إ قبال محمد الحلة مدينة ولادة بالأدب والشعر والثقافة، وبسبب ذلك اتسعت فيها ظاهرة المجالس الأدبية والثقافية وإقامة ندوات ومهرجانات فيها. وفي رمضان الكريم يفطر الصائم أدباً وشعراً ومحبة، وفي أول أمسية أدبية نظم دار بابل للثقافات والفنون أمسية رمضانية حملت عنوان رمضان في الحلة قبل مئة عام للباحث عبد الرضا عوض .
وتطرق الباحث خلال الأمسية التي حضرها جمع من المثقفين والشعراء والباحثين إلى أبرز معالم الشهر الفضيل والكشف عن صورته قبل مئة عام في مدينة الحلة والشعائر والطقوس التي يتسم بها الشهر الكريم والتي كانت تجري في أطراف (محلات) المدينة بصوبيها الكبير والصغير والمتمثلة بالوردية والكلج والجامعين والمهدية والطاق وجبران والجباويين والتعيس والأكراد التي تضم مساجد خاصة بها تعقد فيها مجالسها الاجتماعية، مبيناً أن الإجراءات التي كانت تتخذ قبل حلول شهر رمضان بأيام تتمثل بأوامر حكومية إذ تصدر فرمانات خاصة من الوالي إلى إدارة البلدية تقضي بتصليح إنارة الطرقات ومضاعفة زيت الإنارة للفوانيس واللالات الموزعة على طرق المحلات وإعلان شروط صارمة من قبل الإدارة العثمانية لكل من يفطر علناً، وتخصيص عقوبة الحبس أو الجلد للمخالف، فيما يتضمن الجانب الاجتماعي استعدادات الأهالي لشراء ما يحتاجونه من مواد غذائية خاصة بشهر رمضان وأشهرها تمر الهند الذي يصنع منه شراب ويحلى بالتمر لعدم وجود السكر حينذاك . وأشار الباحث الى الطرق التي يعرف الناس من خلالها هلال الشهر والتي كانت تصل من قبل المراجع الدينية عن طريق برقية ترسل خصيصاً إلى آل القزويني في الحلة باعتبارهم يمثلون المرجعية الدينية آنذاك ثم تبليغ الناس وكذلك التطرق الى المجالس التي كانت تعقد في الحلة خلال الشهر الفضيل .ومن المجالس الأخرى أقام مجلس مالك عبد الأخوة أمسية رمضانية حضرها مجموعة من الأدباء والمثقفين وكانت ذات نكهة خاصة لأنها تحدثت عن شعراء الحلة وما قدموه للشعر في العراق خلال ( 900) عام منذ بدء تأسيسها .أما مجلس الشلاه فقد أعد منهاجاً أدبياً طوال شهر رمضان المبارك تنوع بين الدين والتراث والأدب والشعر والاقتصاد والسياسة وكانت أول جلسة عن تأسيس مدينة الحلة .وأما مجلس غرفة التجارة فقد ضيف المؤرخ عدنان سماكة ليتحدث عن الحلة الفيحاء وتأثيرها على باقي المدن العراقية والأوضاع السياسية والاقتصادية فيها.
رمضان قبل مئة عام في الحلة
نشر في: 21 أغسطس, 2010: 06:33 م