روما/ وكالاتتتزامن الذكرى الثانية لاغتيال الكاتب والمفكر العراقي كامل شياع في الثالث والعشرين من آب مع موعد عرض الفيلم الروائي الأول للمخرج العراقي الشاب حيدر رشيد " المحنة" في المسابقة الرسمية للدورة  الرابعة لمهرجان سيئول المقامة في العاصمة الكورية الجنوبية. يرأس لجنة التحكيم الدولية في المهرجان المخرج التايلندي  آبيتشاتبونغ ويراسيتاكول الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان "كان"
 السينمائي الدولي الذي أقيم في شهر أيار الماضي ."المحنة"، وطوله 85 دقيقة،  هو الفيلم العراقي والعربي الأول الذي يشارك في مهرجان سيئول، وتعرض قصته محنة كاتب عراقي شاب من أبناء الجيل الثاني من العراقيين المهاجرين الذين يعيشون في لندن. يواجه بطل الفيلم أزمة ضمير عميقة إذ يقف إزاء قرار ينبغي أن يتخذه بشأن نشر أول كتاب له مستغلاً حادث اغتيال والده المفكر العراقي على يد جماعة إرهابية مسلحة بعد عودته من المنفى إثر انهيار النظام البائد للمساهمة في إعادة إعمار البلد ومؤسساته الثقافية والعلمية المنهارة بعد عقود من الإهمال والحصار السياسي والفكري الذي فرضه النظام.تدور أحداث الفيلم في مدينة لندن التي يلفها الضباب ويقدم صورة لحالة الانتظار والترقب التي تسم أبناء الجيل الثاني من العراقيين الذين ولدوا في المهاجر البعيدة ويصور كذلك لآصرتهم مع الوطن الأم وحلمهم ليوم العودة. وكان الراحل كامل شياع تابع ميلاد الفيلم منذ مراحله الأولى وخلال كتابة السيناريو, ما جعل من الشريط كما لو كان سفر استشهاده الذي كان ترقبه في أكثر من رسالة وجهها إلى ولده إلياس المولود قبل 19 عاماً في بروكسيل. يذكر أن هذا هو العمل الروائي الأول للمخرج الشاب حيدر رشيد وفاز بالجائزة الثانية لمهرجان الخليج السينمائي الدولي الذي أقيم في دبي في شهر أبريل الماضي وقد ترأس لجنة التحكيم فيه المخرج المغربي المعروف جيلالي فرحاتي. وبعد مهرجان سيئول سيعرض الفيلم في مطلع شهر أكتوبر المقبل في مهرجان ميلانو الذي أسسه ويرأسه النجم الهولندي المعروف روتغير هاوار بطل فيلم "بليد رانر" من إخراج البريطاني ريدلي سكوت.وكان المخرج حيدر رشيد تعرّف على كامل شياع منذ طفولته والتقاه للمرة الأخيرة في الثاني والعشرين من شهر آب 2007 خلال مهرجان "بحر السينما العربية" بمدينة ميسينا الصقلية. ويقول المخرج  " أشعر بقشعريرة تنتاب جسدي عندما أفكر بالمصادفات التي تقارب هذا الفيلم بشخصية الراحل الكبير كامل شياع الذي أعتبر تعرفي عليه من بين أهم وأغلى الهدايا التي تلقيتها في حياتي" وأضاف " آمل أن يسهم هذا العمل في دفع المزيد من الشبيبة العراقية إلى التعبير عن آرائهم بنفس الشجاعة والوضوح اللذين ميزا الراحل كامل شياع، وأن يدفع الكثير من المبدعين الشباب إلى الاستعانة بالسينما كأداة تعبيرية وأداة بناء". وذكر حيدر رشيد أنه لمس من خلال حواراته مع الشهيد كامل شياع خلال لقائهما "حبه الكبير للسينما".