انه كلما زاد كبت الاطفال لما خبروه كلما اصبح المجتمع اسوأ، ففي خلال 10 – 15 عاما حينما يكبر اولئك الاطفال ويغدون بالغين فسيكون لدينا "مجتمع عنيف" وقد قلت ذلك عدة مرات واقولها مرة ثانية ان هذه الحرب قد تخلصت من صدام لكن الظروف التي اعقبتها ستخلق مليون صدام ان لم تعالج بالشكل الصحيح. ترجمة: عمار كاظم محمد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram