TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > ليالي رمضان في الناصرية

ليالي رمضان في الناصرية

نشر في: 20 أغسطس, 2010: 08:15 م

حسين العاملحلقات المحيبس... صواني البقلاوة.. وتبادل اطباق الطعام في وجبة الافطار هي ابرز ما يميز ليالي شهر رمضان في مدينة الناصرية.. وما يجعل تلك الطقوس اكثر قربا الى الروح هو تبادل الزيارات بين العائلات والتسامر الى ما بعد منتصف الليل.
وما تغبط عليه العائلات الـ"ذي قارية" في شهر رمضان هو تمكنها من التنزه بأمان عند شاطىء الفرات ومدينة الالعاب وقضاء لياليها الرمضانية بالتزاور والمسامرة حتى ساعات متأخرة من الليل، فالامان نعمة متاحة في ليالي هذا الشهر الفضيل يلوذ بها الصغار قبل الكبار من تعب ورتابة النهارات القائظة.فبرغم قلة وانحسار المساحات الخضر في هذه المدينة التي لا تنتج الزهور الا ان الاسر في مركز مدينة الناصرية غالبا ما تجترح البدائل لتحظــى بفرصة طيبة لاستثمار الوقت بالمتعة والغبطة والسرور والتخلص من حر المساكن التي ما زالت تعاني من برنامج القطع المبرمج. ففي الوقت الذي يتوجه فيه شباب المدينة ليلا الى المقاهي وحلقات لعب المحيبس وصراع الديكة وسباقات كرة القدم تعد النساء عدتها وتستنفر همتها وشطارتها في شهر رمضان لاعداد وجبات غذائية سريعة وحلويات تليق بنزهة ما بعد الافطار على كورنيش شاطىء الفرات او في مدينة الالعاب التي اصبحت قبلة الزوار بعد تجديدها وتحديثها وتجهيزها بألعاب لا يقدر الكبار قبل الصغار على مقاومة اغرائها فدواليب الهواء وسفينة نوح والالعاب النهرية ولعبة المقص والدسكفري والعاب اخرى متنوعة جعلت من مدينة الالعاب ببهرجة اضوائها ومساحاتها الخضر وأمانها النسبي ملاذا للعائلات حيث يتنقل الاطفال والصبية والصبايا ايضا وحتى الكبار من لعبة الى اخرى حتى منتصف الليل مستنزفين بذلك جيب رب او ربة الاسرة، فأجور الالعاب ورسوم الدخول الى المدينة التي انشئت وفق نظام الاستثمار تعدها العائلات الفقيرة وذوو الدخل المحدود عالية نسبيا ولا تتناسب مع دخولهم وهذا ما ادى الى حرمان عدد غير قليل من الاسر من التنزه يوميا في هذا المرفق الحيوي واقتصار ذلك على اوقات متباعدة نسبيا لكن مع هذا تجد يوميا مئات الاسر تتنقل بين لعبة واخرى مبتهجة لفرحة اطفالها وكركراتهم وبراءة عبثهم الطفولي. وما يميز الليالي الرمضانية في مركز محافظة ذي قار هو اتساع شعبية لعبة المحيبس التي اخذت تستقطب حتى شريحة الصم والبكم الذين اسسوا بدورهم حلقات خاصة بهم حيث يلعب فريقان من الصم والبكم في احد مقاهي الناصرية حيث يتجمع نحو 80 اصم وابكم ما بين لاعب ومشجع بانتظار من يفوز بنهاية اللعبة التي تتواصل طيلة شهر رمضان. كما تشهد ليالي رمضان ولعدة اعوام اقامة دوري كرة قدم رمضاني للفرق الشعبية تجري تصفياته ليلا فقط والفريق الذي يفوز بنهائي التصفيات يحصد لقب الدوري. كما ان الاستقرار الامني الجيد في محافظة ذي قار حفز اصحاب المحال التجارية والمقاهي الشعبية في شارع النيل وساحة الحبوبي وشارع النصر ومناطق اخرى متفرقة على فتح ابواب محالهم ومقاهيهم حتى ساعة متأخرة جدا من الليل وقد اتاحت تلك المقاهي الليلية فرصة التواصل للادباء والرياضيين والشباب واصحاب المهن الاخرى وقضاء الوقت بالسهر والتسامر طيلة الليالي الرمضانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram