TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > واقع المدرسة العراقية

واقع المدرسة العراقية

نشر في: 21 أغسطس, 2010: 06:07 م

ايمان محسن جاسمكـاتـبــةيقترب العام الدراسي الجديد  من أن يطرق الأبواب بخطى متسارعة وجميعاً ستكون أنظارنا متجهة للمدارس  والمعلم  وإن إدراكنا لعظم الرسالة التي يحملها المعلم، ومدى عمق التأثير الذي يحدثه في نفوس التلامذة ،هذا التأثير الذي يحدد بدوره مستقبل الجيل الناشئ، وبالتالي مستقبل الأمة ، يفرض علينا أن نحدد الشروط الواجب توفرها فيمن يروم الانخراط في هذا المسلك ،
 وحمل هذه الرسالة بأمانة وإخلاص ، كي نستطيع أن نخلق جهازاً تربويا قادراً حقاً على أداء الرسالة . فما هي الشروط التي ينبغي توفرها لدى الراغبين بهذه المهنة ؟ يمكننا أن نحدد ، على ضوء التجارب التي مررنا بها، مجموعة من الشروط الواجب توفرها في المعلم ومنها:- توفر الرغبة الصادقة والحقيقية لمهنة التعليم.- الإيمان برسالة المعلم والقدرة على حملها.- الإيمان بالمثل الإنسانية العليا.- الثقافة الواسعة.إن من المسلم به أن كل إنسان لا يمكنه أن يحقق نجاحاً تاماً في عمله ما لم تكن له الرغبة الكافية فيه، لأن الرغبة عنصر حاسم في دفع المعلم إلى التتبع والدراسة، بغية الوقوف على أحدث الأساليب التربوية من جهة، والإخلاص في أداء الواجب من جهة أخرى. كما أن الاندفاع والرغبة تنعكسان بكل تأكيد على التلامذة الذين يتولى تربيتهم وتعليمهم، فتدفعه لتحضير مادة الدرس، ووسائل الإيضاح اللازمة، ويتعب نفسه من أجل إيصال المادة لهم، ويهتم بالواجبات البيتية والصفية، وتصحيحها، وبذلك ينشّط التلامذة، ويجعلهم يقبلون على الدرس بجد واشتياق. ولو أننا أمعنا النظر في جهاز التعليم بوضعه الحالي، وكيف أقبل المعلمون على هذه المهنة، وأجرينا إحصاءاً دقيقاً بصدد الذين جاءوا لهذه المهنة عن طريق الرغبة، لهان لنا الأمر ،ولأدركنا أي خطر يهدد المدرسة، ولأدركنا أسباب الفشل الحقيقية فيها. إن معظم الطلاب الذين سدت في وجوههم أبواب الكليات قد وجدوا أنفسهم أمام الأمر الواقع الذي اضطرهم إلى أللجوء إلى الدورات التربوية، ومعاهد المعلمين ذات السنة الدراسية، والسنتين، ودون رغبة منهم، ليصبحوا بين عشية وضحاها معلمين تسلم لهم الرسالة وهم على مستوى من الضحالة لا تؤهلهم للقيام بها على الوجه الصحيح. غير أنهلا يمكن أن يكون هذا الحكم شاملاً، فثمة آلاف من أولئك المعلمين قد اكتسبوا كفاءة مدهشة، واستخدموها في تعاملهم مع مهنتهم وتلاميذهم ،واستطاعوا بجدارة أن يكونوا نموذجا جيدا لصانعي الأجيال . إن عدم الرغبة ،والعزوف عن هذه المهنة له بالطبع عوامل ومسببات لابدَّ لنا من دراستها ،والوقوف عليها ومعالجتها ،وإذ ذاك نستطيع تهيئة الآلاف المؤلفة من المثقفين الشباب الذين سيندفعون إلى الانخراط بهذه المهنة المقدسة. خاصة ان نسبة كبيرة جدا من المعلمين ألان لا يمتلكون المهارات والكفايات المهنية التي تؤهلهم لهذه المهنة.وهنا علينا ان نحدد الإطار الفكري للمعلم الحديث وتتمثل بما يلي:- مهارات التعلم المستدامة وتتمثل بالتحصيل الدراسي بما لا يقل عن الإعدادية. - المعرفة العامة والثقافة الواسعة وهي انه يعرف شيئاً عن كل شيء.- المجال المعرفي الواسع ويعني انه يعرف كل شيئاً عن شيء.- التخصص الدقيق ويتمثل بالتفوق في جانب معين كأن يكون متفوقا في مجال- الرياضة - الفنون – الرياضيات.. الخ.- معرفة المبادئ التربوية وتطبيقها.وهذه الأطر تؤكد أن المعلم عليه أن يوجد الظروف التعليمية المناسبة لتلاميذه ويركز على العقل والروح والتفكير بكل أنواعه ويثير حوافز التلامذة ليساعدهم في البحث عن الحقيقة والوصول إليها كي يكون المثال الأعلى لهم .يتصور البعض ان رسالة المعلم هي إيصال المعلومات للتلامذة وتعليم التلامذة المهارات في القراءة والكتابة ولكن رسالة المعلم الحديث تقول ان من أهم واجبات المعلم ((تعليم التلميذ كيف يتعلم)) من هنا يمكننا أن نستنتج ان العملية التربوية التي كانت سائدة لدينا يكون محورها المعلم أما ألان فان عملية التعلم يكون محورها الرئيسي هو التلميذ وان مهام المعلم هو تنشيط المتعلمين وتحريك كل حواسهم وإشراكها في كسب المهارات المطلوبة وعلى المعلم ان يضيف أهدافا جديدة للدرس تتمثل في بناء شخصية التلميذ وتوظيف المعرفة المكتسبة في صقل شخصيته. من هنا يتضح لنا ان رسالة المعلم تتمثل بأعداد مواطن صالح يميز بين الأشياء وبعبارة أدق ((مواطن مثقف)) ومن البديهي ان المجتمع الذي يحتاج للطبيب والمهندس يحتاج أيضا إلى المهن الأخرى شريطة ان يمتلك صاحبها مؤهلات ثقافية تجعله يعرف كيف يتعامل مع الآخرين. وامتلاك الثقافة للآخرين من صلب واجبات المعلم وبالتأكيد فان المعلم الناجح هو الذي يجعل من الكتاب المدرسي احد مصادر التعلم وليس المصدر الأساسي والوحيد. من هنا يتضح لنا إننا في فترات وسنوات ماضية لم نرتكز على أسس صحيحة في اختيار من وكيف سيكون المعلم وربما اعتمدنا ضوابط غير تربوية في مجالات تربوية وهذا ما انعكس سلبا على الأداء والنتائج خاصة إن الإحصائيات والأرقام تشير إلى تدنٍ واضح في مستوى التعلم في العراق ليست هنالك مستويات دولية أدنى منه وهذه حقيقة لا يمكن ألا أن نستنتج منها أن المعلم العراقي يحتاج إلى تطوير شامل وجذري. في ظل مناهج دراسية جديدة وطرائق تدريس جديدة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram